عواصم في 18 ديسمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عددٍ من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بضرورة إعادة هيكلة البنك الدولي وأهمية الصحفي في استعادة الثقة بوسائل الإعلام بالإضافة لنهائي المونديال والظهور الأخير لميسي.
فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" نشرت مقالًا بعنوان: "إعادة تشغيل البنك الدولي" بقلم كل من "سوما شاكربارتي" وهو الرئيس السابق للبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير و "كريس هامفري" وهو متخصص في تمويل التنمية.
وقال الكاتبان في بداية مقالهم: "إن البنك الدولي على أعتاب تحول كبير وهو في حاجة ماسة إلى إعادة هيكلة ويجب أن يستفيد من قوته المالية الهائلة بشكل أكثر كفاءة لتعبئة مستثمري القطاع الخاص وإعادة توجيه موارده نحو تحقيق التنمية المستدامة والأولويات العالمية الأخرى".
وأضافا: "لكن الإصلاحات لن تكون فعالة إلا إذا عالج مساهمو البنك أسباب إحجام البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل عن العمل معها"
ومن وجهة نظرهم فإن أحد الأسباب، الذي يرمز إلى الكيفية التي تعوق بها مشكلات حوكمة البنك قدرته على الاستجابة لاحتياجات البلد المقترض، هو بطء الموافقة على القروض وعملية الصرف.
وتشير أحدث البيانات المتاحة إلى أن البنك الدولي في المتوسط، يستغرق أكثر من عامين لمعالجة القرض من البداية إلى أول عملية صرف للأموال، ويمكن أن تكون فترة الانتظار أطول بكثير لمشروعات البنية الأساسية المعقدة.
وذكر الكاتبان أن وتيرة التنفيذ الهزيلة هي في المقام الأول نتيجة للضغط من جانب المسهمين الحكوميين غير المقترضين - وهم أنفسهم يتعرضون لضغوط من قبل الهيئات التشريعية ومنظمات المجتمع المدني - لتطبيق معايير وإجراءات صارمة وموحدة تناسب الجميع على جميع عمليات البنك الدولي، وبالنسبة للبلدان المتلقية، ولا سيما في العالم النامي، فإن هذا يعني إحباط التأخير.
وبينا أن من المؤكد وجوب محافظة البنك على معايير عالية للغاية، فالفحص الدقيق يجعل المشروعات أكثر فعالية واستدامة وكفاءة، ولكن البيروقراطية المرهقة للبنك تتجاوز مراقبة الجودة.
وأشارا في هذا السياق إلى أنه عادة ما يتضمن التقدم بطلب للحصول على قرض بعثات متعددة داخل الدولة تتطلب كل منها عدة أيام من الجهد من فرق من المسؤولين الحكوميين المرهقين وأحيانًا تكون مراجعات الإجراءات الوقائية البيئية والاجتماعية المعقدة والمطولة أكثر صرامة من تلك التي يتبناها مساهمو البنك الأثرياء في بلدانهم.
وتتطلب الموافقة على المشروع التحضير والمناقشة المطولة والموافقة من قبل إدارات مصرفية متعددة، بما في ذلك مجلس الإدارة، وأثناء تنفيذ المشروع يجب على البلدان تكريس وقت ثمين لتقديم تقارير مرحلية متكررة عن بيروقراطية البنك والتي لا تفيد البلدان نفسها كثيرًا.
ويرى الكاتبان أن العقبة الرئيسة أمام إصلاحٍ أعمق هي الإدارة غير الفعالة للبنك الدولي إذ تهيمن مجموعة صغيرة من الدول غير المقترضة بقيادة الولايات المتحدة على عملية صنع القرار.
وقد أصبحت هذه الحكومات تنظر إلى البنك على أنه مشكلة وليس أداة قوية للغاية للتنمية المستدامة كما يمكن أن يكون.
وأكدا في ختام المقال على أهمية أن يكون كبار المسهمين في البنك الدولي جادين في إصلاح الطريقة التي تتعامل بها المؤسسة مع البلدان المتعاملة معها.
من جانبها، نشرت صحيفة "ستاندرد" الكينية مقالًا بعنوان: "الاعتماد على الصحفيين هو المفتاح لاستعادة الثقة في وسائل الإعلام" بقلم الكاتب: "ديفيد اومويو".
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن صناعة الإعلام في العديد من الدول الأفريقية بما فيها كينيا قد قطعت شوطًا طويلًا منذ فترة طويلة في الوقت الذي كان فيه من الواضح من هو الصحفي.
