عواصم في ٨ فبراير /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالميّة حول قضايا مختلفة متعلّقة بمخاطر استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا وكيفية التعامل مع التضخم العالمي بالإضافة لموقف العلماء من الذكاء الاصطناعي.
فصحيفة "كوريا هيرالد" نشرت مقالًا بعنوان: "مخاطر استمرار المساعدات العسكرية لأوكرانيا" بقلم الكاتب: "ويليام هارتونج".
وبيّن الكاتب، وهو زميل أبحاث أول في معهد كوينسي الأمريكي، في بداية مقاله أن الإدارة الأمريكية أعلنت مؤخرًا أنها سوف توفر 31 دبابة أبرامز M-1 لأوكرانيا، وقالت ألمانيا إنها سترسل 14 من دباباتها من طراز ليوبارد إلى كييف.
وأوضح أن صفقة الدبابات والذكرى الأولى لبدء الحرب في فبراير توفر فرصة لتقييم الفاعلية والتوجه المستقبلي للمساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا، والتي تمت الموافقة عليها بأكثر من 27 مليار دولار في العام الماضي وحده.
ويرى الكاتب أن الأسلحة والتدريب الأمريكي، جنبًا إلى جنب مع مهارة القوات الأوكرانية، كانت فاعلة للغاية في صد الهجمات الروسية.
وطرح تساؤلًا مفاده: كيف نستمر في دعم أوكرانيا دون الاقتراب أكثر من المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا؟
ويعتقد الكاتب أن صفقة الدبابات نفسها لن تغير قواعد اللعبة عسكريًّا، إذ أن الأعداد الصغيرة نسبيًّا المعنية، وحقيقة أن الأنظمة الأمريكية قد لا تصل إلى أوكرانيا لمدة ستة أشهر إلى أكثر من عام، ليست سوى جزء من المشكلة.
وقال في هذا السياق: "من الصعب للغاية صيانة الأنظمة، كما أشار وكيل وزارة الدفاع للسياسة الدفاعية كولين كال مؤخرًا، مما يشير إلى أن إحجام البنتاغون الأولي عن تزويد الدبابات كان لأن وزارة الدفاع كانت تركز بشدة على عدم تزويد الأوكرانيين بالأنظمة التي يمكنهم إصلاحها، وأنهم، على المدى الطويل، لا يستطيعون تحمل التكاليف. وهذه الحقائق تقلل بشكل كبير من دور الدبابات في ساحة المعركة."
ومن وجهة نظر الكاتب، لا يوجد مقياس موضوعي لما قد يؤدي إلى تصعيد من جانب روسيا أو توقع موثوق لما قد ينطوي عليه هذا التصعيد.
ولفت إلى أن إعلان الدبابة أثار مخاوف في روسيا من أن الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي قد تزود أوكرانيا بأنظمة أكثر فاعلية وتطورًا - الأمر الذي قد يثير رد فعل روسي قاس.
ويعتقد الكاتب أنه لا توجد احتمالات فورية لإنهاء حرب أوكرانيا عن طريق التفاوض. ولكن نظرًا لتهديدات المعاناة واسعة النطاق أو خطر انتشار الصراع، فليس من السابق لأوانه البدء في تمهيد الطريق لتسوية نهائية.
وشدد على ضرورة أن تكون المساعدات لأوكرانيا مصحوبة بمبادرات دبلوماسية لتجنب أخطر النتائج المحتملة للحرب.
من جانبها، نشرت مؤسسة "بروجيكت سينديكت" الأمريكية مقالًا بعنوان "كيف لا نحارب التضخم" بقلم الكاتب (جوزيف ستيجليتز) الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد الذي شكك في إمكانية التعامل مع التضخم بناءً على التجارب السابقة.
وقال الكاتب إنه على الرغم من المؤشرات المشجّعة، من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان التضخم قد تم ترويضه.
ومع ذلك، لفت الكاتب إلى درسين واضحين من ارتفاع الأسعار الأخير: أولًا، كانت النماذج القياسية للاقتصاديين عديمة الفائدة فعليًّا، وخاصة النموذج السائد الذي يفترض أن الاقتصاد دائمًا في حالة توازن.
وثانيًا: أولئك الذين أكدوا بثقة أن الأمر سيستغرق خمس سنوات من الألم لانتزاع التضخم من النظام قد تم دحض حجتهم بالفعل.
وأكد الكاتب أن هناك أدلة دامغة على أن المصدر الرئيسي للتضخم كان صدمات العرض المرتبطة بجائحة كورونا والتحولات في نمط الطلب، وليس زيادة الطلب الكلي، وبالتأكيد ليس أي طلب إضافي ناتج عن الإنفاق الوبائي.
وأشار إلى أن مشكلات العرض ستحل في نهاية المطاف ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف متى، لافتًا إلى أن النماذج المستندة إلى الخبرة السابقة أثبتت أنه لا صلة لها بما يجري اليوم في العالم .
