الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 4 أغسطس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نُشرت في صفحاتها وتتعلق بمستقبل أوروبا بعد الانتخابات البرلمانية، ومأساة غزة بالإضافة إلى معاناة الأطفال جراء الحرب في السودان.

فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" نشرت مقالًا بعنوان: "ما الذي يجب على قيادة الاتحاد الأوروبي القادمة أن تفعله؟" بقلم الكاتب "كارل بيلت" وهو رئيس وزراء ووزير خارجية السويد الأسبق.

وأشار الكاتب في بداية مقاله إلى أن بعد انتخاب المصوتين في مختلف أنحاء الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي أعضاء البرلمان الأوروبي المقبل البالغ عددهم 720 عضوا، تحول التركيز نحو إدارة المؤسسات التي ستوجه عمل الكتلة وتحدد أولوياتها الاستراتيجية على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وأوضح أن في مجمل الأمر، لم يكن التحول في التوازن السياسي داخل البرلمان الأوروبي دراماتيكياً كما توقع العديد من المعلقين إذ انخفضت حصة المقاعد التي تشغلها أحزاب يمين الوسط ويسار الوسط والليبرالية التقليدية من 59% إلى 56% فقط.

وذكر أن أغلب الدراما كانت محصورة في عدد قليل من البلدان، خاصة فرنسا، حيث هزم حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس إيمانويل ماكرون. ورغم أن هذه النتيجة لن تؤثر بشكل مباشر على عملية التوظيف في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، إلا أن الكاتب يرى أنه من الواضح أن التغيير السياسي في أحد الأعضاء الرئيسيين في الكتلة قد يخلف تأثيراً أعظم بمرور الوقت.

وقال الكاتب: "إذا نظرنا إلى السنوات الخمس الماضية، فمن العدل أن نقول إن أداء الاتحاد الأوروبي فاق التوقعات. ربما لم تحول أوروبا نفسها إلى القوة الجيوسياسية التي تصورتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في العديد من خطاباتها، لكنها أثبتت قدرتها في الإدارة الفعالة للأزمات مثل جائحة كوفيد19 والحرب في أوكرانيا".

وأضاف: "من جانب آخر، لقد بدأ الاتحاد الأوروبي بداية جيدة في التحول الأخضر على مدى العقد الماضي، حيث أثبت نفسه كزعيم عالمي في قضايا المناخ، ولكن الضغوط السياسية الداخلية في العديد من الدول الأعضاء ترغم صناع السياسات الآن على المضي قدماً بشكل أبطأ.

من ناحية أخرى، كان تحولها الرقمي أقل إثارة للإعجاب ــ وهو العيب الذي أصبح أكثر وضوحا مع تحول عصر الذكاء الاصطناعي للاقتصاد العالمي".ويعتقد الكاتب أن الزعماء الأوروبيين بدؤوا يستيقظون تدريجياً على حقيقة مفادها أن الاتحاد الأوروبي يعاني من مشكلة القدرة التنافسية، ففي عالم حيث الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمى في مجال الابتكار والصين هي القوة العظمى في مجال الإنتاج، فإن كونك قوة عظمى تنظيمية لا يكفي.

وبين أن المناقشات حول قيادة الاتحاد الأوروبي وموظفيه وأولوياته خلال الأسابيع والأشهر المقبلة سوف تكون حول إعداد الكتلة لمواجهة هذه التحديات. ومن وجهة نظر الكاتب فإن الاتحاد الأوروبي قد أثبت قدرته على إدارة الأزمات بشكل فعّال، ولكنه يرى أنه يتعين عليه الآن أن يتحول إلى لاعب استراتيجي رئيس في بيئة عالمية متزايدة الصعوبة. ويعتقد أنه لو لم يكن التهديد الروسي سيئًا بما فيه الكفاية بالفعل، فسوف يصبح أكثر حدة إذا فاز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم.

وبحسب رأيه فإن الإدارة الأمريكية التي تتخلى علناً عن حلفائها وتفكك أو تشوه الركائز الأساسية للنظام الدولي ــ بما في ذلك منظمة التجارة العالمية ومنظمة الصحة العالمية واتفاقيات المناخ العالمية ومنظمة حلف شمال الأطلسي ــ سوف تشكل تحدياً مختلفاً وأكبر تماماً.

