عواصم في 3 مارس /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها وتتعلق بأهمية ممر بحر قزوين، وتأثير الذكاء الاصطناعي في إبداع الطلاب، بالإضافة إلى وضع أفريقيا في مؤشر مدركات الفساد.
فصحيفة "ديلي صباح" التركية نشرت مقالًا بعنوان "الممر الأوسط: تعزيز التعاون بين آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي" بقلم الكاتب "ريزارد زارنيسكي" وهو وزير شؤون الاتحاد الأوروبي السابق في بولندا، وعضو البرلمان الأوروبي.
وأوضح الكاتب في بداية مقاله أنَّ في سياق الاتصال العالمي المتطور، يحتل الممر العابر لبحر قزوين مركز الصدارة كمشروع للبنية التحتية التحويلية، حيث يربط آسيا الوسطى بشكل استراتيجي مع الاتحاد الأوروبي.
ويرى أنَّ أهمية اتصال الممر الأوسط، وخاصة الممر عبر بحر قزوين الذي يربط آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي، تتجلى في قدرته على إعادة تشكيل الديناميكيات الإقليمية وتعزيز التنمية الاقتصادية.
وبين أنَّ الشبكة المركزية عبر بحر قزوين، التي تم تحديدها على أنَّها الخيار الأكثر استدامة، تمتد إلى جنوب كازاخستان وتوفر مسارًا استراتيجيًّا لتعزيز الاتصال بين أوروبا وآسيا الوسطى.
ولفت إلى أنَّ هذا الممر، الذي يهدف إلى تسهيل العبور خلال 15 يومًا أو أقل، ويعد بمثابة شهادة على التزام الاتحاد الأوروبي السياسي بتعزيز العلاقات مع منطقة آسيا الوسطى من خلال مبادرة البوابة العالمية.
كما ذكر أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى البدء في تنفيذ الاستثمارات المنسقة على طول ممر النقل عبر بحر قزوين، وينطوي ذلك على تعبئة المستثمرين لمشاريع ملموسة ذات جداول زمنية والتزامات مالية واقعية.
وأشار الكاتب إلى أنَّ الفوائد المتوخاة تمتد إلى ما هو أبعد من المزايا الاقتصادية لتشمل تحسين التنسيق الإقليمي، والاتصال بين المراكز الاقتصادية، وتبسيط ممارسات عبور الحدود، وتعزيز التخطيط طويل الأجل والاعتبارات البيئية.
ونوه إلى أنَّ مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ، التي تعبر المراكز السكانية والإنتاجية الرئيسة في جميع بلدان آسيا الوسطى الخمس، تحمل الوعد بالتنمية الاقتصادية المستدامة للمنطقة بأكملها.
ووضح الكاتب أنَّه مع إدراك أنَّ التحديات لا تكمن في كثير من الأحيان في البنية التحتية فحسب، بل أيضًا في قضايا الاتصال الناعمة، حيث تركز المبادرة على تدابير ملموسة لخفض تكاليف المعاملات وتعزيز الكفاءة التشغيلية.
أردف "ويتم التأكيد على أهمية هذا الممر من خلال توافقه مع استراتيجية البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي واستراتيجية الاتحاد الأوروبي بشأن آسيا الوسطى، ويهدف النهج الشامل إلى ضمان الاستدامة والقدرة التنافسية والكفاءة التشغيلية لمركز وشبكة تكنولوجيا المناخ.
ومن وجهة نظره فإنَّه عند توقع المستقبل، تُشير الزيادة المحتملة في حجم حاويات النقل في شبكة تكنولوجيا المناخ إلى التأثير التحويلي لهذه الاستثمارات، وفي حالة تنفيذه يمكن أن يشهد الممر ارتفاعًا كبيرًا في حركة الحاويات، مما يعزز النمو الاقتصادي ويسهل التجارة الأكثر سلاسة بين آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي.
وأكد الكاتب في ختام مقاله على أنَّ في جوهر الأمر، لا تكمن أهمية اتصال الممر الأوسط، وخاصة الممر عبر بحر قزوين، في البنية التحتية المادية فحسب، بل في دورها كمحفز للتنمية الإقليمية والتعاون الاقتصادي، وتحقيق الأهداف المشتركة بين آسيا الوسطى والاتحاد الأوروبي.
من جانبها، ترى الكاتبة "صابرينا حبيب" وهي مديرة برنامج البيانات والاتصالات في جامعة كارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة، أنَّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد ويضر بإبداع الطلاب في نفس الوقت.
واستهلت الكاتبة مقالها الذي نشرته مجلة "الكونفيرسيشن" بالإشارة إلى أنَّ المعلمين في جميع أنحاء الولايات المتحدة يتصارعون بشأن ما إذا كانوا سينظرون إلى أدوات الذكاء الاصطناعي مثل دردشة "جي بي تي" كصديق أم عدو في الفصل الدراسي.
ومن وجهة نظرها، فإنَّ تعليم الطلاب ليكونوا مفكرين مبدعين بدلاً من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للحصول على الإجابات هو المفتاح للإجابة على هذا السؤال.
