الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 9 فبراير /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالميّة حول موضوعات مختلفة متعلّقة بتحولات الطاقة والانتقال للمصادر المتجددة وسلبيات وإيجابيات دردشة جي بي تي.

فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" الأمريكية نشرت مقالًا بعنوان: "تحول الطاقة يواجه الواقع" بقلم الكاتب (دانييل يرجين) الذي قال في مستهل حديثه: إن "انتقال الطاقة" من الهيدروكربونات إلى مصادر الطاقة المتجددة والكهرباء يحتل مكانة أكثر صعوبة مما قد يُعتقد.

ووضّح الكاتب أنه عند دراسة تحولات الطاقة، كان يبدو أن التكنولوجيا والميزة الاقتصادية هما اللتان دفعتا التحولات المبكرة، لكن ظهر أن السياسة العامة أصبحت الآن أهم عامل.

وبيّن أن النفط تفوق على الفحم كأكبر مصدر للطاقة في العالم في الستينيات، ومع ذلك فنحن نستخدم الآن فحمًا أكثر بثلاث مرات مما كنا نستخدمه في ذلك الوقت؛ نظرًا لارتفاع الاستهلاك العالمي إلى مستوى قياسي في عام 2022.

وفي إشارة إلى عدم اليقين في تحديد فترة زمنية معيّنة لتحقيق انتقال الطاقة، استأنس الكاتب برأي الفرنسي (جان بيساني فيري) الذي قال في ورقة بحثية صدرت عام 2021 إن الانتقال بسرعة كبيرة إلى صافي انبعاثات صفرية يمكن أن يؤدي إلى حدوث "صدمة عرض معاكسة - تشبه إلى حد كبير صدمات سبعينيات القرن الماضي"، وحذّر من أن التحول السريع "من غير المرجح أن يكون حميدًا" .

وتطرّق الكاتب في هذا السياق إلى أربعة تحديات كبيرة تُشير إليها التطورات منذ أن بدأت أسواق الطاقة في التشديد في أواخر صيف عام 2021.

أولًا: نتيجة الاضطرابات التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، أصبح أمن الطاقة أولوية قصوى مرة أخرى.

ثانيًا: إن الاقتصاد العالمي اليوم يعتمد على الهيدروكربونات بنسبة أكثر من 80 بالمائة، حيث إن الركائز الأربع الأساسية للحضارة الحديثة (الأسمنت والصلب والبلاستيك والأمونيا)، تعتمد كلها بشكل كبير على نظام الطاقة الحالي.

ثالثًا: الانقسام الجديد بين الشمال والجنوب، فبينما في الشمال العالمي (أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية)، يحتل تغير المناخ قمة أجندة السياسة، تجد أن دول جنوب الكرة الأرضية ما زالت تكافح من أجل تأمين النمو الاقتصادي وتحسين الصحة.

رابعًا: التحوُّل من التنقيب عن النفط والغاز إلى تعدين المعادن التي سيزداد الطلب عليها بشكل كبير في عالم يصبح أكثر استهلاكًا للكهرباء، حيث تُفيد دراسة جديدة أجرتها شركة (ستاندرد آند بورز) بعنوان "مستقبل النحاس" بأن إمدادات "معدن الكهرباء" يجب أن تتضاعف لدعم أهداف المناخ العالمية لعام 2050.

ويرى الكاتب أن التأثيرات الرئيسية ستظهر في البلدان المتقدمة وليس في العالم النامي، حيث يعيش 80 بالمائة من جميع الناس وحيث يؤدي ارتفاع الدخل إلى زيادة الطلب على الطاقة .

وفي ختام مقاله دعا الكاتب صانعي السياسات والجمهور إلى إدراك هذه التحديات والاستعداد لاتخاذ خيارات صعبة.

من جانبه، يرى الكاتب: "نياري ساموشونجا" أن دردشة جي بي تي تمثل التقدم وفي الوقت نفسه تتسبب في العديد من المشكلات.

وبيّن في مقاله الذي نشرته صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية أن العالم دخل في حالة جنون بسبب أحدث نسخة من برنامج الذكاء الاصطناعي "دردشة جي بي تي"، مؤكدًا أنه يجب الاعتراف بالخوف الذي تثيره مثل هذه المنصات للمعلمين.

وقال في هذا السياق: "لقد اكتشف بعض الأساتذة بالفعل قيام طلابهم بالغش باستخدام دردشة الذكاء الاصطناعي "جي بي تي" لإنشاء عمليات إرسال الدورات الدراسية الخاصة بهم.

وأضاف: كوننا معلمين، فإن أحد مخاوفنا هو أننا نصنف الطلبة على أنهم أكفاء في المواد التي لم يستوعبوا فيها المفاهيم، وفي القدرة على تمرير عمل دردشة جي بي تي على أنه عمل خاص بهم، تم تضخيم هذا الخوف.

وأوضح: كما هو الحال مع كل الأشياء، هناك الوجه الآخر للعملة. في هذه الحالة، إنه لمن دواعي الإثارة الكبيرة أن يكون روبوت الدردشة قادرًا على القيام بالمهام الثقيلة والمهام العادية مما يحررنا لنكون الكائنات الإبداعية التي ولدنا لنكون عليها.

هذه الزاوية هي التي تجبر الأشخاص الأكثر انفتاحًا بيننا على التساؤل عما إذا كان ينبغي اعتبار تصرف الشباب الذين يستخدمون أدوات تقنية قوية لمساعدة عملهم غشًّا، أو ما إذا كان في الواقع مهارة وموردًا يجب احتضانه.

ومن شأن هذا المنظور أن يشير إلى التحول لنموذج جديد، يعمل فيه الإنسان والآلة معًا لتحقيق نتيجة أفضل مما كان ممكنًا في السابق ونوع التحول الذي أحدثته الثورات الصناعية السابقة. ولكن هذا هو الوجه الثالث للعملة "المحيط الذي يدور حول الحافة ويربط الجانبين، ربما يكون هذا هو الجانب الأكثر إثارة للاهتمام."

وأوضح الكاتب أن "الجي بي تي" هو برنامج يستهلك مجموعات البيانات التي أنشأها البشر ويتعلم من مجموعات البيانات هذه كيفية محاكاة المعرفة البشرية. وهذا يعني أن الوقود وراء "دماغه" هو مجموعة من الأشياء التي جاءت سابقًا من أدمغة الإنسان.

وأكد الكاتب أن التكنولوجيا مثل دردشة جي بي تي تطرح على المعلمين أسئلة أكبر بكثير من مجرد كيفية منع الغش، فهذه التكنولوجيا موجودة لتبقى وستصبح على الأرجح أكثر تعقيدًا.

/العُمانية/

أحمد صوبان/بشارة