وأكّد في ختام مقاله أنه كلما توحدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول مؤسسات مشتركة وأهداف مشتركة، كلما أصبحت أكثر أمنا.

من جانبها، نشرت صحيفة "إكسبرس تريبيون" الباكستانية مقالًا بعنوان: "مأساة غزة" بقلم الكاتب "محمد عثمان".ويرى الكاتب في بداية مقاله أن هناك بعض المآسي في العالم تكشف الكثير من الأشياء بشكل واضح، كالنفاق المطلق للمثقفين والأكاديميين؛ ولامبالاة وتراخي البرجوازية؛ وقوة رأس المال الكبير والنزعة الاستهلاكية؛ وتهاون دول الجنوب العالمي.

وأوضح أن الأزمة في غزة تكشف عن الطبيعة الحقيقية للعالم الذي يستطيع المكفوفون رؤيته ولكن المكفوفين بالقلوب لا يستطيعون فك شفرته.

ومن وجهة نظر الكاتب فإن واضعي النظام المهيمن الحالي في العالم قد وضعوا النظام أساسيًا للغاية ولكنه محاط بالسفسطة المفرطة- على حد وصفه.

وبين أن هذه "السفسطة" في مجملها تخدم حماية المصالح الغربية بأي ثمن، وتكمن جذور هذه المصالح في الاستيلاء على الموارد المتاحة للنزعة الاستهلاكية ونمط الحياة في الغرب ونخبتهم الوكيلة والطبقات المهنية في الجنوب العالمي.

وقال إن هذا الاستيلاء على الموارد يزدهر في ظل الخوف من التكنولوجيا المفرطة للقوة العسكرية التي تعيد إنتاج نفسها بشكل أكبر مع كل عملية الاستيلاء على الموارد.

وبحسب الكاتب فإن في هذا الإطار، تم إنشاء إسرائيل لحماية المصالح الغربية في الشرق الأوسط - وهي المنطقة التي كانت ثقافيا واقتصاديا أكبر تهديد في عالم ما بعد الاستعمار بعد الشيوعية.

وفي هذا السياق، أوضح الكاتب أن وسائل الإعلام الغربية تواصل مساواة الفلسطينيين بإسرائيل كطرفين متحاربين بدلاً من أن يكون أحدهما مجرد مُضطهد والآخر هو المُضطهِد.

وقال: "تحظر الأوساط الأكاديمية الأمريكية نفس حرية التعبير التي كانت بمثابة الكأس المقدسة لهم في كفاحهم ضد شبح الاشتراكية في القرن العشرين. إن الشركات الغربية التي ازدهرت بسبب الأيدي العاملة الرخيصة والمواد الخام في الجنوب العالمي تحت رعاية السياسات الليبرالية الجديدة لصندوق النقد الدولي، تواصل دعم الجيش الإسرائيلي باعتباره المنقذ.

ويستمر قطاع التنمية في استخدام نفس أموال دافعي الضرائب من الإمبراطورية لإبقاء صناع القرار في جيوبهم، بينما لا يتم النطق بأي كلمة عن صرخات أطفال غزة في هذه المؤتمرات الإنسانية".

ويرى الكاتب أن ما فشلوا في فهمه هو شيء أساسي للغاية؛ لا يمكنك تحقيق النتائج إذا كنت ترغب في شيء ما بشكل مؤقت وإذا كنت تتوق إليه كهدف للنجاح.

ولا يمكن للمرء أن يعتقد أن الوضع يمكن أن يتغير أبدًا إذا استمر في قطع الأوراق دون أي رغبة في قطع قاعدة تلك الشجرة.

من جانب آخر، نشرت صحيفه "ديلي صباح" التركية مقالًا بعنوان: "السودان في محنة: الأطفال في قلب حرب مدمرة" بقلم الكاتب "فاروكو مينتوبيا" بين من خلاله أن السودان، الدولة التي مزقتها الحرب، تواصل النضال من أجل البقاء، حيث تذكّر أصوات أطفاله الأكثر ضعفاً العالمَ بالحاجة الماسة للسلام والاستقرار.

