بكين في 15 ديسمبر /العُمانية/ توصلت دراسة قام بها علماء صينيون اليوم من جامعة بكين إلى أن الطفرة الغامضة في انبعاثات غاز الميثان - الذي يرفع معدلات الحرارة بشدة - في عام 2020 قد تكون ناجمة عن ازدياد في الانبعاثات من الطبيعة، وعن تراجع تلوث الهواء بشكل مفاجئ، رغم تدابير الإغلاق المتصلة بجائحة كوفيد-19 التي حدّت الكثير من مصادر الانبعاثات.
وفي دراسة نشرتها مجلة "نايتشر" ، توصّل فريق دولي من العلماء إلى إجابة في ما يخص الطفرة الغامضة التي يمكن تفسيرها بظاهرتين: تتمثل الأولى في أنّ عام 2020 شهد نسبة أقل في الهواء من جذور الهيدروكسيل (OH) المسؤولة الرئيسة عن التخلّص من الميثان في الغلاف الجوي. والثانية تتعلّق بالزيادة الطبيعية لانبعاثات غاز الميثان من الأراضي الرطبة؛ فالكائنات الدقيقة الموجودة في المستنقعات أو الرخاخ تنتج هذا الغاز بصورة طبيعية.
وأشارت مارييل سونوا من مختبرات علوم المناخ والبيئة إلى أنّ هذه المناطق "تتأثر جدًّا بالعوامل المناخية"، لافتةً إلى أنّ "الكائنات الدقيقة تنتج كميات أكثر من الميثان ضمن مناخ حار أو رطب بشكل أكبر".
واعتبر الباحثون أنّ الحرارة والرطوبة اللتين شهدتا في عام 2020 ارتفاعًا كبيرًا في المناطق الشمالية والاستوائية من نصف الكرة الأرضية الشمالي، تقدّمان تفسيرًا عن زيادة الميثان.
ويحتمل أن تؤدي برامج التحكم في الانبعاثات إلى رفع كميات الميثان مستقبلًا.
وترتبط غالبية انبعاثاته (60%) بالنشاطات البشري التي يمكن اتخاذ خطوات في شأنها، ومنها إنتاج الوقود الأحفوري والزراعة وتربية المواشي والنفايات، فيما تنجم الانبعاثات المتبقية من الأراضي الرطبة.
ولا يزال هناك غموض يحوم حول هذا الموضوع لأنّ كميات الميثان استمرت في الارتفاع عام 2021. إلا أنّ الباحثين كوّنوا فكرة عن السبب.
ويمكن تفسير هذه الظاهرة من خلال إعادة عمل وسائل النقل الجوي بشكل جزئي، إذ مع تمتّع الطائرات بدور مهم جدًّا في إنتاج أكاسيد النيتروجين على ارتفاعات كبيرة في الجو، ومن خلال نشاط وسائل النقل الذي لا يزال محدودًا في الولايات المتحدة والهند.
/العُمانية/
عبدالناصر العبري