وذكرت الكاتبة أنَّها قامت مع فريقها البحثي بعمل دراسة حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يؤثر على إبداع الطلاب، والتي نشرتها مجلة الإبداع والتي تمثل باحثين من جامعة كارولينا الجنوبية، وجامعة كاليفورنيا، وبيركلي، وكلية إيمرسون.
وقالت في هذا الشأن "في هذه الدراسة طلبنا من طلاب الجامعات تبادل الأفكار - بدون استخدام التكنولوجيا - حول جميع الطرق التي يمكن من خلالها استخدام مشبك الورق، وبعد شهر طلبنا منهم أن يفعلوا الشيء نفسه، ولكن باستخدام دردشة جي بي تي لقد وجدنا أنَّ الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مفيدة للعصف الذهني، حيث يعمل بسرعة على توليد الأفكار التي يمكن أن تثير الاستكشاف الإبداعي".
ولكن هناك أيضًا تأثيرات سلبية محتملة على مهارات التفكير الإبداعي والثقة بالنفس لدى الطلاب، وبينما ذكر الطلاب أنَّه من المفيد أن يكون لديهم عقل آخر، فقد شعروا أيضًا أنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي كان الطريق السهل ولم يسمح لهم بالتفكير بمفردهم.
وتدعو النتائج إلى اتباع نهج مدروس لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية وتحقيق التوازن الذي يغذي الإبداع مع الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت الكاتبة أنَّ الطلاب في الدراسة التي أُجريت قد ولدوا أفكارًا أكثر تنوعًا وتفصيلاً عند استخدام الذكاء الاصطناعي، ووجدوا أنَّ الذكاء الاصطناعي كان مفيدًا لبدء جلسات العصف الذهني.
وبينت أنَّ الجانب السلبي للعصف الذهني باستخدام الذكاء الاصطناعي هو أنَّ بعض الطلاب أعربوا عن مخاوفهم بشأن الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى تقويض أفكارهم، وبالتالي ثقتهم في قدراتهم الإبداعية.
وأضافت أنَّ نتائج الدراسة تُشير إلى أنّ السماح للطلاب بممارسة الإبداع بشكل مستقل أولاً سيعزز إيمانهم بأنفسهم وقدراتهم، بمجرد تحقيق ذلك، ويمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا في تعزيز تعلمهم، تمامًا مثل تدريس القسمة المطولة للطلاب قبل تقديم الآلة الحاسبة.
وأكدت الكاتبة في ختام مقالها على أنَّ الرفيق البحثي سيواصل البحث في تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع، واستكشاف تأثيره على الفاعلية والثقة والمراحل الأخرى من العملية الإبداعية، منوهةً إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي في التعليم لا يقتصر فقط على أحدث التقنيات إذ يتعلق الأمر بتشكيل مستقبل حيث يتقدم الإبداع البشري والتقدم التكنولوجي معًا.
من جانب آخر، يعتقد الكاتب "بروسبر إس ماجوتشو" وهو أستاذ مساعد في القانون ومتخصص في الجرائم المالية واسترداد الأصول الدولية، أنَّ العالم في حاجة ماسة إلى محكمة دولية لمكافحة الفساد.
وأشار في بداية مقاله الذي نشرته صحيفة "ميل آند جارديان" إلى أنَّ مؤشر مدركات الفساد لعام 2023 الصادر مؤخرًا عن منظمة الشفافية الدولية يرسم صورة مروعة، إذ يزدهر الفساد حيث تنهار أنظمة العدالة، مدعومة بمزيج سام من المؤسسات الضعيفة والشخصيات القوية التي تتلاعب بالقانون لتحقيق مكاسب خاصة بها.
وقال إنَّ العواقب مدمرة، حيث تحرم الفئات الضعيفة من السكان من الوصول إلى العدالة بينما يتزلج الأغنياء والأقوياء بحرية، وهذا التآكل في المساءلة يسم في إيجاد أرض خصبة لازدهار الفساد، مما يزيد من إضعاف المؤسسات التي تهدف إلى دعم سيادة القانون.
وبين الكاتب أنَّ أفريقيا، على وجه الخصوص، تواجه تحديا هائلًا، وعلى الرغم من أنَّ بعض البلدان تظهر علامات التقدم، إلا أنَّ القارة تظل المنطقة الأكثر فسادًا على مستوى العالم.
وقال في هذا السياق "إنَّ مؤشر أسعار المستهلك لعام 2023، الذي يركز على العقد الماضي، بمثابة تذكير صارخ، لا يمكن أن يستمر العمل كالمعتاد، وعلينا أن نعمل الآن على تعزيز أنظمة العدالة ومحاسبة الجميع، بغض النظر عن مناصبهم أو سلطتهم".
ومن وجهة نظره فإنَّ الخيار الأمثل الذي قد يكون واعدًا هو إنشاء محكمة دولية لمكافحة الفساد.
ويرى أنَّ هذه الخطوة يمكن أن تسهم بطريقة أو ما في تعزيز الجهود الوطنية في دعم سيادة القانون وتعزيز استرداد الأصول الدولية.
/العُمانية/
أحمد صوبان