عواصم في 23 فبراير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بأبعاد عودة دونالد ترامب إلى السلطة، وفوائد مجموعة البريكس بالإضافة إلى تأثير المجموعة على قارة أفريقيا.
فصحيفة "ديلي صباح" التركية نشرت مقالًا بعنوان: الأزمات التي فرضها الغرب على نفسه: ترامب هو النتيجة وليس السبب بقلم الكاتب "موهيتن اتامان".
استفتح الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه في الوقت الحاضر، يناقش معظم المراقبين في الغرب وفي أجزاء أخرى من العالم تأثير عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة.
وبعد ذلك، بدأ معظم المراقبين في تحليل معنى سياسات ترامب من منظور مفاهيمي ونظري. وقد حاول العديد من الأكاديميين والمثقفين الغربيين إظهار أن إدارة ترامب وسياساته تشكل شذوذًا في العالم الغربي. وبالتالي، فإنهم يضللون الرأي العام العالمي.
ومن وجهة نظر الكاتب فإن عودة ترامب ليست السبب وراء صعود سياسات القوة، والقومية المتطرفة، والتنافس بين القوى العظمى، والليبرالية، وكراهية الأجانب، ومعاداة الإسلام، وما إلى ذلك في الغرب.
على العكس من ذلك، فإن صعود ترامب إلى السلطة هو نتيجة مباشرة لكل هذه التطورات في الغرب. وبالتالي، فإن الأزمة الحالية في الغرب والعالم أعمق بكثير من انتخاب ترامب.
وأكد على أن الدول الغربية تستمر في النظر إلى المكان الخطأ. فهي تلوم اللاجئين والمسلمين والصين والجنوب العالمي على التطورات السلبية التي لا محصلة لها.
وعلى الرغم من أن الغرب خسر كل قيمه وأصوله في بيته، إلا أنه يبحث باستمرار عن هذه القيم في الدول والحضارات الأخرى. ومن الواضح أنهم لن يجدوا الإجابة الصحيحة، لأنهم يبحثون عن أسباب مشاكلهم في المكان الخطأ.
ويرى أن التهديد الأكبر للحضارة الغربية ليس صعود الصين أو الإسلام السياسي أو أي تطور "ضار" آخر في الجنوب العالمي، كما تدعي الدوائر الغربية السائدة. بل هو سلوك الدول الغربية، والسبب الرئيس للصراعات والأزمات الغربية هو سياساتها.
وقال إنه على الرغم من أن الدول الغربية لا تزال الوجهة الأكثر جاذبية للاجئين في جميع أنحاء العالم، إلا أنها فقدت الكثير من جاذبيتها، منوهًا إلى أن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة والارتفاع المستمر لليبرالية والاستبداد في الدول الغربية يكشف عن تناقض الحكومات الغربية.
ويعتقد الكاتب بأن النظام العالمي الحالي غير مستدام، ومن أجل نظام عالمي أفضل وواعد، يتعين على القوى العالمية الغربية، وخاصة الدول الأوروبية، أن تغير من سياساتها أولاً.
من جانب آخر، يرى الكاتب "كين بوساير" أن في مجموعة البريكس ستحقق أفريقيا حلمها، وستسهم في تحفيز النظام العالمي الجديد.
واستهل الكاتب مقاله الذي نشرته صحيفة "ستار الكينية" بالإشارة إلى أنه بالنسبة للدول التي تحاول الفرار من الظلال المخيفة للهيمنة الأحادية القطبية المفروضة من قبل العالم الغربي، فإن عام 2024 مثل فجرًا جديدًا لمجموعة البريكس ككيان عالمي متنامٍ.
وبيّن أن البريكس هو اختصار لـ البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا. وقد اجتذبت الدول الناشئة والمتوسّعة في الأسواق والتي تسعى إلى إقامة علاقات أعمق والتعاون الاقتصادي أربعة أعضاء آخرين، لا سيما من إفريقيا، إلى صفوفها المتنامية.
وذكر الكاتب أن من بين الدول التي انضمت إلى مجموعة البريكس مصر وإثيوبيا.
ونوه إلى أن مصر تتمتع بأكبر ناتج محلي إجمالي في إفريقيا بينما تعد إثيوبيا ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في القارة الإفريقية.
ولفت إلى أن مصر وإثيوبيا انضمتا إلى جنوب إفريقيا، وهي قوة أفريقية أخرى وعضو مؤسس في مجموعة البريكس. وتسعى هذه الدول إلى إقامة شراكات حقيقية وعادلة يمكن أن تساعدها في تحقيق أهدافها.
ويعتقد الكاتب بأن هذا الكيان الجديد يجلب المرونة والتركيز، ويقدم الأمل للدول الإفريقية التي تقوضت تطلعاتها الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بسبب الصفقات التجارية الاستغلالية في نظام دولي تسيطر عليه إلى حد كبير الكيانات الغربية.
