الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 19 سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.

فنشرت صحيفة "كوريا تايمز" مقالا بعنوان "القيادة العالمية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي" بقلم الكاتب " أوتافيانو كانوتو" وهو نائب الرئيس السابق والمدير التنفيذي للبنك الدولي.

وقال الكاتب في مستهل مقاله "لا يزال الاقتصاد العالمي يعاني من التحديات، بدءًا من الظروف النقدية والمالية الصارمة إلى التأثيرات التي خلفتها الحرب الدائرة في أوكرانيا".

وأضاف أن هذا الموقف الذي يبدو مثل رياح معاكسة تعيق النمو العالمي ومن المتوقع أن يتباطأ إلى 3 في المائة العام الجاري (2023م)، مقارنة بنحو 3.5 في المائة في عام 2022م، ما تسبب في إلحاق الضرر بالأرواح وسبل العيش، علاوة على تزايد الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وخاصة في البلدان النامية.

وللتصدي للتحديات المعقدة والمتداخلة التي يواجهها العالم حاليًّا، تُعَد أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي منطقة تتمتع بالعديد من المقومات التي من الممكن أن تقدمها لتعافي الاقتصاد العالمي، بحسب رأي الكاتب.

ووضح أن بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي تستطيع أن تسهم في إنشاء سوق غذاء عالمية أكثر مرونة. ففي وقت مبكر من عام 2017م، أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي إعلانًا وزاريًّا مشتركًا يدعو المنطقة إلى أن تصبح "سلة غذاء للعالم".

وأضاف أنه خلال قمة الأمريكيتين التي استضافتها الولايات المتحدة العام الماضي (2022م)، أصدر المشاركون إعلانا للمنتجين الزراعيين يؤكد على الدور المهم الذي يلعبه المصدرون الرئيسون في منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في تعزيز الأمن الغذائي العالمي.

وبين الكاتب أن السبب يبدو واضحا للعيان لإطلاق ذلك الوصف على المنطقة، حيث تحتوي منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي على ربع الأراضي الصالحة للزراعة على مستوى العالم وثلث مواردها من المياه العذبة، وهي بذلك تضم بالفعل أكبر مصدر صافٍ للأغذية بالمقارنة بمناطق أخرى حول العالم.

وبين أن منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بحاجة إلى استثمارات جديدة، وخاصة في البنية الأساسية المادية والرقمية وفي الزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، ومواصلة التحسينات التكنولوجية والقدرة التنافسية، وتحسين الاندماج في سلاسل القيمة الإقليمية والعالمية.

وبعيداً عن الغذاء، يعتقد الكاتب بأن المنطقة في وضع جيد يؤهلها لأن تصبح رائدة على مستوى العالم في مجال المناخ، حيث تمثل بلدان أمريكا اللاتينية والكاريبي أقل من 10 في المائة من الانبعاثات المسببة للانحباس الحراري العالمي، وهي بذلك تمثل موطنا للرواد الذين يسعون إلى التحول الأخضر.

وذكر أن كلا من كوستاريكا وأوروجواي كانت من بين الدول السباقة في العالم التي بدأت في توليد الكهرباء المنزلية تقريبا من مصادر متجددة. وحتى الاقتصادات كثيفة الكربون، مثل كولومبيا، تنفذ حاليا إصلاحات طموحة للتخفيف من آثار تغير المناخ.

وأضاف الكاتب أن منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي تمتلك ثلثي احتياطيات الليثيوم في العالم و40 في المائة من احتياطيات النحاس، وكلاهما يمثلان ضرورة للتكنولوجيات الصديقة للمناخ، وهي بمثابة المفتاح للحد من الانبعاثات، وسوف تلعب دورا رئيسًا في ضمان استخدام هذه المعادن المهمة كما يتم الحصول على هذه المعادن ومعالجتها بطرق مستدامة بيئيًّا واجتماعيًّا.

وهذه الأرقام تفسر سبب ظهور هذه الموارد بشكل بارز في أجندة الاستثمار للبوابة العالمية للاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية والكاريبي التي أُعلن عنها أخيرًا بقيمة 49 مليار دولار أمريكي.

