عواصم في ٥ يناير /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بالأسلحة النووية وسلبيات النقد الهدام بالإضافة لتبعات تغير المناخ.
فصحيفة "كوريا تايمز" نشرت مقالًا بعنوان " إعادة جدول أعمال عدم انتشار ونزع السلاح النووي إلى مساره الصحيح" بقلم الكاتب " مارتي ناتاليجاوا" استهله بالإشارة إلى أن العالم أسدل الستار على سنة صعبة هزت المجتمع العالمي حتى صميمه.
وقال إن المخاوف بشأن استخدام الأسلحة النووية وزيادة تحديات الانتشار تؤكد على أهمية التركيز على خطوات واقعية وعملية للحد من المخاطر النووية في عام 2023 وما بعده.
وأضاف الكاتب أنه خلال العام المنصرم واجه العالم سلسلة من التحديات أمام الآراء والممارسات الجماعية الراسخة والمُصَممة بهدف الحدّ من تهديد الأسلحة النووية والقضاء عليها في نهاية المطاف.
وأشار في مقاله إلى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022 والتهديدات النووية المتعددة المرتبطة بهذا النوع من الصراعات، معبرا عن المخاوف المستمرة من احتمالية حدوث مزيد من التصعيد أو صراع كارثي بين العديد من الدول التي تمتلك الأسلحة النووية أو تلك ذات التحالف النووي.
وطرح الكاتب عدة تساؤلات مفادها: إذا لم يكن من المعقول خوض حرب نووية أساسًا، فلماذا تتسابق الدول لتوسيع وتحديث ترساناتها النووية؟ وإذا كانت هذه الدول غير مستعدة للتخلي عن أسلحتها النووية، فكيف لنا أن نقنع الآخرين بفعل الشيء نفسه؟ و في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، كيف لنا أن نقنع الدول الأخرى بأنه لا ينبغي لها أبدًا حيازة أسلحة نووية خاصة بها؟
ولفت إلى أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ تشهد مخاطر متزايدة للانتشار النووي وخطورة عدم الوفاء بالتزامات نزع السلاح المنصوص عليها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
واختتم الكاتب مقاله بالإشارة مجدّدا إلى أن العام المنصرم شهد عدة انتكاسات خطيرة هدّدت الجهود الدولية لتحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية، مؤكدا على أهمية ممارسة الضغوطات الدولية لرفض المحرمات النووية حتى نعيد في عام 2023 أجندة عدم انتشار ونزع السلاح النووي إلى مسارها الصحيح.
من جانبه، يرى الكاتب: "رينهولد كارنر" أن مفعول النقد الهدام يضاهي جرعة السم التي تقضي على كل شيء، داعيًا الأشخاص للامتناع عن النقد الفرضي والتفكير في جوانبه السلبية.
واستهل الكاتب مقاله الذي نشرته صحيفة "تايمز أوف مالطا" بالتأكيد على أن معظم الناس لا يدركون حتى إنهم منخرطون في هذه المهنة المتمثلة في النقد المستمر واللفظ السيء حتى إن البعض يعتبر النقد المستمر مقياسًا للذكاء والمواطنة في ديمقراطية حديثة.
وبين أنه في الوقت الحاضر، يمكننا الحصول على المعرفة اللانهائية دون عناء تقريبًا فعلى الإنترنت، في الفضاء الرقمي، يمكننا توظيف المعرفة لأنفسنا في كل زاوية وفي أي وقت وفي أي موقف ممكن أو مستحيل، وبهذه الطريقة لدينا معرفة العالم تحت تصرفنا. لكن الأمر لا يتعلق بإضافة المزيد من المعرفة- حسب رأي الكاتب- إنه يتعلق بالمعرفة الأساسية. والأكثر من ذلك، حول الفهم الصحيح والمعتمد للحقائق.
وقال الكاتب:"نعلم جميعًا قول "المعرفة قوة". ولكن هذه الحكمة ألغت نفسها تقريبًا بسبب الثروة الهائلة للمعرفة التي يمكن لأي شخص تقريبًا الوصول إليها في أي وقت.
وهكذا، لم تعد المعرفة قوة، لكن المعرفة أصبحت ملكية مشتركة، وبالتالي أصبحت لبنة أساسية في التحول الكبير للعصور التي نختبرها.
