عواصم في ٥ فبراير /العُمانية/ رصدت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالميّة حول قضايا مختلفة متعلّقة بأهمية التعليم والتحديات الاقتصادية المستقبلية بالإضافة إلى دور منتدى دافوس في تقديم الحلول للتحديات العالمية.
فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" الأمريكية نشرت مقالًا بعنوان: "لقد وصل التعليم العالمي إلى نقطة تحول" بقلم كل من فخامة نانا أكوفو، رئيس جمهورية غانا و جاكايا كيكويت، رئيس تنزانيا السابق.
وقال الكاتبان في بداية مقالهما إن اليوم الدولي للتعليم يعد وقتًا مناسبًا للتفكير في الدور الأساسي للتعليم في تحقيق عالم ينعم بالسلام والازدهار. وأشارا إلى أن التأثير الشديد الذي أحدثته جائحة كورونا وأزمتي الغذاء والوقود العالميتين وتغير المناخ على تجربة التعلم لملايين الأطفال في جميع أنحاء العالم، وخاصة في البلدان منخفضة الدخل، قد أكد الحاجة إلى تفكير جديد.
وأضافا: "بعد ثلاث سنوات من الاضطراب المستمر، وصل التعليم العالمي إلى نقطة تحول. فالسكان المتعلمون هم أثمن مورد للبشرية، ومع ذلك فإن فشلنا الجماعي في معالجة أزمة التعليم يشكل تهديدًا خطيرًا للآفاق المستقبلية لمئات الملايين من الفتيات والفتيان، مما يظلم الآفاق الاجتماعية والاقتصادية لبلدان بأكملها."
ولفت الكاتبان إلى أنه قبل تفشي فيروس كورونا، كان أكثر من 250 مليون طفل خارج المدرسة، وأنهى نصف الطلاب في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل المرحلة الابتدائية دون مهارات فهم القراءة الأساسية. وقد أدى الوباء، الذي أثر بشكل غير متناسب على البلدان المنخفضة الدخل، إلى تفاقم هذه التفاوتات المروعة مما عرض 24 مليون طفل وشاب إضافي لخطر التسرب بشكل دائم.
كما ارتفعت نسبة الأطفال في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل غير القادرين على قراءة قصة بسيطة وفهمها بحلول سن العاشرة إلى ما يقرب من ٧٠ بالمائة.
ويرى الكاتبان أن هذه الأرقام تركز على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات جريئة متعددة الأطراف لضمان حصول جميع الأطفال في جميع أنحاء العالم على 12 عامًا من التعليم الجيد. وبينا في ختام مقالهما أنه في حالة لم نعالج أزمة التعليم العالمية، لا يمكننا أن نتوقع من الجيل القادم أن ينقذنا من الكوارث التي لا يمكننا حلها بأنفسنا.
من جانبها، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا بعنوان: "التحديات الاقتصادية المستقبلية" بقلم الكاتب: "لورانس زاميت" الذي ركز على القضايا المهمة التي ناقشها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أخيرا.
وقال الكاتب في بداية مقاله أنه بغض النظر عن القضايا التي كانت على جدول الأعمال في المنتدى إلا أن الضرورة تقتضي النظر في ما ناقشه المشاركون، طارحًا سؤالًا مفاده: ما هي أهم القضايا التي انبثقت عن هذا الاجتماع والتي تمثل تحدياتنا الاقتصادية المستقبلية؟ ولفت إلى أن إحدى هذه القضايا كانت تأثير الذكاء الصناعي، اذ يستمر التقدم التكنولوجي في هذا المجال والسؤال الدائم يستمر في الظهور: إلى أي مدى سيحل الذكاء الصناعي محل الإنسان في العمل؟ وما مقدار التهديد الذي يشكله؟ وبين الكاتب أننا قد اعتدنا على حقيقة أن الآلات في الماضي كانت تكمل عمل الإنسان، مما سمح للعمال بأن يصبحوا أكثر كفاءة وإنتاجية وهذا من شأنه أن يسهم بدوره في زيادة الدخل.
وقال في هذا السياق: "في الوقت الذي اختفت فيه بعض الوظائف نتيجة للتحسينات التكنولوجية، هناك عدة تساؤلات تطغى على السطح: إلى أي مدى سيستمر هذا؟ وما نوع الوظائف التي سيحل محلها الذكاء الصناعي؟ وإذا كان الذكاء الصناعي سيجعل بالفعل العديد من المهام زائدة عن الحاجة لتحل محل الشخص البشري، فما نوع الوظائف التي يجب إنشاؤها للعمال الفائضين عن الحاجة؟ علاوة على ذلك، فإنه مع تطور الذكاء الصناعي، هل ستزداد المخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني؟ كما تطرق الكاتب في مقاله للتضخم والركود الاقتصادي اللذين كانا ضمن القضايا التي تمت مناقشتها في دافوس.