وبيّن أن مخاطر زيادة أسعار الفائدة واضحة، منها أن دفع الاقتصاد العالمي الهش إلى الركود يمكن أن يؤدي إلى مزيد من أزمات الديون حيث تواجه العديد من الاقتصادات الناشئة والنامية المثقلة بالديون الضربة الرئيسة الثلاثية المتمثلة في "قوة الدولار" و"انخفاض عائدات الصادرات" و"ارتفاع أسعار الفائدة".
وحذّر من سياسة الغموض التي قال إنها تركت الناس يموتون بالفعل دون داع من خلال رفض مشاركة الملكية الفكرية للقاحات.
وأوضح أن رفع أسعار الفائدة قد يضر أكثر مما ينفع، من خلال جعل الاستثمار أكثر تكلفة على الشركات التي تعوّل على إيجاد حلول لقيود العرض الحالية.
وقال إن المزيد من العرض هو بالضبط الشيء المطلوب لتقليص أحد أكبر مصادر التضخم، أي تكاليف الإسكان.
وفي ختام مقاله أشار الكاتب إلى أن المؤشرات تفيد بأن التضخم كان مدفوعًا بشكل أساسي باضطرابات جانب العرض والتحولات في نمط الطلب، وأنه مع حل هذه القضايا، من المرجح أن يستمر التضخم في الانخفاض.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "ذا نيتشر" البريطانية مقالًا بعنوان "موقف العلماء من التطور الهائل للذكاء الاصطناعي" بقلم كل من "كريس والكر" و"ريتشارد نوردين".
واستهل الكاتبان مقالهما بسرد تجربة غير عادية لعالمي الأحياء الحاسوبية "كاسي جرين" و"ميلتون بيفيدوري" في ديسمبر 2022 عندما طلبا من مساعد لم يكن عالمًا مساعدتهم على تحسين 3 من أوراقهم البحثية، حيث اقترح مساعدهما الدؤوب تنقيحات لأقسام الوثائق في ثوانٍ، واستغرقت مراجعة كل مخطوطة حوالي خمس دقائق، وفي إحدى مخطوطات علم الأحياء، اكتشف المساعد خطأ في الإشارة إلى معادلة، ولم تكن النسخة التجريبية تعمل دائمًا بسلاسة، لكن المخطوطات النهائية كانت أسهل في القراءة.
هذا المساعد، كما أفاد العالمان في نسخة أولية في 23 يناير 2023، ليس شخصًا ولكنه خوارزمية ذكاء اصطناعي تُسمى دردشة جي بي تي "GPT-3" تم إصدارها لأول مرة في عام 2020.
وتُعد هذه الخوارزمية واحدة من أدوات روبوت الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي يمكن أن تنتج نصًا بطلاقة وبشكل مقنع، سواء طُلب منها إنتاج نثر أو شعر أو رمز كمبيوتر أو كما في حالة العلماء لتحرير الأوراق البحثية.
وأشار الكاتبان في المقال إلى أن بعض الباحثين يعتقدون بأن نماذج اللغات الكبيرة "LLMs" تُعد مناسبة تمامًا لتسريع المهام مثل كتابة الأوراق أو العطاءات، طالما كان هناك إشراف بشري، وأن الباحثين يؤكدون بأن نماذج اللغات الكبيرة لا يمكن الاعتماد عليها بشكل أساسي في الإجابة على الأسئلة.
وأوضحا بأن عدم الموثوقية في هكذا أدوات تكمن في كيفية بناء نماذج اللغات الكبيرة، حيث تعمل دردشة جي بي تي ومنافسوها من خلال التعرف على الأنماط الإحصائية للغة في قواعد بيانات ضخمة للنصوص عبر الإنترنت، قد تكون من ضمنها أكاذيب أو تحيزات مغرضة وغيرها.
ونتيجة لذلك، بيّن الكاتبان بأن نماذج اللغات الكبيرة تنتج بسهولة أخطاءً ومعلومات مضللة، لا سيما فيما يتعلق بالموضوعات التقنية التي قد يكون لديها القليل من البيانات للتدريب عليها، كما أن هذه النماذج لا تستطيع إظهار أصول معلوماتها؛ إذا طُلبت كتابة ورقة أكاديمية، فإنها تعرض اقتباسات وهمية.
واختتم الكاتبان مقالهما بالإشارة إلى حقيقة مفادها بأن علم الكمبيوتر القائم على الذكاء الاصطناعي يتطور بشكل مذهل بحيث تظهر الابتكارات كل شهر، وتبقى الطريقة التي يختار بها الباحثون استخدام مثل هذه التقنيات هي من تحدد مستقبلهم ومستقبلنا.
/العُمانية/
صوبان/ بشارة/خالد