الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 17 مارس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بمستقبل البشرية مع الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار، وتأثير التكنولوجيا الحديثة على الإبداع بالإضافة إلى واقع الدبلوماسية في سياق لقاء الرئيسين الأمريكي والأوكراني.

فصحيفة "كوريا هيرالد" نشرت مقالًا بعنوان: مستقبلنا مع الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار "الدرون" بقلم الكاتب "كيم سيونج كون".

وأشار الكاتب في بداية مقاله إلى أنه في الآونة الأخيرة، كشفت شركة "ديب سيك"، وهي شركة صينية ناشئة للذكاء الاصطناعي، عن نموذج ذكاء اصطناعي يشبه "شات جي بي تي" يسمى "آر آي".

وذكرت شبكة السي ان ان أن ديب سيك "هددت هالة الحصانة التي تحيط بصناعة التكنولوجيا في أمريكا".

ووضح الكاتب أنه بسبب صدمة ديب سيك، بدا العالم فجأة وكأنه يقفز إلى منافسة شديدة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بدلاً من إجراء البحوث في المشاكل التي قد يترتب عليها الذكاء الاصطناعي.

وأكد على أننا نعيش الآن في عصر الذكاء الاصطناعي والطائرات دون طيار.

وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار يمكن أن يكونا مفيدين لنا، إلا أن الكاتب يرى أنهما ينطويان على مشاكل أيضًا.

فعلى سبيل المثال، الذكاء الاصطناعي قادر ليس فقط على الترجمة ولكن أيضًا على كتابة المقالات وحتى تأليف القصائد. لذلك، في هذه الأيام، يتوخى أساتذة الجامعات الحذر بشأن تصنيف أوراق الطلاب الفصلية لأن بعضها قد يكون من تأليف الذكاء الاصطناعي.

وفي مسابقات الشعر أيضًا، قد يرغب الحكام في التحقق من القصائد المشاركة لمعرفة ما إذا كانت من عمل الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أنه يمكن أن تكون الطائرات بدون طيار مشكلة أيضًا، إذ يمكن استخدام الطائرات بدون طيار للمراقبة غير المصرح بها أو التهريب السري أو حتى الهجمات المستهدفة.

وبين أنه في العمليات العسكرية، قد يتم تنفيذ هجمات الطائرات بدون طيار دون تقدير الطيار في مكان الحادث لأن الطائرات بدون طيار يتم التحكم فيها من مركز قيادة بعيد. بالإضافة إلى ذلك، قد يعرض تحليق الطائرات بدون طيار الخاصة بالقرب من المطارات سلامة الرحلات التجارية للخطر.

وأكد الكاتب على أنه رغم هذه العيوب والمشاكل، يجب أن نتعايش مع الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار، والاستفادة من مزاياها وقدراتها، وإذا لم نتمكن من رفضها، فيجب علينا التعامل معها.

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي والطائرات بدون طيار مدرجة بالفعل في الثورة الصناعية الرابعة: الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والسيارات بدون سائق، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والواقع المعزز، وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وتكنولوجيا النانو والجينات الحيوية، وشبكة الجيل الخامس.

وفي الوقت الحالي، نشهد حدوث كل الظواهر الثماني المذكورة أعلاه من حولنا.

ولكي نتعامل مع هذه التغييرات المبهرة، يعتقد الكاتب بأنه يتعين علينا أن نتوقع مستقبل التطور التكنولوجي والأفكار الثورية والقفزات الكمية في التفكير.

ونوه إلى أنه بدلاً من العودة إلى الماضي، يتعين علينا أن نستمر في التحرك نحو مستقبل التكنولوجيا المتطورة بعقول مناسبة للعصر الرقمي.

وقال في ختام مقاله إن الخبراء قد أشاروا إلى أن مستقبلنا يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار لأننا سنضطر إلى العيش معها كل يوم وفي كل مكان. لذا، يتعين علينا الاستعداد لذلك الآن، قبل فوات الأوان.

وفي سياق متصل، أكد الكاتب "جون نيلسون" في مقاله الذي نشرته صحيفة "اليابان اليوم" على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُعد الأداة الأكثر فعالية في معالجة المسائل التي نُعيرها الحد الأدنى من الاهتمام.