وبين أن الانفجار غير المسبوق للصناعة في التوزيع الرقمي قد أتى بفوائده ولكنه تسبب في اضطراب صناعة من المفترض أن يكون ممارسوها على حد تعبير الكاتبة جانيت مالكولم، "خبراء في اليقين".
ويرى الكاتب أن التغير التشريعي لصناعة الإعلام أدى إلى أزمة ثقة، طارحًا سؤالًا مفاده: كيف يمكن للجمهور أن يطالب باليقين؟، يمكن لأي شخص لديه حق الوصول إلى حساب على وسائل التواصل الاجتماعي أن يتحول بسهولة إلى "صحفي" ويوزع محتوى إخباريًّا من خلال منصاته، في الأساس، يرى الكثيرون أن هذا هو الاتجاه الذي يشكل تهديدًا للمهنة.
هذا يحتاج إلى التحقق على وجه السرعة، ومن وجهة نظر الكاتب فإن إحدى طرق ضمان ذلك تتمثل في اعتماد الصحفيين بحيث يخضع المرتبطون بالصناعة، والذين يعملون في أي منصة، إلى حد أعلى من المساءلة.
وأكد على أهمية أن يدرك الجمهور أن المؤسسة الإعلامية قد تغيرت بشكل كبير إذ لا يعمل جميع الصحفيين في دور وسائل الإعلام الرئيسة، حيث قام البعض بالتنويع في منتجي المحتوى المستقلين بينما يعمل البعض الآخر في دور الإعلام المجتمعي.
من جانب آخر، يرى أسطورة كرة القدم الإنجليزية "جاري لينيكر" أنه بغض النظر عن نتيجة مباراة الأرجنتين ضد فرنسا، فإن جمهور كرة القدم سوف يفقد البهجة والمتعة التي كان يقدمها ليونيل ميسي، خاصة وأن نهائي المونديال سيكون الظهور الأخير للاعب الأرجنتيني بقميص بلاده.
وقال في مقالة الذي نشرته "البي بي سي" البريطانية: "لقد أوشكت قصة ليونيل ميسي في كأس العالم على الانتهاء، ولكن بغض النظر عن نهايتها، أعرف أن الأمور ستكون أقل متعة بدونه.
مهما حدث في المباراة النهائية يوم الأحد، والتي ستكون آخر مباراة له على هذه الساحة العالمية، فإن أداء ميسي في مونديال قطر عزز مكانته في قلوب مشجعي كرة القدم حول العالم".
وتحدث لينيكر عن اللحظة التي وصفها بـ "الجميلة" بعد فوز الأرجنتين على كرواتيا في نصف النهائي، حيث قالت مذيعة تلفزيونية لميسي إنه ترك بصمته على حياة الجميع، وهذا أهم من النتيجة ضد فرنسا وفوزه بكأس العالم.
ومن وجهة نظر لينيكر، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالأهداف التي سجلها أو صنعها، إذ خاض ميسي ست مباريات في كأس العالم وكان أفضل لاعب في أربع منها.
وذكر في هذا الجانب: "ليس فقط أهدافه الخمسة أو تمريراته الحاسمة الثلاثة التي جعلته يتألق في هذه البطولة، إنها الأشياء الصغيرة التي يفعلها - مثل عندما يكون محاصرًا من قبل ثلاثة أو أربعة لاعبين وتعتقد أنه لن يستطيع المرور، ولكنه يفعل، وهو يفعل ذلك مرارًا وتكرارًا".
وأظهر ميسي منذ سنوات عديدة أنه لاعب غير عادي حقًا، لكنني أعتقد أنه حتى من مجرد مشاهدته في هذه البطولة ستدرك أنه مميز وأفضل من أي شخص آخر في اللعبة الحديثة.
وشبه جاري لينكر منتخب الأرجنتين الحالي بنسخة عام 1986، وقال في هذا الجانب: "إحدى الطرق التي يتميز بها ميسي كلاعب هي أنك تراه يبتعد عن الحركة ويقف في مناطق لا يحصل فيها على الكرة لفترة من الوقت، ثم تتساءل ما الذي يفعله - هل يقوم بتقييم كل ما يجري والعمل على مواقف الجميع، أم أنه يستريح فقط؟ لقد فعل ذلك دائمًا، لكنه يحدث الآن أكثر بكثير مما كان عليه خلال أيامه تحت قيادة بيب جوارديولا في برشلونة عندما كان أكثر نشاطًا في الضغط على الخصم.
/العُمانية/
أحمد صوبان