عواصم في 22 نوفمبر /العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلقة بدور الدول في مجال تغيّر المناخ وأهمية حماية البيئة من الأنشطة البشرية، بالإضافة إلى سياسة الحياد في نهج الدول.
فمؤسسة "بروجيكت سينديكت" نشرت مقالًا بعنوان: "يجب على الدول أن تكون رائدة في مجال تغيّر المناخ" بقلم الكاتبة: "ماريانا مازوكاتو" وهي المدير المؤسس لمعهد "يو سي إل" للابتكار والأغراض العامة ورئيسة مجلس منظمة الصحة العالمية المعني باقتصاديات الصحة للجميع.
وأشارت الكاتبة في بداية مقالها إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، استقال العديد من أعضاء تحالف جلاسكو المالي وهي مجموعة مكونة من 450 مؤسسة مالية بسبب مخاوف من تكلفة الوفاء بالتزاماتهم المتعلقة بالمناخ.
وترى الكاتبة أن هذه الخطوة تؤكد على أن الفكرة القائلة إن المؤسسات المالية الخاصة يمكن أن تقود التحول إلى اقتصاد محايد للكربون تعد ضربا من الخيال، مؤكدة على أن ما يحتاجه التحول حقا هو دول أكثر طموحًا تتجاوز حدود تحديد السوق لتصبح من صانعيه.
وقالت في هذا السياق: "النهج الذي يقوده السوق متجذر في الاعتقاد بأن المؤسسات المالية الخاصة تخصص رأس المال بشكل أكثر فعالية من أي شخص آخر"
وأضافت: "المعنى الضمني هو أن الدول يجب أن تمتنع عن "اختيار الفائزين" أو "تشويه" المنافسة في السوق وتقتصر على فرص الاستثمار الخضراء "لخفض المخاطر" لجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين من القطاع الخاص"
وتعتقد الكاتبة أننا مدينون بالعديد من النجاحات الاقتصادية ليس للجهات الفاعلة العامة التي ابتعدت عن الطريق ولكن "لدولة ريادة الأعمال" التي أخذت زمام المبادرة.
وبينت أنه علاوة على ذلك، يتعارض النهج الذي يقوده السوق مع الهدف المتمثل في تحقيق تحول عالمي أخضر، يتم فيه تقاسم التكاليف والمخاطر بشكل عادل داخل البلدان وفيما بينها.
وفي وجهة نظرها فإن للتمويل الخاص دور حاسم يقوم به ولكن القطاع العام وحده هو القادر على تعبئة وتنسيق الاستثمار على النطاق المطلوب لإزالة الكربون من الاقتصاد العالمي.
وأكدت الكاتبة على أهمية أن تتبنى الدول أدوارها "كمستثمرين للملاذ الأول" بدلًا من انتظار التدخل فقط "كمقرضين للملاذ الأخير".
وأوضحت أن في جميع أنحاء العالم تنفق المؤسسات المالية العامة مليارات الدولارات كل عام وبفضل تصميمها المتميز وهياكلها الإدارية، يمكنها توفير هذا النوع من التمويل طويل الأجل والصبور والموجه نحو المهمات والذي لا يرغب فيه القطاع الخاص في كثير من الأحيان.
وأكدت في ختام مقالها على ضرورة أن نعيد التفكير في العلاقة بين القطاعين العام والخاص لا سيما عندما يتعلق الأمر بتقاسم المخاطر والمكافآت.
من جانبها نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالًا حول "النظام الدائري لصون الموارد الطبيعية" بقلم الكاتب "محمد أمين بيربينار".
استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن البشر لطالما كانوا في وئام مع البيئة وذلك باستخدامهم الموارد المتوفرة ضمن إمكاناتهم وهذا بدوره أسهم في إيجاد التوازن البيئي.
