عواصم في ٢١ نوفمبر/العُمانية/ تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعض المقتطفات من مقالات الرأي في عدد من الصحف العالمية حول قضايا مختلفة متعلّقة بالدمار طويل الأمد لفيروس كورونا والتحديات والفرص أمام الشركات العائلية بالإضافة للتغييرات السريعة في نماذج الأعمال وتفضيلات العملاء إلى جانب قضية الصحة النفسية وكيف تتحسن في الأوقات المضطربة.
فصحيفة "شيكاجو تريبيون" الأمريكية نشرت مقالًا بعنوان: "الدمار طويل الأمد لفيروس كوفيد ١٩" بقلم كلٍّ من الدكتور كوري فرانكلين وهو طبيب عناية مركزة متقاعد والدكتور روبرت وينشتاين متخصص في الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة راش.
أشار الكاتبان في بداية مقالهما إلى أن جائحة كورونا تسببت في أكثر من مليون حالة وفاة في الولايات المتحدة، إلى جانب أن عدد الأشخاص الذين يعانون من إعاقات طويلة الأجل جراء اصابتهم بهذا الفيروس يصل إلى مليون أو أكثر. كما أن الجائحة أحدثت دمارًا عميقًا وطويل الأمد للمجتمع الأمريكي على جبهات عديدة.
ووضحا أن التأثير الفوري لجائحة كورونا كان على التعليم من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر.
وقالا في هذا السياق: "انخفضت درجات الرياضيات والقراءة لطلاب الصف الرابع والثامن بشكل ملحوظ في كل ولاية تقريبًا، بالتزامن مع الوباء. وكان لدى طلاب المدارس الثانوية أيضًا انخفاض في درجات اختبارات الـ "أي سي تي"، مما أدى إلى تفاقم الانخفاض الذي سبق الوباء".
وأضافا: "كان التدهور في الأداء الأكاديمي أكثر دراماتيكية لدى الأطفال الذين كان أداؤهم ضعيفًا قبل تفشي جائحة كورونا. إن الآثار المترتبة على القدرة التنافسية الأمريكية واضحة ويجب علينا تعزيز نظام تعليمي من مستويين".
ويعتقد الكاتبان أن الاقتصاد الأمريكي يبدو إلى حد ما يتعافى من الصدمة الاقتصادية في العامين الأولين من الوباء، ولكن أسعار المستهلك المعدلة وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 40 عامًا نتيجة لعدد من العوامل، بعضها مرتبط بشكل واضح بالوباء حيث يتراوح معدل التضخم الحالي بين 8٪ و 9٪ وهناك فرصة لإصابة الاقتصاد بالشلل لبقية هذا العقد.
وأكدا في ختام المقال على أنه حتى الآن، لم ينته العالم وربما تكون جائحة كورونا بمثابة دعوة للاستيقاظ، ولكن التهديدات التعليمية والاقتصادية والاجتماعية التي تلوح في الأفق يجب أن تؤخذ على محمل الجد.
من جانبها، نشرت صحيفة "تايمز أوف مالطا" مقالًا بعنوان: "الشركات العائلية: التحديات والفرص" بقلم الكاتب "سيلفان ميفسود" بيّن فيه أن على الشركات العائلية التخطيط مسبقًا والاستفادة من الفرص المتاحة لها.
واستعرض الكاتب في بداية مقاله عددًا من التحديات التي تواجه الشركات العائلية مثل: الموارد البشرية والعثور على الموظفين المناسبين وذوي المهارة، والتعامل مع الضغوط التضخمية بسبب التكلفة الثابتة لزيادة المبيعات في التكاليف، والحد من المصاريف العامة وخاصة فيما يتعلق بالرواتب بالإضافة للتغييرات السريعة في نماذج الأعمال وتفضيلات العملاء، لا سيما في بيئة الأعمال بعد جائحة كورونا.
ومع ذلك، يرى الكاتب أنه بخلاف التحديات العاجلة والملحة المذكورة أعلاه التي تحتاج الشركات العائلية للتعامل معها، هناك قضايا أخرى تحتاج إلى معالجة، وأحد هذه المجالات هو الحاجة إلى الرقمنة.
