عواصم في ٢٤ نوفمبر/العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بصعوبة التنبؤ بنتائج مباريات كرة القدم وحضور الغرب في قمة المناخ العالمية بالإضافة لأهمية العدالة المناخية في ضوء المؤتمرات الأممية.
وقال الكاتب "ميهر فاسفادا" إن فوز منتخب السعودية على نظيره الأرجنتيني في بطولة كأس العالم فيفا قطر ٢٠٢٢ يمنح كل منتخب الأمل في أن يتمكن من كتابة قصة خيالية خاصة به.
وأكد في مقاله الذي نشرته صحيفة "انديان اكسبرس" الهندية أنه حتى في عصر البيانات الضخمة والحسابات في كرة القدم، أصبح من غير الممكن التنبؤ بنتيجة أي مباراة بغض النظر عن الفوارق والإمكانات.
واقتبس الكاتب عبارات كتبها "خورخي فالدانو" صانع الألعاب الأرجنتيني السابق في عمود الجارديان الخاص به عن حبه للعبة كرة القدم: "نريد أن تثبت صحة الحسابات قبل أن تبدأ اللعبة. البيانات الضخمة والإسقاطات الرياضية تشق طريقها إلى ميدان اللعب لإخبارنا بأشياء لا أريد أن أعرفها. نحن نحب كرة القدم لعدم دقتها ولحظات عبقريتها وأخطائها".
كما أشار الكاتب إلى مبادرة المدرب الفرنسي "أرسين فينجر" الذي يشغل حاليًّا منصب رئيس التطوير العالمي في الفيفا، لقياس علم البيانات والأداء والتي جعلت كرة القدم تبدو كأنها أقل من مجرد رياضة وأكثر شبهًا بمشروع لشخص يتابع تخصصًا في الرياضيات.
ووضح الكاتب أن صدى كلمات فالدانو يتردد أكثر من أي وقت مضى في هذه النسخة من كأس العالم خاصة إذا قمنا بقياس ما قاله مع مبادرة أرسين فينجر والتي تسعى لمعرفة كل شيء عن كرة القدم بدقة حسابية، الأمر الذي أكدت نتيجة مباراة السعودية ضد الأرجنتين استحالته.
وأكد الكاتب على أنه إذا كانت كرة القدم علمًا، فإن احتمال حدوث اضطراب في النسب الزلزالية مثل هذا سيكون معدومًا. وقال في هذا السياق: "لم يتم طرح أي من المقاييس قبل وأثناء المباراة مما يعطي فكرة عن هذه النتيجة إذ لم تتذوق الأرجنتين طعم الهزيمة في ٣٦ مباراة متتالية قبل مباراتها ضد السعودية وهي تملك ليونيل ميسي أحد أفضل اللاعبين على مر العصور. وفي المقابل فازت السعودية بثلاث مباريات فقط في تاريخها في كأس العالم".
ويرى الكاتب أن نتيجة هذه المباراة تعكس جمالية وإثارة كأس العالم، وهي منافسة لا توجد فيها وصفة للنجاح والشيء الوحيد الذي يمكن التنبؤ به هو عدم القدرة على التنبؤ بأي شيء.
من جانبه، يرى الكاتب "برابير بوركاياشا" أن الغرب قد استخدم مؤتمر المناخ العالمي الـ٢٧ لإلقاء اللوم على الآخرين لدرجة أصبح فيه الجشع الخاص يطغى على بقاء البشرية.
وقال في مقاله الذي نشرته صحيفة "ميل آند جارديان" الجنوب أفريقية أنه على الرغم من أن الحرب في أوكرانيا والانتخابات النصفية الأمريكية قد حولت تركيزنا المباشر بعيدًا عن المعركة ضد الاحتباس الحراري، إلا أنها لا تزال مصدر قلق مركزي في عصرنا.
