الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في ٦ فبراير /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالميّة حول قضايا مختلفة متعلّقة بالتحول الاجتماعي الأخضر ومدى سرعة تلاشي المناعة ضد كوفيد بالإضافة إلى تأثير فيروس كورونا على الدماغ.

فصحيفة "تايمز أوف مالطا" نشرت مقالًا بعنوان: "التحول الاجتماعي الأخضر" بقلم الكاتب: "ديفيد كاسا" بين فيه أن العديد من الأوروبيين بمن فيهم المالطيون الذين سوف يستفيدون بشكل كبير من صندوق المناخ الاجتماعي التابع للاتحاد الأوروبي.

ووضح الكاتب في بداية مقاله أن الوباء والحرب في أوكرانيا والتضخم الذي أعقب ذلك دفع الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه إلى القيام بأعمال موازنة صعبة.

ويرى الكاتب أن بين خيار وآخر، وعلى خلفية كل أزمة، يعد تغير المناخ بتغيير حياة الأوروبيين بطريقة جذرية أكثر من أي أزمة أخرى.

ولفت إلى أن المعنيين في البرلمان الأوروبي قادوا مبادرات مناخية بعيدة المدى لعكس الاتجاه المقلق لانبعاثات الكربون عبر مختلف القطاعات في أوروبا.

ومن وجهة نظر الكاتب فإن الانتقال إلى الحياد المناخي لن يكون أمرًا سهلًا، إذ يجب على التحول المناخي الذي يسعى إلى إصلاح الاقتصاد أن يولي اهتمامًا دقيقًا للتأثيرات الاجتماعية.

وقال في هذا السياق: "أعتقد بأنه من واجبنا ضمان أن يكون التحول الأخضر اجتماعيًّا أيضًا. لهذا السبب كنت فخورًا باختتام المفاوضات بشأن صندوق المناخ الاجتماعي. إنها جزء أساسي من حزمة المناخ الخاصة بالاتحاد الأوروبي التي تضيف البعد الاجتماعي الحيوي إلى التحول الأخضر في أوروبا.

ومن خلال الاستثمار في كفاءة أفضل للطاقة، يمكننا تقليل استهلاك الطاقة عن طريق تقليل الطلب، وفي الوقت نفسه تقليل الانبعاثات وتحقيق وفورات للعائلات والشركات الصغيرة".

وأضاف: "بينما يتصور الصندوق دعم الدخل المباشر لمساعدة المواطنين على التكيف مع تقلبات الأسعار، فإن الهدف هو إحداث فوائد طويلة الأمد. ومع ارتفاع تكاليف الطاقة، تعد الاستثمارات في كفاءة الطاقة طريقة أفضل وأكثر استدامة لمساعدة المواطنين على المدى الطويل".

وبين أنه بدلًا من دفع فاتورة الطاقة للأسرة مرة واحدة، ستمكنها الاستثمارات في الألواح الشمسية أو التبريد الأكثر كفاءة أو العزل الأفضل من الاستمرار في جني الفوائد في المستقبل.

وأضاف: إنها طريقة فعالة للتخلص من الوقود الأحفوري. ويمكننا القيام بذلك بكفاءة مع المعايير الاجتماعية، مما يضمن وصول الاستثمارات أولا إلى أولئك الذين قد لا يتحملونها بالضرورة.

وأكد الكاتب على أن صندوق المناخ الاجتماعي المؤقت الذي تم الاتفاق عليه يعد أفضل خيار متاح لمواجهة أزمة المناخ، فهو الأفضل للدول والمواطنين وسوف يفيد الناس بشكل كبير في جميع أنحاء أوروبا.

من جانبها، نشرت صحيفة "ذا نيتشر" البريطانية مقالًا عبارة عن تساؤل عن مدى سرعة تلاشي المناعة ضد كوفيد؟ بقلم الكاتبة "كاسندرا ويليارد".

استهلت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أنه بعد مرور ثلاث سنوات على انتشار الوباء، تعلمت أجهزة المناعة لدى الغالبية العظمى من البشر التعرف على فيروس كورونا من خلال التطعيم أو العدوى أو كليهما في كثير من الحالات، متسائلة عن مدى سرعة تلاشي هذه الأنواع من المناعة؟

وقالت إن الأدلة الجديدة تشير إلى أن المناعة "الهجينة" الناتجة عن التطعيم والإصابة بعدوى كوفيد-19 يمكن أن توفر حماية جزئية ضد الإصابة مرة أخرى لمدة ثمانية أشهر على الأقل.

وأضافت الكاتبة أن المناعة "الهجينة" توفر حماية أكبر من 95 بالمائة ضد الأعراض الشديدة أو التنويم في المستشفى لمدة تتراوح بين ستة أشهر وسنة بعد الإصابة أو التطعيم، وفقًا لتقديرات التحليل التجميعي "ميتا". ويبدو أن المناعة المكتسبة عن طريق جرعة التطعيم المعززة وحدها تتلاشى بشكل أسرع إلى حد ما.