وتساءل الكاتب في ختام مقاله: هل تستطيع المنطقة تسخير إمكاناتها للقيادة العالمية؟ عبّر الكاتب في الوقت نفسه عن أمله في أن تسهم منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في بناء عالم أكثر اخضرارًا وأكثر أمنًا من حيث الطاقة وتوفر الغذاء، وكذلك الإسهام في إيجاد حلول للتحديات السياسية والحوكمة العالمية.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالا بعنوان "يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تشكيل المجتمع نحو مستقبل أفضل، ولكن يجب على البشر والآلات أن يعملوا معًا" بقلم الكاتب "دي فوكس هاريل" وهو أستاذ الوسائط الرقمية والحوسبة والذكاء الاصطناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

وقال الكاتب في مستهل مقاله إن التعاون، وليس القيادة والسيطرة، يمثل المفتاح لإنشاء أنظمة إيجابية ثقافيا وأخلاقيا.

ويرى الكاتب أن الصور المأخوذة من الثقافة الشعبية تؤثر على انطباعات الناس عن الذكاء الاصطناعي، لكن الثقافة، لها علاقة أكثر عمقًا.

وأضاف أن الشيء الوحيد الذي يمكن استخلاصه من التفكير بشكل عميق هو الاقتناع بأن فكرة عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي ليست موضوعية كتجربة عمل آلات، بل هي وسائل مبنية على الثقافة الإنسانية.

ووضح أن قيمنا وأعرافنا، وسلوكاتنا في المجتمع تنعكس على كيفية هندسة الأنظمة.

ويجادل الكاتب "بدلاً من محاولة تحديد ما إذا كانت أنظمة الذكاء الاصطناعي جيدة أو سيئة للمجتمع من الناحية الموضوعية، نحتاج إلى تصميم هذه الأنظمة بحيث تعكس الثقافة الإيجابية الأخلاقية التي نريدها حقًا.

وأضاف بصفتنا بشرا نبني أنظمة الذكاء الاصطناعي والحوسبة للتعبير الإبداعي والتعلم والإصلاح الاجتماعي من خلال تخصيص القصص والتجارب بشكل هادف للأشخاص الذين يستخدمونها.

وأشار الكاتب إلى أن هناك فرصة كبيرة للذكاء الاصطناعي ليكون له تأثير اجتماعي إيجابي من خلال هذا التصميم المنطقي، "لكن للقيام بذلك، سيحتاج الذكاء الاصطناعي إلى أن يتسم أكثر بالتعددية والتنوع في التخصصات، وقادر على فهم أهداف ورؤى الفنون والعلوم الإنسانية والاجتماعية.

وبيّن أن مثل هذه الأنظمة تستخدم الشبكات العصبية والأساليب التي تتضمن التعلم العميق ونماذج اللغة الواسعة، ومن الصعب على البشر أن يفسروا بالضبط سبب قيام هذه الأنظمة بإخراج الصور أو النصوص المحددة التي يقومون بها من حيث دقة النظام التي تمثل نمطا من القيم الإحصائية والأوزان الرقمية المُحكمة.

وحذّر من ظهور بعض العمليات المبهمة التي غالبا ما تكون مدفوعة بمجموعات بيانات ضخمة تعتمد على القيم الثقافية، حيث من الممكن للتحيُّزات غير العادلة وغيرها من العلل أو الثغرات الاجتماعية أن تجد طريقها إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي وتؤثر في مخرجاته.

وشدّد الكاتب على أهمية الوعي بالقيم الثقافية التي يستند عليها الذكاء الاصطناعي وضرورة تصميمها بعناية فائقة، مؤكدا على أهمية الحرص في بناء أنظمة تعتمد على وجهات نظر عالمية متعددة، ومعالجة القضايا الأخلاقية الرئيسة في التصميم مثل الشفافية والوضوح.

واختتم مقاله بالإشارة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي توفر فرصًا إبداعية واستثنائية؛ إلا أن دور المبدعين في هذا المجال لا يقل أهمية وصعوبة من حيث الحاجة إلى القيام بعمل اجتماعي ثقافي يوازي صعوبة هندسة هذه الأنظمة من الناحية التقنية.

/العُمانية/

خالد البوسعيدي / عبدالرحيم بشارة