ووضح في هذا السياق: أنه "بعد عامين أو نحو ذلك من فيروس كورونا، مع سياسة نقدية فضفاضة للغاية وعدم وجود سياسة مالية صارمة لمنع الاقتصاد العالمي من الدخول في حالة ركود، أصبح لدينا الآن تضخم مرتفع للغاية وتباطؤ اقتصادي وزيادة البطالة في عدد من الدول. ربما تعاني الدول الأفقر أكثر من البقية، حيث يتعرض الكثير منها للاقتراض من الخارج. هل سنواجه أزمة ديون سيادية؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل لدى قادة المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة وقادة البنوك المركزية الرئيسة الإمكانات لإدارة مثل هذه الأزمة؟ وكيف سيستجيب الدائنون لأزمة الديون السيادية؟ والمسألة الثالثة، التي لا تقل أهمية عن القضيتين الأخريين في وجهة نظر الكاتب، هي صناعة الوقود الأحفوري.
وأشار إلى أن عندما نذكر هذه الصناعة، نفكر في الشركات العالمية التي تعمل فيها. ومع ذلك، علينا أيضًا التفكير في جميع الاقتصادات التي تعتمد على هذه الصناعة من أجل بقائها.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "كوريا تايمز" نشرت مقالًا بعنوان: "يظهر منتدى دافوس أن الأعمال التجارية آخذة في التغير" بقلم الكاتب: "أندرو هاموند". وقال الكاتب في بداية مقاله: "أعلن المفكر المحافظ ميلتون فريدمان في السبعينيات، في الفترة التي سبقت العصر السياسي الذي حدده رونالد ريجان ومارجريت تاتشر، أن "الأعمال التجارية هي الأعمال التجارية".
وبهذا، كان يعني أن الحد الأدنى للقطاع الخاص يجب أن يكون جني الأموال للمساهمين. ومع ذلك، كان هناك تحول كبير في نصف القرن منذ ذلك الحين في عدد قادة الشركات الذين ينظرون إلى المسؤولية الاجتماعية للشركات تجاه مجموعة أوسع من أصحاب المصلحة. وفي المقابل، يتحدث العديد من الشركات الكبرى اليوم بشكل متكرر عن التزامها التنظيمي بمجموعة واسعة من الأنشطة الخيرية والاجتماعية والأنشطة ذات الصلة."
ولفت الكاتب إلى أن هذا الموضوع قد تم عرضه أخيرا على جدول أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وبين أن الحوار هنا يتركز على الشراكات بين القطاعين العام والخاص والحوارات بين أصحاب المصلحة المتعددين لتعزيز التعاون لمعالجة القضايا الأكثر إلحاحًا التي تواجه العالم اليوم من عدم المساواة في الدخل إلى الاحتباس الحراري.
ووضح أن هذا النقاش تجلى حول مسؤولية الأعمال والنخب تجاه المجتمع من خلال إصدار تقرير منظمة غير حكومية يوضح مدى عدم المساواة في المشهد المعاصر.
وقال الكاتب أنه لطالما نظر بعض النقاد إلى المنتدى الاقتصادي العالمي على أنه نادٍ مريح للنخبة العالمية. لذلك سيكون من المفارقات، بالنسبة للبعض، أن تتم مناقشة هذه القضايا حيث تستضيف دافوس واحدة من أكبر تجمعات المليارديرات في العالم. ومع ذلك، وبغضّ النظر عن الشكوك المشروعة حول المنتدى الاقتصادي العالمي، يرى الكاتب أنه يمكن لنخب الأعمال في دافوس أن تلعب دورًا كبيرًا بشكل متزايد في تقديم حلول للتحديات العالمية وتعزيز التعافي المستدام بعد الوباء. وهذا يتجاوز بكثير التدابير القائمة منذ فترة طويلة مثل إيجاد وظائف جديدة جيدة وتعزيز الاستثمار في الاقتصاد مع دفع أجور ومزايا عادلة للعمال.
وأكد الكاتب في ختام مقاله على أنه نظرًا للمجموعة المتزايدة من التحديات الكبرى التي تواجه العالم، فقد حان الوقت الآن للارتقاء بشكل متزايد إلى لوحة جدول الأعمال .
/العُمانية/
أحمد صوبان