عواصم في 2 فبراير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بدور البنوك في مستقبل تغير المناخ، وأهمية حماية التراث الثقافي في زمن الحرب بالإضافة إلى السلام في أوروبا والشرق الأوسط في ولاية ترامب الثانية.
فصحيفة "بانكوك بوست" التايلندية نشرت مقالًا بعنوان: "دور البنوك في مستقبل تغير المناخ" بقلم الكاتبة "ساريني أتشافانونتاكول" وهي مديرة شبكة التمويل المناخي في تايلاند.
استهلت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أنه في العاشر من يناير الجاري، أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2024 كان العام الأكثر دفئًا على الإطلاق، ومن المرجح أن يكون أول عام يبلغ فيه متوسط درجة الحرارة العالمية أكثر من درجة مئوية واحدة فوق متوسط 1850-1900.
ووضحت أنه رغم هذه الحقيقة المزعجة، فإن عام 2025 لم يبدأ بشكل جيد. ففي نفس الأسبوع الذي أصدرت فيه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هذا الإعلان، أصبح جي بي مورجان سادس وأحدث بنك في الولايات المتحدة ينسحب من تحالف البنوك الصفرية الصافية الذي تدعمه الأمم المتحدة، بعد الخروج السابق لسيتي جروب، وبنك أوف أمريكا، ومورجان ستانلي، وويلز فارجو، وجولدمان ساكس - والتي غادرت جميعها منذ بداية شهد ديسمبر الماضي.
وبينت أنه تم إطلاق تحالف البنوك الصفرية الصافية في عام 2021 لجمع البنوك التي تلتزم "بمواءمة أنشطة الإقراض والاستثمار وأسواق رأس المال مع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الصافية بحلول عام 2050"، وفقًا لموقع تحالف البنوك الصفرية الصافية على الإنترنت.
ويرى العديد من نشطاء المناخ أن هجرة ستة بنوك أمريكية كبرى يعد بمثابة تحذير مسبق لما قد ينتظرنا خلال رئاسة دونالد ترامب - حيث وقّع الرئيس ترامب على أمر تنفيذي يوجه الولايات المتحدة بالانسحاب مرة أخرى من اتفاقية باريس للمناخ التاريخية، مما وجه ضربة للجهود العالمية لمكافحة الانحباس الحراري العالمي.
ولفتت الكاتبة إلى أنه بالنسبة للمستثمرين المهتمين بالمناخ، فإن السؤال الرئيس الآن هو ما إذا كان هذا الخروج مجرد وضع عادي، أو إشارة إلى تراجع حقيقي عن التزامات صافي الصفر طويلة الأجل التي أعلنتها هذه البنوك في وقت سابق.
من جانبها، نشرت مؤسسة "بروجيكت سينديكت" مقالًا بعنوان: لماذا يجب حماية التراث الثقافي في زمن الحرب؟ بقلم الكاتب "كارل موكاريك".
واستفتح الكاتب مقاله بالتأكيد على أن ويلات الحرب لا تقتصر على ساحة المعركة. فالتكاليف يتحملها المجتمع بأسره، وعندما تدمر القنابل المعالم الأثرية والأعمال الفنية والأرشيفات التي لا يمكن تعويضها، فإن الخسائر لا تقاس فقط بالأرواح والممتلكات بل وبمصطلحات تاريخية أوسع نطاقًا.
ويرى أن الهوية والذاكرة والتراث الثقافي هي التي تدعم المجتمع في أحلك ساعاته، وتدميرها يؤدي إلى تآكل الحضارة نفسها.
وبالمثل، فإن تدنيس أو فقدان العناصر التي تعتبرها ثقافة مقدسة يمكن أن يغذي دورات جديدة من الظلم واليأس والعنف.
وأشار إلى أن الارتباط بين الحفاظ على الثقافة والسلام هو أحد الأسباب التي دفعت الحكومات من مختلف أنحاء العالم إلى الاجتماع في عام 1954 لتبني اتفاقية لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة الصراع المسلح. وهي تلزم جميع الأطراف بتحديد مواقع التراث الثقافي والعناصر، وتوفير الحماية لها، والمساعدة في فرض العقوبات على انتهاك الاتفاقية.
وبين أنه على الرغم من مثل هذه الالتزامات الرسمية، فإن فقدان التراث الثقافي في مناطق الصراع يظل مشكلة ملحة.
وأكد في ختام مقاله على أهمية النظر إلى حماية التراث الثقافي كأولوية ملحة وتتطلب معالجته ضمن جميع احتياجات الحرب الأخرى.
من جانب آخر، طرح الكاتب "آيلين أونفر" تساؤلًا في مقاله الذي نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية مفاده: في ولاية ترامب الثانية، هل السلام في أوروبا والشرق الأوسط ممكن؟
واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن دونالد ترامب قد تم تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة السابع والأربعين في 20 يناير 2025.
وقال ترامب خلال حملاته الانتخابية، "لن تكون هناك حرب من اليوم الأول عندما أتولى المنصب".
يرى الكاتب أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان ترامب قادرًا على تحقيق أهدافه والتزاماته بإنهاء الحروب في أوروبا والشرق الأوسط، ولكن من الواضح أن ترامب أقوى مما كان عليه في ولايته الأولى، فلقد حصل على الأغلبية في كل من مجلس النواب والشيوخ وسيكون مسيطرًا بشكل كامل على حكومة الولايات المتحدة للعامين المقبلين.
وبين أن الكثير يتساءلون: كيف سيتعامل ترامب مع التنافسات الجيوسياسية ويحقق التزامه بإنهاء الحروب؟
وفي هذا السياق، قال الكاتب: "نتوقع قرارات تنفيذية جذرية من ترامب في ولايته الثانية. وسيكون أحد قراراته الاعتماد بشكل أقل على الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية ومجموعة الدول السبع.
وسوف يركز ترامب على قمم مجموعة العشرين ويولي اهتمامًا لمجموعة البريكس. وكان تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع السلع من دول البريكس، إذا حاولت استبدال الدولار بعملة البريكس في التجارة الدولية، أحد إعلاناته الأولى بعد فوزه في الانتخابات. ويبدو أنه سيحاول في ولايته الثانية القضاء على أي فرص يمكن للصين استغلالها".
وأضاف: "تشير الإشارات الأولى لنهجه في السياسة الخارجية إلى أن ترامب لن يعالج التنافسات الجيوسياسية من خلال العمل كشرطي للعالم.
وعلى سبيل المثال، خلال حملته الانتخابية، اتهم تايوان بتقليد صناعة الرقائق الأمريكية وهدد تايوان بفرض رسوم جمركية. ويبدو أنه سيسعى إلى مفاوضات ثنائية لملاحقة المصلحة الوطنية للولايات المتحدة بدلاً من العمل شرطيًّا للعالم.
ولتحقيق أهدافه، سيسعى إلى تحقيق توازن القوى بين الولايات المتحدة والصين. ولن تكون أوروبا أو الشرق الأوسط محور الاهتمام الرئيس لترامب بل وسيلة لإعادة تركيز انتباهه على الصين، وسيتوصل إلى تسوية مع روسيا. وهذا هو السبب وراء تصريح ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا في يوم واحد".
وخلاصة القول في نظر الكاتب: من المرجح أن تركز ولاية ترامب الثانية على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، مع تهميش أوروبا والشرق الأوسط.
/العُمانية/
أحمد صوبان