الأخبار

باحثون يقدمون تفسيراً علمياً لمرور الجسم الفضائي أومواموا
باحثون يقدمون تفسيراً علمياً لمرور الجسم الفضائي أومواموا

نيويورك في 24 مارس /العُمانية/ أثار مرور جسم فضائي غامض في مجموعتنا الشمسية عام 2017 قلق علماء الفيزياء الفلكية، ونسبه أحدهم إلى كائنات فضائية، غير أن دراسة حديثة قدمت تفسيراً يدحض هذه النظرية عن الزائر الغريب.

وكان النيزك الذي رُصد بواسطة تلسكوب في هاواي، واسمه "أومواموا" ("الكشاف" بلغة هاواي)، يتحرك بسرعة عالية لدرجة أنه لا يمكن أن يأتي إلا من نظام نجمي آخر، في سابقة من نوعها.

وأثار هذا الاكتشاف اضطرابات في أوساط علماء الفلك الذين كانوا يبحثون منذ فترة طويلة عن أجسام شبيهة بالمذنبات تدخل نظامنا الشمسي من الفضاء الشاسع.

غير أن "أومواموا" لا يشبه المذنّبات المعتادة، إذ لم يكن لديه ذلك الغلاف المميز المتكون عادة من هالة هائلة من الغاز والغبار عند الاقتراب من الشمس.

كما اتسم الزائر الفضائي الذي قارب عرضه 100 متر، بلمعانه والتغيّر الكبير في السطوع، ما يعطي انطباعاً بأنّه جسم معدني ينقلب على نفسه.

لكن ما أثار الاستغراب أكثر هو أنه بعدما دار حول الشمس، تسارعت حركة "أومواموا" وانحرف عن مساره، مدفوعاً بقوة غامضة طردته من النظام الشمسي.

وقد أصيب العلماء بالذهول، إذ وجدوا أنفسهم على مدى أربعة أشهر أمام بيانات غير مكتملة ومتضاربة بظاهرها حاولوا تحليلها، ما أدى إلى طرح سلسلة كاملة من النظريات.

وقالت جينيفر بيرغنر، وهي عالمة كيمياء فلكية في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، شاركت في الدراسة التي نُشرت نتائجها الأربعاء في مجلة "نيتشر"، لوكالة الأنباء الفرنسية " مهما كان أصل "أومواموا"، فهو جسم غني بالمياه يشبه المذنّب. وخلال رحلته عبر الفضاء بين النجوم، تعرض هذا الجسم الفضائي للأشعة الكونية التي قذفت الماء مع إطلاق الهيدروجين الذي أصبح بدوره محاصراً في صلب هذا الجسم".

مع اقتراب الجسم الفضائي من الشمس، أطلقت الحرارة بدورها الهيدروجين المحاصر، ما كان بمثابة "دافع" أرسل الجسم في مسار غير متوقع.

وقالت بيرغنر "لن نعرف أبداً ما هو أومواموا - فقد ضيّعنا فرصتنا. لكن في الوقت الحالي، أعتقد أننا نقدّم تفسيراً مقنعاً عن ذلك لا يرتبط بوجود أجسام من خارج الكوكب".

لكن هذه الاستنتاجات لم تحظ بتأييد من الجميع، بدءاً من آفي لوب، المدير السابق لقسم علم الفلك في جامعة هارفارد. فقد قال هذا العالم إن السيناريو الأكثر مصداقية هو أن "أومواموا" كانت مركبة خارج كوكب الأرض.

هذه الفرضية المثيرة للجدل دافع عنها عام 2021 في كتاب بعنوان "العلامة الأولى للحياة الذكية خارج كوكب الأرض".

فمن المتوقع أن تكتشف الملاحظات من تلسكوب "فيرا-سي. - روبن" في تشيلي، والتي ستبدأ في عام 2025، العديد من المذنّبات الجديدة داخل النظام الشمسي وخارجه.

/العُمانية/

حسن تبوك