عواصم في 24 مارس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بأهمية الاستثمارات الخضراء، وجهود الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة بالإضافة إلى تداعيات عودة المشاهد الدموية في غزة.
فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" نشرت مقالًا بعنوان: "حان الوقت لتعزيز الاستثمارات الخضراء" بقلم "خوسيه أنطونيو أوكامبو" وهو وزير المالية الأسبق في كولومبيا، وعضو في اللجنة المستقلة لإصلاح الضرائب الدولية على الشركات.
واستفتح الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن مؤتمرات الأمم المتحدة لتمويل التنمية قد كانت مناسبة عظيمة لبناء توافق الآراء بشأن قضايا التمويل العالمية.
ونوه إلى أن الاجتماع المقبل والمقرر عقده في منتصف العام الجاري في إسبانيا سوف يواصل التقدم المحرز سابقًا في مونتيري (2002)، والدوحة (2008)، وأديس أبابا (2015)، وقد بدأت الاستعدادات بالفعل بإطلاق وثيقتين أساسيتين.
ووضح الكاتب أن الهدف الرئيس لهذه العملية هو دعم استراتيجيات النمو في البلدان النامية.
وأكدت لجنة الخبراء على الحاجة إلى استعادة وتعزيز الدور التحويلي للدولة، وتصورها كمحرك رئيس للتنمية والتحول الهيكلي. وشدد الكاتب على أهمية زيادة التمويل المستدام بيئيًّا.
وقال في هذا السياق: "في حين وافقت مؤتمرات الأطراف الأخيرة بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي على المزيد من التمويل، فإن أهدافها لا تزال غير كافية. وهذا أمر مقلق بشكل خاص الآن مع تزايد خسائر التنوع البيولوجي وبدء الانحباس الحراري العالمي بالفعل في تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية التي حددتها اتفاقية باريس للمناخ".
ويرى الكاتب أن في هذه المجالات، ينبغي حشد مشاركة أكبر من القطاع الخاص بمساعدة الاعتمادات للاستثمارات البيئية أو الآليات التكميلية مثل ضمانات القروض من بنوك التنمية.
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا بعنوان "اتحاد الطاقة الجديد: أنظف، وأرخص، وأكثر ترابطًا" بقلم دان يورجنسن وهو مفوض الطاقة والإسكان بالاتحاد الأوروبي، شدد من خلاله على ضرورة أن يبني الاتحاد الأوروبي على نقاط قوته ويُطلق العنان لكامل قيمة اتحاد الطاقة.
واستهل الكاتب مقاله بالتنويه إلى أن الاتحاد الأوروبي يمر بمنعطف حاسم في تنافسيته، وإزالة الكربون، وأمنه، مما يتطلب تحركًا جديًّا.
وأشار إلى أن فواتير الطاقة المرتفعة تُلحق الضرر بمنازل الأوروبيين وأعمالهم التجارية.
ولفت إلى أن في تقريره لعام ٢٠٢٤ حول القدرة التنافسية الأوروبية، ذكر ماريو دراغي- وهو الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي- كلمة "الطاقة" أكثر من ٧٠٠ مرة.
ويرى الكاتب أنه لا يمكن أن تكون أوروبا أقوى بدون تعاون أقوى في مجال الطاقة، الأمر الذي من شأنه أن يُوفر أسسًا للوظائف والنمو والازدهار.
وقال: "في سعينا لحماية قارتنا، يجب علينا أيضًا حماية كوكبنا. يُمثل قطاع الطاقة ٧٥٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في أوروبا. وكلما طال أمد إزالة الكربون، زاد تعرضنا للتقلبات - في أسعار الوقود الأحفوري وأزمات تغير المناخ".
وذكر الكاتب أنه قد قدم خطة عمل للاتحاد الأوروبي لتفعيل قيمة الاتحاد في مجال الطاقة.
وأكد على أنه من خلال الخطة، ستقود المفوضية الأوروبية تنسيقًا أوثق بين الدول الأعضاء في حوكمة أسواق الطاقة، وتخطيط تطوير الشبكات، والاستعداد للأزمات، مضيفًا أن المفوضية ستوجه لقيام استثمارات أوروبية مشتركة واستراتيجية لتعزيز كفاءة الطاقة.
من جانب آخر، يرى الكاتب "اقبال جاسات" في مقاله الذي نشرته صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية أن حمام الدم الذي يرتكبه نتنياهو في غزة بموافقة ترامب هو استمرار للتطهير العرقي.
وأكد على أن عنف وشدة الضربات الصاروخية والقصف المميت في أنحاء غزة المحاصرة لا يُمثلان استمرارًا للإبادة الجماعية من قِبل النظام الإسرائيلي فحسب، بل يُمثلان أيضًا رفضًا منه لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّع عليه.
وأشار الكاتب إلى أن قادة النظام - وخاصة بنيامين نتنياهو - المدرج على قائمة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية قد لجأوا إلى كل ذريعة لاستئناف قتل المدنيين الأبرياء.
ووضح أنه بين عشية وضحاها، وبينما كان النازحون الفلسطينيون الذين عانوا من الحصار الإسرائيلي اللاإنساني المفروض على الغذاء والوقود والأدوية وغيرها من الضروريات - وفي منتصف شهر رمضان، يُحضّرون وجبات السحور في خيام بلاستيكية مؤقتة، أطلق نتنياهو النار عليهم، وفي غضون دقائق، استشهد أكثر من 400 مدني، معظمهم من النساء والأطفال وجُرح ألف أو أكثر.
وقال إن التقارير تشير إلى أن الضربات العسكرية الحالية أشد فتكًا وأوسع نطاقًا من سلسلة هجمات الطائرات بدون طيار التي شهدتها غزة خلال الأسابيع التي انتهك فيها نتنياهو شروط وقف إطلاق النار الأصلية التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
واقتبس الكاتب حديث المحللين السياسيين "جيريمي سكاهيل" و "أبو بكر عابد" اللذين أشارا إلى أن نتنياهو شنّ منذ يناير حملة تخريب واستفزاز، منتهكًا بنود الاتفاق علنًا من خلال عرقلة وصول المساعدات إلى قطاع غزة.
ونوه الكاتب إلى أنه رغم سعي نتنياهو إلى إلقاء اللوم على حماس باتهاماتٍ زائفة بتقويض وقف إطلاق النار، إلا أن الواقع هو أنه فرض حصارًا شاملًا على أي مساعدات، بما في ذلك الغذاء والإمدادات الطبية، إلى القطاع، واستأنف سياسته في استخدام التجويع كسلاح حرب.
ومن وجهة نظره فإن موافقة ترامب على حمام الدم الإسرائيلي تجعله مسؤولاً بشكلٍ مباشر عن جرائم حرب، بما في ذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.
ويعتقد أن بتسهيله موجة الغارات الجوية بتسليح وتمويل إسرائيل، كما دأب سلفه جو بايدن، أثبت ترامب مجددًا أنه ليس صانع سلام، بل هو في الواقع مُحرِّض للحرب.
/العُمانية/
أحمد صوبان