وأضاف أن التقارير تشير إلى أننا لا نفشل فقط في تحقيق أهدافنا المتعلقة بتغير المناخ ولكننا أيضًا مقصرون عن تحقيق الأهداف بهامش كبير. وبين أن الأسوأ من ذلك، هو أن انبعاثات غاز الميثان المسببة للاحتباس الحراري قد نمت بسرعة كبيرة، مما يشكل تهديدًا لتغير المناخ مثل ثاني أكسيد الكربون. وعلى الرغم من أن الميثان يدوم لفترة أقصر في الغلاف الجوي حيث يُنظر إليه على مدار 100 عام، إلا أنه من غازات الدفيئة الأكثر فاعلية من ثاني أكسيد الكربون. ويعتقد الكاتب بأن النتيجة النهائية هي أننا شبه متأكدين من فشلنا في تحقيق هدفنا للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة وإذا لم نتحرك قريبًا فمن الصعب تحقيق هدف درجتين مئويتين.
وأشار إلى أنه بهذا المعدل، نتطلع إلى ارتفاع في درجة الحرارة من 2.5 درجة مئوية إلى 3 درجات مئوية وتدمير حضارتنا، والأسوأ من ذلك أن التأثير سيكون أكبر بكثير في المناطق الاستوائية حيث يعيش معظم فقراء العالم.
وفي سياق متصل، نشرت ذات الصحيفة مقالًا بعنوان: "هل يمكننا حقًا أن نتوقع أن نحصل على العدالة المناخية بعد قمة المناخ الـ٢٧؟ بقلم الكاتبتين "كيت شيبوني" و "ماكوما ليكا".
وقالت الكاتبتان في بداية المقال: "بحضور أكثر من ٤٠ ألف مندوب، بما في ذلك ١٢٠ من قادة الحكومات، اختتم مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ الـ٢٧ في مصر وحمل شعار "معًا من أجل التنفيذ" لإيجاد انطباع بأن البشرية قد اجتمعت معًا للتغلب بشهامة على حالة الطوارئ المناخية المستمرة." ومع ذلك، تعتقد الكاتبتان بأنه في محاولة للتركيز على "التعاون" بين الحكومات، فإن الشعار يكشف عن غير قصد مدى ضآلة الوحدة التي سادت بالفعل داخل مؤتمر الأطراف.
وبينتا أنه في حين أن هناك خلافات جدية حول مدى الأزمة وأفضل طريقة للتعامل معها، فإن أهم حجر عثرة بين الدول يتعلق بمفهوم العدالة المناخية.
وأوضحتا أنه في جوهرها، تنص العدالة المناخية على أن أولئك الذين يتحملون أكبر قدر من المسؤولية عن حالة الطوارئ المناخية يجب أن يكونوا هم الذين يجب أن يدفعوا أكثر من أجل خطط وعمليات التخفيف والتكيف والعمليات الضرورية لتجنب أسوأ ما في الأزمة.
وأشارتا إلى أن التاريخ يوضح لنا أن مجموعة من بلدان الجزء الشمالي من العالم هي المسؤولة إلى حد كبير عن تغير المناخ.
ولفتت الكاتبتان إلى أنه بين عامي ١٩٥٠ و٢٠٠٦، أسهمت أغنى دول العالم (الأعضاء الـ ٣٨ في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية) بأكثر من ٨٠٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتزايدة في الغلاف الجوي. وحاليًا، ٥٠٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تأتي من ٧٪ من سكان العالم، بينما ٤٥٪ تنتج أقل من ٨٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وترى الكاتبتان أنه لا يمكن أن يكون ما لا يقل عن سدس سكان العالم، الذين يتواجدون في الغالب في الجزء الجنوبي من العالم، مسؤولين عن أي انبعاثات على الإطلاق لأن أنماط حياتهم محايدة الكربون أساسًا.
وقالتا في ختام المقال: "إن مسألة العدالة المناخية لا تتعلق فقط بالمسؤولية المحددة عن الانبعاثات ولكن حول كيفية ظهور تلك الانبعاثات. لقد تم إنشاؤها بتكلفة اجتماعية واقتصادية وسياسية وبيئية كبيرة لشعوب الجزء الجنوبي من العالم. هذا هو الدين الهائل الذي يدين به الجزء الشمالي لشعوب وبيئات الجنوب الذي يجب أن يكون هو المبدأ التوجيهي الذي يسترشد به جميع مفاوضات المناخ والتخطيط في مؤتمر الأطراف القادم"
/العُمانية/
أحمد صوبان