ووضح الكاتب، وهو باحث في الأخلاقيات والآثار المجتمعية للذكاء الاصطناعي بمعهد جورجيا للتكنولوجيا، أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل "شات جي بي تي" و "ميدجورني" قادرة على إنتاج النصوص والصور ومقاطع الفيديو بسرعة أكبر بكثير مما يمكن لأي شخص إنجازه يدويًّا.

وبصفته شخصًا يدرس التأثيرات المجتمعية للذكاء الاصطناعي، فقد لاحظ الكاتب مقايضة مثيرة للاهتمام، وهي: من المؤكد أن التكنولوجيا قادرة على توفير الوقت، ولكنها تفعل ذلك على وجه التحديد إلى الحد الذي يكون فيه المستخدم على استعداد للتنازل عن السيطرة على المنتج النهائي.

ولهذا السبب، يرى أنه ربما يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي مفيدًا للغاية للأشياء التي لا نهتم بها على الإطلاق.

وقال في هذا الجانب: عندما تطلب من مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي- على سبيل المثال- برسم صورة "حيوانات أليفة تركب الأمواج" فإن الأداة التوليدية سوف تقوم برسمها. ولكن الصورة لن تظهر كلوحة مائية أو رسم بقلم رصاص".

وفي هذا الجانب، أكد الكاتب على أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي يعني التنازل عن السيطرة الإبداعية، خاصة في الأشياء التي لا نريد أن نبذل جهدًا كبيرًا فيه.

ومن وجهة نظره فإن ما يجعل الذكاء الاصطناعي التوليدي ممكنًا، قبل كل شيء، هو التعبير المنخفض الجهد والمنخفض التحكم.

وقال إنه "في الوقت الذي استغرقه لكتابة ومراجعة هذه المقالة، كان بإمكانه استخدام شات جي بي تي لتوليد 200 مقالة صحيحة نحويًّا ومنظمة بشكل جيد، ثم نشرها على الإنترنت دون حتى قراءتها".

وأضاف: "لم يكن عليّ تحليل كل كلمة بعناية وتحديد ما إذا كانت تساعدني حقًا في إيصال وجهة نظري. لم يكن عليّ حتى أن أقرر ما إذا كنت أتفق مع أي من المقالات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي".

ويعتقد الكاتب بأن الذكاء الاصطناعي المولد يصبح أكثر فائدة كلما كان مستخدموه أكثر إهمالاً ــ أي كلما قل اهتمامهم بالتفاصيل.

من جانب آخر، يرى الكاتب "فيليب جيه كانينغهام" في مقاله الذي نشرته صحيفة "بانكوك بوست" التايلندية أن يوم 28 فبراير 2025 هو اليوم الذي ماتت فيه الدبلوماسية في إشارة للسلوك الفض الذي أظهره كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس خلال استقبال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

ووضح الكاتب، وهو باحث إعلامي يغطي السياسة الآسيوية، أن الحادث الذي تم بثه على شاشات التلفاز وانتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي يثير تساؤلات خطيرة حول "أين تقف أمريكا الآن وإلى أين تتجه؟".

وطرح تساؤلًا مفاده: هل هذا النوع من المعاملة الفظة التي تثير الصدمة والرعب هو الوضع الطبيعي الجديد للعلاقات الدبلوماسية الأمريكية في المستقبل؟

وركز الكاتب على بعض الزيارات الرسمية التي قام بها عدد من رؤساء الدول والحكومات الأوروبية للبيت الأبيض خلال الفترة السابقة مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.

ووضح أنه رغم الدبلوماسية التي تمتع بها الضيوف خلال لقاءاتهم إلا أن الرئيس الأمريكي قد أظهر بشكل أو بآخر بعض ردات الفعل التي تثير بعضًا من الجدل.

وقال الكاتب: إذا كانت المخاطر عالية بالنسبة للحلفاء المفترضين من أوروبا، الذين يشتركون في العديد من القيم الغربية مع الولايات المتحدة ومن المفترض أنهم جيدون في "قراءة" ترامب، فماذا يمكن للقادة الآسيويين أن يتوقعوا عندما يحلون ضيوفًا على الرئيس ترامب؟

/العُمانية/

أحمد صوبان