واستهل الكاتب، وهو عالم سياسي وناشط ومؤلف، حائز على الماجستير في الدراسات الأفريقية والعلاقات الدولية من جامعة إسطنبول تيكاريت، مقاله بالتأكيد على أن الأطفال السودانيين العالقين في ورطة صراع طويل الأمد، في حاجة ماسة إلى العودة إلى الحياة الطبيعية.

وأشار إلى أن منذ بداية الاشتباكات في أبريل 2023، انزلق السودان إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة اتسمت بالعنف المستمر والنزوح الجماعي للسكان وأزمة غذائية تلوح في الأفق. ففي 15 أبريل 2023، دوَّى إطلاق نار وانفجارات في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، ومنذ ذلك الحين دخل السودان في أزمة سياسية وحرب أهلية.

ويرى الكاتب أنه رغم الفظائع التي يعانون منها، يظل الشباب السوداني متفائل بأن أمتهم سوف تنهض مرة أخرى وتجد السلام.

ونوه إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد علّق مساعداته في 16 أبريل 2023، بعد وفاة العديد من العاملين في المجال الإنساني في القتال في دارفور، وهي منطقة شاسعة في الغرب على الحدود مع تشاد.

وبين أن الآلاف من سكان الخرطوم يفرون من القتال، وتقوم العديد من الدول بإجلاء رعاياها.

ولفت إلى أن رغم التوقيع على الهدنة، لكن الاتفاقيات لم يتم احترامها أبدًا؛ لأن الأطراف المتصارعة تتهم بعضها البعض باستمرار بخرق شروط وقف إطلاق النار.

وأكد الكاتب على أن الاشتباكات أغرقت السودان في دوامة من العنف والفوضى، حيث قدرت المنظمة الدولية للهجرة في شهر يونيو الماضي أن 2.83 مليون شخص نزحوا من منازلهم قبل بدء الحرب الحالية بسبب صراعات محلية متعددة في السنوات الأخيرة.

وبحسب المنظمة، فقد أكثر من 14 ألف شخص أرواحهم وأصيب آلاف آخرون. كما أجبرت الأزمة أكثر من 10 ملايين شخص على الفرار من منازلهم، مما أسهم في إيجاد أزمة نزوح داخلي غير مسبوقة في تاريخ السودان الحديث.

وذكر الكاتب أن العنف لم يستثنِ الأطفال، بل إن البيانات تظهر أنهم من بين الأكثر تضرراً من هذه الأزمة. وقال في هذا الجانب: كان ما يقرب من 19 مليونا منهم غير متعلمين منذ بداية الصراع يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر، ويحرمون من التعليم، وغالباً ما يتم فصلهم عن أسرهم. وقد اضطر الكثيرون إلى الفرار من العنف، ونصف السكان في وضع حرج".

وأضاف "أن الرغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية موجودة في كل مكان لدى هؤلاء الأطفال ،ليس هذا فحسب، بل يطمحون أيضًا إلى المساهمة في إعادة إعمار بلادهم ورؤية السلام يعود".

ومن وجهة نظر الكاتب فإن تحقيق هذا الهدف يتطلب الإنهاء الفوري للأعمال العدائية وإعادة فتح المرافق التعليمية.

وأشار إلى أن المجتمع الدولي، ممثلاً على وجه الخصوص بالأمم المتحدة، قد أطلق نداءات متعددة للمساعدة، لكن الاحتياجات لا تزال هائلة والاستجابات غير كافية.

وقال في ختام مقاله أن مع تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة، حيث لجأ ملايين الأشخاص، تلوح في الأفق مجاعة قد تصبح الأكبر في العالم، وشدد على ضرورة استجابة المجتمع الدولي لهذا النداء للمساعدة والعمل على إنهاء هذه المأساة، إذ يحتاج السودان إلى الدعم والأمل والسلام.

/العُمانية/

أحمد صوبان