عواصم في ١٤ فبراير /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالميّة حول موضوعات مختلفة متعلّقة بسياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي وقدرة دردشة جي بي تي في الكشف عن مشاكل التعليم الجامعي وأفضل الطرق للتعامل معها.
فصحيفة (تايمز أوف مالطا) نشرت مقالًا بعنوان "سياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي ليست جيدة بما فيه الكفاية" بقلم كل من (مانفرد ويبر) و (ديفيد كاسا) اللذين أكّدا على ضرورة اتخاذ أوروبا قرارات تطلق العنان للإصلاحات الحاسمة في ضوء التدفق الكبير للمهاجرين بدلًا من تجاهل هذه القضية.
وقال الكاتبان إنه في العام الماضي وحده، وصل ما لا يقل عن 330 ألف مهاجر غير شرعي إلى أوروبا، مشكلين ما يزيد بنسبة 60 بالمائة عن عام 2021 وأكثر من أي وقت مضى منذ 2015 و2016.
ودعا الكاتبان إلى أن التعامل مع قضية الهجرة يجب أن يرتكز على ركيزتين: أولهما اتخاذ إجراءات قوية لحماية حدود أوروبا الخارجية باستخدام قوات حرس حدود وخفر سواحل معززة بالكامل لقفل الباب عن المافيا التي تقرر من يأتي إلى أوروبا ومن لا يأتي.
ووضحا أن خيار الكثيرين ممن يصلون إلى أوروبا هو البقاء في وضع "عدم الشرعية" وأن هذا غير إنساني وغير مقبول وأن المفوضية الأوروبية لم تحرز أي تقدم في هذا الشأن في السنوات الماضية.
وقال الكاتبان إن مثل هذا الموقف يُشابه تمامًا عمليات البحث والإنقاذ التي تتكفل بها للمنظمات غير الحكومية التي تقوم بدوريات على الحدود البحرية الجنوبية.
وأضافا أن الركيزة الثانية، بالإضافة إلى الحسم على الحدود، هي التضامن الأوروبي ومساعدة أولئك الذين يحتاجون إلى الحماية.
وبيّنا أنه مع وجود اللاجئين من أوكرانيا، أثبتت أوروبا أنها قادرة ومستعدة لإظهار تضامن كبير، حيث عرض الملايين من الأوروبيين بسخاء المساعدة للشعب الأوكراني من خلال الطعام والمأوى والمال والمولدات.
ولكن في الوقت نفسه، حذّر الكاتبان من انفلات الوضع في الحدود الجنوبية لأوروبا ومغبة قيام بعض الأطراف الدولية بتسليح المهاجرين وتعطيل الاتحاد الأوروبي.
ويعتقد الكاتبان بأن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد لحل المشاكل بدلًا من دوامة السخط الدائمة من بعض الدول الأعضاء فيه.
ودعا الكاتبان في ختام مقالهما إلى ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بإحياء الفكرة القديمة لمراكز التسجيل والاستقبال خارج الأراضي الأوروبية ليتسنى لمن يريدون القدوم إلى أوروبا معرفة فُرص اللجوء الشرعي قبل أن يخاطروا بحياتهم.
من جانبه، تساءل الكاتب "شيلدون جاكوبسن" عن مدى مقدرة دردشة جي بي تي في الكشف عن مشاكل التعليم الجامعي.
وبين في مقاله الذي نشرته صحيفة "شيكاجو تريبيون" الأمريكية أن دردشة جي بي تي هي أحدث نتاجات الذكاء الصناعي حيث يوفر إجابات مستنيرة للأسئلة وإنشاء نص مع القدرة على كتابة مقالات حول موضوعات مختلفة إذ تستخدم الأداة التعلم الآلي لإنتاج مثل هذا النص وتقليد المحادثة البشرية.
ويرى الكاتب، وهو أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة إلينوي الأمريكية، أن مثل العديد من أدوات الذكاء الصناعي الجديدة، سيكون هناك مؤيدون متحمسون ومنتقدون حذرون.
ووضح الكاتب أن دردشة جي بي تي تشكل تهديدًا للعديد من معلمي الكليات، لا سيما أولئك الذين يعملون في العلوم الاجتماعية والفنون الحرة، حيث تعد الكتابة جوهر عمليات التعليم والتقييم الخاصة بهم.
وأشار إلى أنه حتى أولئك الذين يعملون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات قد يتأثرون نظرًا للكيفية التي أثبتت بها دردشة جي بي تي قدرتها على حل المشكلات.