لذلك، من الإهمال والخطير تطبيق نصف المعرفة السطحية وتقديم المرء لنفسه بأنه شخص لديه عقل نقدي ولا يقبل الحقائق ويتظاهر بمعرفة التطورات المستقبلية، والتي بطبيعتها لا أحد يمكن أن يعرف" وأضاف: "مع الوفرة المفرطة من المعلومات التي تصب علينا كل ثانية، فإن النقد المستمر لكل شيء يبدو وكأنه الشيء الأكثر طبيعية في العالم".
ووضح الكاتب أن النقد المستمر والتذمر أصبح عادة نوعا ما لكثير من الناس إذ يجد الكثيرون أنه من السهل الانضمام إلى الأحاديث على أي طاولة في مقهى مثلًا والبحث عن أي موضوع سلبي والتعبير عنه بانزعاج ونشر الشائعات عنه. ويرى الكاتب أن هذا الأمر سوف يجر المرء إلى الهاوية العقلية المتمثلة في عدم الرضا والتشاؤم واليأس ويسلب منه الدافع والثقة والطاقة الحياتية.
ومن وجهة نظر الكاتب، لا أحد يحب مثل هؤلاء النقاد؛ ولا أحد يشعر بالأمان والراحة في دائرة هؤلاء الأشخاص الذين ينتقدون باستمرار.
ويعتقد الكاتب بأنه سيكون من الأفضل أن نفكر في حياتنا اليومية وفي طريقة تفكيرنا في الأشخاص والمؤسسات والتطورات والأحداث والتعامل مع التلميحات والأحكام المسبقة.
وأكد على أن الأشخاص الناجحين للغاية والمحترمين للغاية يفعلون ذلك بالضبط. إنهم يرون الإيجابيات والفرص ويبتعدون عن الهجمات اللفظية ويمارسون القليل من النقد الواقعي القائم على أسس جيدة ومفيدة وبناءة.
من جانب آخر، يرى كل من "نافين راو" و"إلوز تود" أن تغير المناخ يزيد البشر مرضًا، واقتبست تقريرًا حديثًا كتبته مجموعة من الخبراء العالميين أكدوا فيه على أن صحة الإنسان مهددة بسبب تأثيرات التغير المناخي.
وبين الكاتبان في مقالهما الذي نشرته صحيفة "دكا تريبيون" البنجلاديشية أنه من المؤسف أن تكون مسألة الصحة في ذيل قائمة الأولويات لمؤتمرات المناخ رغم أهميتها، إذ إن المناخ والصحة تربطهما علاقة عميقة ومتعددة الأوجه.
وأوضحا أن ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الفيضانات غير المسبوقة قد شجعا على انتشار البعوض خارج مناطق تكاثرها التقليدية، وفي حال لم يتم اتخاذ الإجراءات الضرورية حيال هذه المسألة فإنه ستزداد الأمراض التي تنتقل عبر البعوض مثل فيروس زيكا الذي قد يهدد 1.3 مليار شخص إضافي بحلول عام 2050، ومن المتوقع أن تؤثر حمى الضنك على 60% من سكان العالم بحلول عام 2080.
وقال الكاتبان إن تقلص موائل الحيوانات تزيد من خطر انتقال الفيروسات والبكتيريا من الحيوانات إلى البشر مثل ما حدث مع فيروس كورونا. وأشارا إلى أن الاحتباس الحراري أيضا يؤدي إلى تفاقم تلوث الهواء وهو ما يزيد من الأمراض المزمنة غير المعدية مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، ويتسبب تلوث الهواء في وفاة الملايين من البشر في مناطق مختلفة.
ويعتقد الكاتبان بأن العالم بإمكانه الاستفادة من دروس الاستجابة لتفشي الجائحة في مواجهة التحديات الصحية التي يثيرها تغير المناخ، مشددين على أهمية تطوير عمليات جمع البيانات وتحليلها.
وفي ختام المقال، أكد الكاتبان على ضرورة دمج البيانات السريرية والوبائية والجينومية من الأنظمة الصحية بالإضافة للبيانات المتنوعة ذات الصلة مثل أنماط الطقس وبيانات مراقبة مياه الصرف الصحي وسلوكات المستهلكين وغيرها لاتخاذ الإجراءات اللازمة بالإضافة للاعتراف بأن المناخ والصحة جزءان من نفس المحادثة.
/العُمانية/
صوبان/خالد/أنس