وأشارت إلى أن متانة المناعة أكثر تعقيدًا مما توحي به الأرقام، فلا تعتمد المدة التي يمكن للجهاز المناعي أن يقاوم فيها عدوى كوفيد-19 على مدى تضاؤل المناعة بمرور الوقت فحسب، بل تعتمد أيضًا على مدى قدرة الخلايا المناعية على التعرف على هدفها.

لذلك، إذا تمكن متحور جديد من تجاوز الاستجابة المناعية الحالية، فقد لا تضمن العدوى الأخيرة توفير الوقاية من عدوى جديدة.

ووضحت الكاتبة أن متحور أوميكرون تسبب في مثل السيناريو الآنف الذكر. ففي أواخر عام 2021 وأوائل عام 2022، كانت المتحورات الفرعية الرئيسة لأوميكرون التي تسبب العدوى هي BA.1 و BA.2. وبحلول منتصف عام 2022، كانت موجة BA.5 تستجمع قوتها في بعض البلدان، وما زاد من احتمالية تعرض أولئك الذين لديهم بالفعل جولة واحدة من أوميكرون لجولة أخرى قد تكون قريبة لذلك، توفر البيانات الآن احتمالية خطر الإصابة مرة أخرى بمرور الوقت.

وأضافت أن الدراسات تشير إلى أن المناعة الهجينة توفر بعض الحماية ضد العدوى لمدة سبعة أو ثمانية أشهر على الأقل، وربما لفترة أطول.

واختتمت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أنه لم يتضح بعد كيف ستؤثر المناعة الهجينة العالمية على توقيت وتواتر اندفاعات العدوى. كما أنه ليس من الواضح كيف سيؤثر ذلك على قرارات مسؤولي الصحة بشأن موعد تقديم الجرعات المنشطة في المستقبل.

وفي سياق متصل، نشرت صحيفة "كوريا تايمز" مقالًا بعنوان: تتزايد الدلائل على أن فيروس كورونا مضر بالدماغ" بقلم الكاتب: "فايي فلام".

وقال الكاتب في بداية مقاله: "إن احتمال أن تؤدي عدوى فيروس كورونا إلى إتلاف عقلك أمر مرعب. لقد أثبت العلماء أن مرض كوفيد لفترة طويلة يظهر في كثير من الأحيان من خلال التغيرات العصبية - ضباب الدماغ، ومشاكل الذاكرة والتعب. وقد وجد بعض الباحثين تغيرات في الدماغ حتى بعد الحالات الخفيفة للفيروس."

وأشار إلى أنه من المحتمل أيضًا أن تكون هناك تكلفة اجتماعية واقتصادية عميقة، لافتًا إلى تقرير معهد بروكينجز الذي قدر أن 4 ملايين أمريكي ربما لم يتمكنوا من العمل بسبب تأثيرات فيروس كورونا الطويلة وقد ألقى بعض هؤلاء المصابين باللوم على ضباب الدماغ في تدمير قدرتهم على التفكير.

وطرح الكاتب تساؤلًا مفاده: ماذا سيحدث للبشر إذا تضاءلت قوتهم العقلية؟

وقال في هذا السياق: "الورقة العلمية التي يتم الاستشهاد بها غالبًا في قصص الرعب الإعلامية حول تلف الدماغ وفيروس كورونا المستجد جاءت من مركز ويلكوم للتصوير العصبي التكاملي وجامعة أكسفورد.

واستخدم الباحثون هناك بذكاء فحوصات الدماغ المأخوذة من 785 شخصًا قبل الوباء. ومن خلال إعادتهم لبضعة أشهر إلى الوباء، يمكن للعلماء مقارنة أولئك الذين أصيبوا بفيروس كورونا مع أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. وأظهرت جميع الأدمغة تقلبات صغيرة، ولكن في المتوسط، أظهر المصابون سابقًا انخفاضًا طفيفًا في كمية المادة الرمادية المركزة في المنطقة التي تتحكم في الرائحة والذاكرة.

ولاحظ الباحثون تشابهًا مع التغييرات المرتبطة بالشيخوخة - وقد أدى ذلك إلى عناوين الصحف التي تقول إن فيروس كورونا يشيخ دماغك بما يصل إلى عقد من الزمان. ولكن كانت هناك أسئلة كبيرة بلا إجابة أثارتها تلك الدراسة".

ووضح الكاتب أن هناك العديد من الآليات التي يدرسها العلماء لفهم كيف يمكن أن يتسبب فيروس كورونا في تلف الدماغ، بما في ذلك العدوى في بعض خلايا الدماغ والاستجابة المناعية الخاطئة التي تظل قيد التشغيل بعد زوال العدوى.

وأكد في ختام مقاله على أن أفضل ما يمكننا فعله هو أن نكون شاكرين لأننا ما زلنا على قيد الحياة ونعمل ونحصل على لقاح الإنفلونزا بالإضافة إلى معززات كوفيد ١٩.

/العُمانية/

أحمد صوبان/خالد البوسعيدي