ووضح الكاتب أنه يتم تعليم طلاب الكلية لتقديم مواقفهم بشكل منطقي والتواصل باستخدام المقالات، ثم يتم تقييم كتاباتهم لتحديد مدى جودة أداء الطالب، وفي الواقع، تعيين درجة للطالب.
وتساءل الكاتب: إذا كان بإمكان دردشة جي بي تي إنشاء مثل هذه المقالات، فكيف يمكن تقييم الطلاب وتصنيفهم؟
يعتقد الكاتب بأن هذا الأمر يعني أنه يجب صياغة طرق بديلة لتقييم الطلاب وتصنيفهم - ليس لتحييد دردشة جي بي تي، ولكن لاحتضانها.
ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تعطل فيها التكنولوجيا التعليم، ففي السبعينات من القرن الماضي، أصبحت الآلات الحاسبة الإلكترونية المحمولة في متناول الجميع، وبالتالي أصبحت أكثر انتشارًا. وهذا جعل تدريس الحسابات الحسابية أمرا عفا عليه الزمن.
وأشار إلى أنه بدلًا من محاربة استخدام الآلات الحاسبة، تحول تعليم الرياضيات واحتضن بشكل فعال صياغة المشكلات وحل المشكلات حيث سمح ذلك للطلاب بالنظر في مشاكل العالم الحقيقي التي يمكن فيها حساب الإجابات باستخدام الآلات الحاسبة بشرط صياغة المشكلة بشكل صحيح وتطبيق التقنيات المناسبة.
وقال الكاتب في ختام مقاله: "إن أداة جي بي تي هي مغير اللعبة ومزعجها. ستمكن ذلك من الكتابة بشكل أفضل، وإذا تم تبنيها، فإنه ستمكن من التفكير بشكل أفضل وهو أمر يجب على جميع المعلمين دعمه. السؤال هو ما إذا كان التعليم العالي سيقبل هذا التغيير ويسمح له بأن يكون نقطة انطلاق لتواصل كتابي أفضل.
وفي سياق متصل، نشرت وكالة "تريبيوت كونتينت" مقالًا بعنوان: "كيف يجب أن تتحدث مع دردشة جي بي تي" بقلم الكاتب: "تايلر كوين".
وأشار الكاتب في بداية مقاله إلى أن حوالي 100 مليون شخص قاموا باستخدام دردشة جي بي تي في شهر يناير الماضي، وفقًا لأحد التقديرات، والتي ستكون قاعدة المستخدمين الأسرع نموًا على الإطلاق.
ومع ذلك، بحسب الكاتب، هناك الكثير من المتذمرين لم تلاق هذه الأداة إعجابهم، مستشهدين بأخطائها الكثيرة، ويشيرون إلى أنها موضة عابرة.
ويرى الكاتب أن دردشة جي بي تي يمكنها أن تفعل أشياء كثيرة من أجل الأشخاص كتنظيم الملاحظات وتصحيح القواعد الخاصة بهم وتعمل أيضًا مع الرموز الرياضية.
ووضح أنه من أجل الاستخدام الجيد لهذه الأداة، يجب على الأشخاص التخلي عن بعض حدسهم حول التحدث إلى البشر لأنه في نهاية الأمر: دردشة جي بي تي هي مجرد برنامج آلي.
وقال في هذا السياق: "إذا كنت تتحدث إلى إنسان ولم يفهمك هو أو هي، فقد تجعل سؤالك أبسط. هذا هو بالضبط المسار الذي يجب اتخاذه مع دردشة جي بي تي، حيث ستحصل على نتيجة أفضل بجعل سؤالك أكثر تفصيلًا ".
وأضاف: "هناك طرق كثيرة أخرى لتحسين قدرات دردشة جي بي تي، مثل أن تطلب منها ردودًا بصوت شخص ثالث. اسأل "ما هي تكاليف التضخم؟" وقد تحصل على إجابات ليست خاطئة تمامًا، ولكنها ليست مثيرة للإعجاب أيضًا. بدلًا من ذلك، جرب أن تسأل، "ما هي تكاليف التضخم؟ الرجاء الإجابة باستخدام أفكار ميلتون فريدمان".
بذكر فريدمان، تكون قد أشرت به إلى ركن أكثر ذكاءً في عالم الأفكار. إذ لم يكن فريدمان هو المرشد المناسب لك، فاختر خبيرًا اقتصاديًّا آخر. والأفضل من ذلك، اطلب منه مقارنة وجهات نظر اثنين من الاقتصاديين".
/العُمانية/
أحمد صوبان/بشارة