ويرى أنه مع تطور الآلات وتسهيل سبل الإنتاج والتغيرات المستمرة في السلوك البشري المتمثلة في العيش ضمن أنماط حياتية أكثر راحة وسرعة عن السابق، فإن كل هذا أدى إلى زيادة الاستهلاك وتعرض الموارد الطبيعية للخطر.
واقتبس الكاتب تقريرًا يبين أن استخدام الموارد الطبيعية ازداد على نحو مطرد خصوصًا خلال الـ50 عامًا الماضية.
وأكد على أن الاستخدام المكثف للموارد تجاوزت حدود نسبة تجدد الموارد الطبيعية على كوكب الأرض وهو ما يتسبب في تدهور الانسجام بين الأنظمة الرئيسة في الطبيعة مثل الغلاف الجوي والغلاف الجليدي والغلاف الصخري وغيرها.
وبيّن الكاتب أن الموارد الأحفورية المستخدمة بشكل خاص في مجالات التدفئة والإضاءة والنقل أدت إلى زيادة التلوث في الغلاف الجوي وهو ما يتسبب بمشكلات بيئية خطيرة مثل التغير المناخي وتلوث الهواء.
وفي رأي الكاتب يكمن الحل لهذه المشكلة المتفاقمة في الوقف عن اتباع النموذج الخطي المتمثل في شراء الأشياء واستخدامها ثم التخلص منها، إذ أصبح من المحتم في عالم اليوم تبني نظام دائري في إدارة النفايات يعتمد على شراء المنتجات واستخدامها وإصلاحها وتجديدها وإعادة تدويرها.
وعرف الكاتب النظام الدائري على أنه نهج جديد يتم فيه فصل النمو الاقتصادي عن استخدام المزيد من الموارد.
وأوضح أن التدوير يجب أن يتم عن طريق فصل وإعادة استخدام المواد الخام المستخدمة من النفايات الناتجة خلال جميع مراحل سلسلة الإنتاج باستخدام النظام الدائري الذي يُمّكِن من الحفاظ على الموارد الأساسية باستمرار.
وقال في ختام مقاله إن هذا النظام مستوحى من الطبيعة لكونها تشجع على استخدام ما هو مطلوب أو ما تم إنتاجه بشكل فعال وبكفاءة بدلًا من إنتاج المزيد وهدر الموارد المتوفرة، كما أنه نظام يستغل الطاقة النظيفة ويعتمد على إصلاح ما هو متوفر.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا بعنوان: "الحياد والغرض منه" بقلم الكاتب: "رانييه فيسادني" أكد فيه على أهمية الحاجة إلى توضيح ماهية الحياد وما الغرض منه وما إذا كانت الدول تحتاجه.
من وجهة نظر الكاتب، أن الدول تكون محايدة في الحروب من أجل الحفاظ على أمنها.
وبين أنه في الماضي، كانت الدول الصغيرة المحايدة تعلم أن الحرب قد لا تنقذها ولكن كان لديهم أيضًا سبب وجيه للخوف من السلام الذي أعقب الحروب.
وأوضح أن هذه الدول كانت تأمل في أن يحميها الحياد من التشتت كجزء من مفاوضات السلام بين الدول الكبرى، مشيرًا إلى أن الحياد يساعد على إعطاء هوية قانونية مميزة للدولة وحدودها فهو شيء علينا أن نضعه في الاعتبار.
ويعتقد الكاتب أن الحياد له معنى فقط فيما يتعلق بالغرض منه والذي بدوره يحتاج إلى أن يرتكز على استراتيجية لمساعدتنا على البقاء في العالم كما هو بالفعل.
وأكد على أنه بدلًا من التساؤل عما إذا كان الحياد يضر بنا، يجب أن نسأل عما إذا كان سلوكنا يضر بحيادنا.
كما أشار إلى ضرورة أن تكون الدول قادرة على تحديد ما هو حيادها بطريقة موثوقة وواضحة.
/العُمانية/
أحمد صوبان/ أنس البلوشي