عواصم في 6 يونيو /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالميّة حول قضايا مختلفة.
فصحيفة "كوريا تايمز" نشرت مقالا ركزت فيه على ما يُعرف بالثورة الصناعية الخامسة.
واستهل الكاتب "روشان زيادينوف" مقاله الذي نشر بعنوان "هل ستشكل الثورة الصناعية الخامسة مستقبل البشرية؟" بالإشارة إلى أن الثورة الصناعية الرابعة كان لها تأثير كبير يمتد إلى البشرية جمعاء، وقد أثرت على المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وقال إن تلك الثورة حوّلت العمل اليدوي إلى عمل يعتمد على الآلات في الإنتاج، ونتيجة لذلك ظهرت صناعات ذكية جديدة وتقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها من الابتكارات الحديثة.
ويرى الكاتب أن الثورة الصناعية مكّنت من الوصول إلى عمليات إنتاج ضخمة وزيادة إنتاجية العمل، مما أدى لتوفر المزيد من السلع والخدمات، إلى جانب إزاحة العديد من الوظائف التقليدية وظهور أشكال جديدة من التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي يمكن ملاحظتها على مستوى التنمية.
وأضاف أن الشركات في الوقت الحالي تقوم بدمج التقنيات الجديدة، بما فيها إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والتحليلات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في مرافق الإنتاج المختلفة وفي عمليات الإنتاج ذاتها.
وطرح الكاتب تساؤلا مفاده "هل هذه هي المرحلة الأخيرة في تطور البشرية خلال القرن الحادي والعشرين؟"
ونبّه إلى أن العالم ما يزال يواجه مجموعة من القضايا المهمة مثل الفقر وانعدام الأمن الغذائي في وقت لا تتمكن الثورة الصناعية الرابعة فيه من حل هذه المشاكل نتيجة لتركيزها في المقام الأول على القضايا المتعلقة بالتصنيع عوضا عن معالجة هذه المشاكل.
وتساءل "ماذا بعد؟ ما الفائدة التي قد تجلبها الثورة الصناعية القادمة؟ وهل يمكن للتطور القادم ان يحل القضايا الاجتماعية المحلة؟"
وفي سياق متصل تطرق الكاتب إلى الفروق التي تفصل بين الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، وأشار إلى أن الثورة الصناعية الخامسة تتصف بأنها أسرع وأكثر قابلية للتوسع، ويمكنها أن تمس طبيعة حياة عدد أكبر من الناس مقارنة بالتكنولوجيا السابقة.
واقتبس وصفا للثورة الصناعية الخامسة يتلخص بأنه أمر يركز على الجمع بين إبداع البشر وحرفهم اليدوية مع سرعة وإنتاجية واتساق الروبوتات، أي يمكن تلخيصها في عمل الناس مع الآلات معا وبانسجام، مع التركيز على الوصول إلى رفاهية مجتمعية أكبر.
وقال إن هذا التغير التقني الكبير سيركز على الموارد المستدامة والمتجددة بالإضافة إلى الاستخدام الإنساني للتكنولوجيا.
وحذر من أن الجنس البشري ليس مستعدا بوضعه الحالي لمواجهة مختلف التحديات التي تواجهه، وفي هذا الوقت يجب على التعليم أن يواكب الانتقال إلى الثورة الصناعية الخامسة على جميع المستويات.
واختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن هذا التطور الكبير المتوقع سيقوم بتغيير التعليم بشكل كبير مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتعلم المدمج والتعلم الشخصي وإمكانات التعلم مدى الحياة، إلى جانب الدور المهم للعلوم الاجتماعية والإنسانية خلال الفترة القادمة.
كما نشرت مؤسسة"بروجيكت سينديكت" المعنية بنشر مقالات الرأي مقالًا بعنوان: "استخدام دردشة /جي بي تي/ في التنمية الاقتصادية" بقلم الكاتب "ريكاردو هاوسمان" وزير التخطيط الفنزويلي السابق.
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أنه عند الطلب من دردشة جي بي تي توفير استراتيجية تتعلق بالتنمية الاقتصادية، فإن الاجابة تتجدّد بشكل أساسي، ويقدم التطبيق درسا قيّما لمعالجة تعقيدات التنمية الاقتصادية.
وأضاف أن هنالك المزيد من روبوتات المحادثة التي تصدر باستمرار هذه الأيام، وتجدر الإشارة إلى أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تتطلب التدريب ويمكن تحقيقه من خلال عمليات تعلم خاضعة للإشراف وأخرى غير خاضعة للإشراف البشري.
وفي تفصيل النوعين وضح الكاتب أن عمليات التعلم الخاضعة لإشراف البشر قد تكون بالطريقة التي يقوم البشر فيها بتزويد نظام الذكاء الاصطناعي بمجموعة من الصور المعنونة، مثل صورة وعليها عنوان "قطة" وأخرى بعنوان "سيارة" وهلم جرًّا، ثم يتم اختبار الخوارزمية لمعرفة مدى تنبؤها بالتسميات المرتبطة بالصور التي لم ترها بعد.
ونبه إلى أن هذا النهج الخاضع للإشراف تكمن مشكلته في أنه يتطلب من البشر المرور بعملية مملة تتمثل في تصنيف كل صورة يدويًّا، وعلى النقيض من ذلك لا يعتمد التعلم غير الخاضع للإشراف على بيانات مصنفة، وغياب التسميات، هذا يثير التساؤل عما يفترض أن تفعله الخوارزمية. وقد تم إجراء تجارب يقوم فيها نظام دردشة جي بي تي بتوقع الكلمات التالية، وهو تطور يرى الكاتب أنه مهم جدا.
ووضح أنه لتصل الخوارزمية مرحلة تستطيع فيها توقع الكلمة التالية فإنها تضطر إلى تطوير فهم دقيق للسياق والقواعد والنحو وأسلوب الكتابة وغير ذلك من الأمور.
ودخولًا في صلب الموضوع، أكد الكاتب على أن الدرس المستفاد في التنمية الاقتصادية يتمثل في قيام صانعي السياسات بالتركيز على مهمة قد تبدو عادية رغم أهميتها، وسيضطرون بشكل غير مباشر إلى تعلم التحديات الأكثر تعقيدًا والتي تواجه التنمية.
وقال إن العالم يشهد الكثير من التحولات الجذرية خصوصا فيما يتعلق بالفجوات بين الدول النامية والدول المتطورة في مختلف النواحي، وخصوصًا الفجوة المتعلقة بالجانب التكنولوجي والمستمرة في الاتساع.
واختتم الكاتب مقاله بالتأكيد على أنه رغم ابتعاد الكثير من الأطراف من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، فإنه ما زال من الممكن استخدام تطبيق دردشة جي بي تي لتبسيط الأمور المتعلقة بالتنمية الاقتصادية، وهذا الأمر الذي قد يبدو خطوة صغيرة، إلا أ=نه قد يؤدي إلى نتائج مدهشة جدًّا.
/العُمانية/
أحمد صوبان/ أنس البلوشي