الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في ١٨ سبتمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من الآراء حول قضايا مختلفة أوردتها الصحف العالمية عبر مقالات نشرت في صفحاتها.فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" نشرت مقالاً بعنوان "فخ التشديد النقدي المفرط" بقلم الكاتبة "لوكريزيا رايشلين" وهي مديرة الأبحاث في البنك المركزي الأوروبي سابقًا وأستاذة الاقتصاد في كلية لندن للأعمال.

استهلت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن التضخم مستمر في الانخفاض في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو نتيجة سلسلة من الزيادات الحادة في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والبنك المركزي الأوروبي، وهنالك مؤشرات تبين أنه من المتوقع أن تحدث زيادات أخرى في نسب الفائدة وهو ما يزيد من أهمية التساؤل حيال "إلى أين نحن ذاهبون؟".

وأضافت أنه رغم الانخفاض الحاصل إلا أن نسبة التضخم الأساسي ما تزال مرتفعة عند حوالي 5% في مناطق عديدة من العالم وهو ما يتسبب في القلق لدى الناس، وفي هذا السياق يخشى محافظو البنوك المركزية بالنظر إلى حجم التضخم من أن يؤدي هذا إلى تهديد أجور العاملين، إذ أن مثل هذه التأثيرات تسهم سلبا في جهود السيطرة على التضخم.

ونبهت إلى أن ارتفاع التضخم في العديد من المناطق منذ أوائل عام 2022 كانت مدفوعة في الغالب بصدمات في نسب العرض وهو ما أدى إلى تغييرات كبيرة في أسعار المنتجات، ثم عقبتها أزمة الطاقة التي كان صداها أشد قوة في بعض الأماكن دون سواها في وقت كانت الاستجابة المالية فيه ضعيفة، وكل هذا أدى لزيادة ضعف الدخل لدى الكثيرين. ووضحت أن الوضع الحالي يشهد انخفاضا في اضطرابات العرض التي شهدها العالم في 2022، خصوصا مع دخول تشديد السياسات النقدية حيز التنفيذ.

وقالت الكاتبة إن انخفاض التضخم لن يحدث على الفور في جميع القطاعات لوجود روابط معقدة بين المدخلات والمخرجات التي تربط بين مختلف الأنشطة الاقتصادية، لذا من الطبيعي أن يظل التضخم الأساسي مرتفعًا لبعض الوقت قبل أن يتلاشى، لكن ليس هناك سبب وجيه لمحاولة تسريع هذا الجدول الزمني، بل على العكس من ذلك فإن الإجراءات الصارمة لخفض مستوى التضخم من شأنها أن تقضي على عملية التعديل وتؤدي لعدم الكفاءة وإضعاف الطلب وتعطيل إعادة تخصيص الموارد وكل هذا من شأنه أن يؤدي لانخفاض الاستهلاك.

واختتمت الكاتبة مقالها بالتأكيد على أن البنوك المركزية يجب عليها أن تأخذ في الحسبان عند تصميم سياسة تهدف إلى تحقيق استقرار الأسعار التنبه إلى التكاليف الثانوية في مجالات الاستهلاك والتوظيف والاستقرار المالي وهي كلها أمور في حال اضطرابها تعيق من القدرة على تحقيق الأهداف الأخرى.

من جانبه، يرى الكاتب “جيم هينتز” أن الحرب الروسية الأوكرانية قد أحدثت ضبابًا خاصًا بها، في الوقت الذي أصبحت فيها المعلومات المضللة موجودة في كل مكان. وبين الكاتب في بداية مقاله الذي نشرته صحيفة “اليابان اليوم” أن في ساحات القتال في أوكرانيا، يبتلى الجنود بضباب الحرب.

وبعيدًا عن القتال، فإن ما هو مرتبط به ومربك يصيب أولئك الذين يسعون إلى فهم ما يحدث في الحرب الواسعة.وأشار في هذا الصدد إلى انتشار المعلومات المضللة والخاطئة وغياب الحقيقة عن جميع المدنيين، إذ إن المسؤولين من كل جانب ينددون بالمخططات الخادعة التي يعدها العدو والتي لم تتحقق أبدا، كما أنهم يدعون انتصارات لا يمكن تأكيدها - ويلتزمون الصمت بشأن الهزائم. ومن وجهة نظر الكاتب فإن هذا الأمر لا يعد حالة خاصة بالنسبة للنزاع الروسي الأوكراني، حيث إن أي أمة في حالة حرب تلغي الحقيقة - لرفع الروح المعنوية على الجبهة الداخلية وحشد الدعم من حلفائها، لمحاولة إقناع منتقديها بتغيير موقفهم.

ولفت إلى أن أكبر حرب برية في أوروبا منذ عقود - والأكبر منذ فجر العصر الرقمي - تدور في مساحة معلومات شديدة السخونة، في الوقت الذي تميل فيه تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، التي تعدّ نظريًّا قوة لتحسين المعرفة العامة، إلى مضاعفة الارتباك لأن الخداع والتضليل- على حد وصفه- يصل إلى الجماهير على الفور. ويعتقد الكاتب بأنه في بعض الأحيان لا يمكن إنكار حقيقة الدمار الصادم، ولكن من تسبب في ذلك هو موضع خلاف.

وأشار في هذا السياق إلى حادثه الكاتدرائية في أوديسا والتي تعرضت لأضرار جسيمة في شهر يوليو الماضي، حيث قالت أوكرانيا إنها أصيبت بصاروخ روسي، في حين قالت روسيا إنها أصيبت ببقايا صاروخ دفاعي أوكراني.

وفي نطاق المعلومات المضللة والخاطئة وفقدان الحقيقة، أعطى الكاتب مثالًا آخر وهو حادثة الانهيار الكارثي لسد كاخوفكا في شهر مايو الماضي، إذ زعمت روسيا أن السد أصيب بصواريخ أوكرانية، في حين ادعت أوكرانيا أن القوات الروسية هي من فجرت السد.

وقال إن في الحرب، يخفي الضباب كلًّا من الأحداث التي حدثت والتي لم تحدث - ويحجب فهم ما قد يحدث بعد ذلك.وأكد على أن روسيا وأوكرانيا تستفيدان من وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة وتعطش العالم للأخبار وتقدمان المعلومة حسب المصلحة العليا بغض النظر عما إذا كان يمثل الحقيقة أو التضليل.

/العُمانية/

أحمد صوبان/أنس البلوشي