وبين الكاتب في هذا السياق أنه نظرًا لأن الشركات العائلية تواجه الحاجة إلى زيادة كفاءتها وصعوبة العثور على الموارد البشرية المناسبة، فستزداد الحاجة إلى رقمنة العمليات الداخلية المختلفة لاكتساب الكفاءات المطلوبة مع الحد من النفقات العامة.
وأشار إلى أن المجال الآخر الذي تتركه الشركات العائلية اليوم كثيرًا في الخلف يتعلق بتغير المناخ والتأثير البيئي لأعمالهم.
ولفت الكاتب إلى أن العديد من الشركات العائلية تستمر في ترديد شعار مفاده بأن مواردهم البشرية هي أفضل ما لديهم، ومع ذلك لا ينجحون في كثير من الأحيان في ضمان تدريب "أفضل أصولهم" ليس فقط على المهارات التقنية، ولكن أيضًا على ما يسمى بـ "المهارات الشخصية" المطلوبة بشدة لتمكين الشركات العائلية من الاعتماد على الموارد البشرية مع الحق في ذلك.
وأكد الكاتب في ختام مقاله على أن من الأفضل للشركات العائلية التخطيط للمستقبل واغتنام جميع الفرص التي يمكن أن تضعها في وضع أفضل للتغلب على التحديات الحالية وإعداد نفسها بشكل أفضل للمستقبل.
من جانب آخر، نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية مقالًا بعنوان: "الصحة النفسية: كيف تتحسن في الأوقات المضطربة" بقلم الكاتبة: "سيما كوجاك" وهي أخصائية علم النفس السريري بجامعة اسطنبول غليشيم التركية.
وقالت الكاتبة في بداية مقالها أنه وسط التأثير الكبير لأزمة تكلفة المعيشة والركود العالمي في أعقاب جائحة كورونا والحرب المستمرة في أوكرانيا والصراعات الأخرى في بعض أنحاء العالم والاختلالات السياسية، أصبح الأمر أكثر صعوبة وتأثيرًا على صحتنا العقلية.
وأضافت: "بينما تتراكم الأحداث التاريخية وتضرب موجات عدم اليقين واحدة تلو الأخرى، يبدو المستقبل قاتمًا بعض الشيء. ولكن هناك بعض الأشياء التي يمكننا القيام بها للبقاء عاقلين ومستعدين بشكل أفضل للأزمات في الأوقات الصعبة".
وبينت أنه في عالم اليوم حيث الفوضى لها تأثير هائل على حياتنا اليومية وتهدد بزعزعة القارب، هنالك بعض الطرق التي يمكننا من خلالها الحفاظ على الصحة العقلية وتحسينها.
الطريقة الأولى والأكثر أهمية لحماية صحتنا العقلية بحسب الكاتبة هي إقامة علاقات صحية.
وترى الكاتبة أنه عندما تكون لدينا علاقات صحية ينتج دماغنا هرمونات تساعدنا على تنظيم أنفسنا ومن أهمها هرمون الأوكسيتوسين الذي يعطي شعورا بالأمان.
وتعتقد أنه من أجل إقامة علاقات صحية، نحتاج إلى تحسين مهارات الاتصال لدينا، فالتواصل لا يعني مجرد الحديث.
وأشارت الكاتبة إلى أن هناك طريقة أخرى لحماية صحتنا العقلية وهي أن نكون موجهين نحو الحلول.
وقالت في هذا السياق: "من الضروري تحليل الأحداث التي تحدث لنا وأسبابها وآثارها. ومع ذلك، بعد التحليل، من الجيد بالنسبة لنا إيجاد الحلول واتخاذ الإجراءات".
وفي ختام المقال، ركّزت الكاتبة على أهمية ممارسة الرياضة لصحتنا العقلية إذ إن للتمرين العديد من الفوائد، ليس فقط للصحة الجسدية فحسب بل أيضًا للصحة العقلية حيث تحفز التمارين في دماغنا المواد الكيميائية التي تحسن مزاجنا وأجزاء الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.
/العُمانية/
أحمد صوبان