وطرح الكاتب تساؤلًا مفاده: لماذا تبدي الدول الأفريقية مثل هذا الاهتمام بمجموعة البريكس على الرغم من استمرار علاقاتها الوثيقة مع شركائها التقليديين كأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية؟
ومن وجهة نظره فإن الإجابة عن هذا التساؤل تكمن في أن مجموعة البريكس تقدم منصة عالمية حرة ومتساوية تجمع بين الدول ذات الأنظمة السياسية المختلفة ومستويات التنمية الاقتصادية والقيم والثقافات المختلفة، ولكن مع مصالح مشتركة ومواقف متقاربة بشأن النظام العالمي المتعدد الأقطاب والحوكمة العالمية.
وأكد على أنه في إطار البريكس، هناك أمل في أن تتمكن الدول الأفريقية من البدء في مواجهة والتعامل مع بقايا الاستعمار والإمبريالية على حد وصفه.
ولكي تعيش أفريقيا لحظة صعودها بالاعتماد على مواردها، بما في ذلك السكان الشباب النشطون والموارد الطبيعية، يرى الكاتب أنه لابد أن تكون القارة جزءاً من توازن القوى الاقتصادية المتغير. وهذه القوة الطاردة المركزية لهذا الزخم موجودة في البريكس.
وشدد في ختام مقاله على أهمية أن تغتنم أفريقيا زخم عام 2024 لتأكيد دورها في أسرة البريكس والإسهام في نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وفي سياق متصل، تساءل الكاتب "جوزيف اس. ني" وهو أستاذ فخري في جامعة هارفارد، ومساعد سابق لوزير الدفاع الأمريكي، عن فوائد مجموعة البريكس.
وقال في مقاله الذي نشرته مؤسسة "بروجيكت سينديكت" إن أحد الأسئلة التي قد يبدأ عام 2025 في الإجابة عليها هو ما إذا كانت مجموعة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) تتحول إلى مركز القوة الجديد في السياسة العالمية.
وأضاف أنه الآن بعد أن ضمت المجموعة أعضاء جددًا (مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات العربية المتحدة) وأصبحت تمثل 45% من سكان العالم، يعتقد البعض بأنها تعمل على تعزيز ما يعرف بـ "الجنوب العالمي".
ووضح الكاتب أن جيم أونيل (كبير خبراء الاقتصاد في جولدمان ساكس آنذاك) عندما صاغ اختصار "بريك" في عام 2001، كان هدفه ببساطة تحديد الاقتصادات الناشئة الأربعة الأكثر ترجيحاً للهيمنة على النمو الاقتصادي العالمي بحلول عام 2050.
وأشار إلى أن التسمية سرعان ما اكتسبت قيمة سياسية، فقد أصبحت مجموعة دبلوماسية غير رسمية في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006، ثم منظمة رسمية مع قمة البريكس الأولى في عام 2009.
واستضافت روسيا هذه المجموعة، وكان التركيز آنذاك - كما هو الحال الآن - على تعزيز النظام العالمي المتعدد الأقطاب. وفي نهاية العام التالي، حصلت المجموعة على حرف "S" الخاص بها عندما انضمت جنوب إفريقيا.
ولفت إلى أن قمة البريكس السادسة عشرة في روسيا في أكتوبر 2024 كانت هي الأولى التي ضمت أعضاء جددًا، حيث حضر حوالي 36 من القادة الوطنيين، كما حضر ممثلون من العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، واستغلت تركيا المناسبة لتقديم طلب العضوية الخاص بها.
ويعتقد الكاتب بأنه مع إبداء المزيد من البلدان اهتمامهًا بالانضمام، يبدو أن مجموعة البريكس قد تقدم نفسها بالفعل باعتبارها "زعيمة"- على حدّ وصفه- لمقاومة النظام الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.
ونوه إلى أن البعض ينظر إليها باعتبارها خليفة لحركة عدم الانحياز في حقبة الحرب الباردة، والتي رفض أعضاؤها الاختيار بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.
ومن وجهة نظر الكاتب فإنه من غير المرجح أن تنجح مجموعة البريكس في تنظيم "الجنوب العالمي" رسميًّا.
ويرى أن الأمر لا يقتصر على أن أكبر وأهم أعضائها ــ الصين والهند وروسيا ــ يقع جميعها شمال خط الاستواء، بل إن هذه الدول الثلاث تتنافس على القيادة.
وأكد في ختام مقاله على أن فائدة مجموعة البريكس تكمن في خدمتها لأهداف محددة ومختلفة لدول بعينها مثل استخدامها وسيلة للهروب من العزلة الدبلوماسية للبعض، وأداة دبلوماسية لفرض الزعامة على العالم النامي للبعض الآخر.
/العُمانية/
أحمد صوبان