الأخبار

قضايا وآراء في الصحافة العالمية
قضايا وآراء في الصحافة العالمية

عواصم في 20 أكتوبر/العُمانية/ احتفلت دول العالم مطلع هذا الأسبوع بيوم الغذاء العالمي إحياءً لذكرى تأسيس منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في عام 1945 تحت شعار "عدم ترك أحد خلف الركب".

وفي خضم أزمة أمن غذائي متفاقمة تلقي بظلالها على العالم مع الارتفاع الذي لم يسبق له مثيل في عدد الأشخاص المعرضين لخطر المعاناة من مستويات خطيرة من الجوع في آسيا وأفريقيا، تظهر تداعيات انعدام الأمن الغذائي لتشكل أزمة لا تقل خطورةً عن غيرها من الأزمات التي تعصف بالعالم مما يتطلب من المجتمع الدولي تقديم دعم فوري للفئات الأكثر ضعفا وزيادة التمويل للمساعدات الغذائية الطارئة.

وفي هذا الشأن، تابعت وكالة الأنباء العُمانية بعضًا من مقالات الرأي في مختلف الصحف العالمية ركّز كُتابها على مخاطر انعدام الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط و ضرورة حشد الجهود لمواجهة آفة الجوع بالإضافة لتأثيرات جائحة كورونا والحرب في أوكرانيا وتغير المناخ على الأمن الغذائي.

فصحيفة "ديلي صباح" التركية نشرت مقالًا بعنوان: " انعدام الأمن الغذائي يهدّد منطقة الشرق الأوسط" بقلم الكاتب: "عرفان أشرف" قال في بدايته إن منطقة الشرق الأوسط تتميز بأعلى معدل ترسبات المعادن باعتبارها موطنًا لأكثر من 80٪ من النفط و40٪ من رواسب الغاز على مستوى العالم.

وعلى الرغم من هذه النعم والموارد الطبيعية، يعتقد الكاتب بأن المنطقة غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية بسبب قلة الأراضي الصالحة للزراعة ونقص المياه والأزمات الداخلية وتقلبات الاقتصاد الدولي والحروب التي تحدث في مناطق مختلفة من العالم.

ووضح أن منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعتمدان على الواردات الزراعية العالمية لتلبية معظم احتياجاتهما وتضم المنطقتان في الوقت الحالي البلدان الأكثر ضعفًا.

وأشار إلى أن جائحة كورونا أدت إلى فرض قيود على العمال وتغيير احتياجات المستهلكين وإضافة العديد من التحديات إلى سلسلة التوريد مما أثر على استيراد وتصدير القمح والأغذية الأساسية الأخرى على مستوى العالم وخاصة في العالم العربي.

ويرى الكاتب أن هناك العديد من العوامل الكامنة وراء أزمات الغذاء في منطقة الشرق الأوسط، أهمها حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني في عدد من دول المنطقة التي أثرت بشكل أو بآخر على مسويات الأمن الغذائي في تلك الدول.

وأضاف أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على الموانئ وزادت قيود التصدير على الأسمدة والمنتجات الزراعية، وخاصة القمح. حيث كانت روسيا وأوكرانيا قد صدّرتا سابقًا 30٪ من القمح العالمي. وبسبب الحرب، انخفض إنتاج القمح في أوكرانيا بنحو 41٪ مما أثر بشكل سيء على العديد من دول منطقة الشرق الأوسط التي تستورد القمح من أوكرانيا.

وشدّد الكاتب على أهمية السعي لإيجاد حل مستدام من خلال إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا لضمان الأمن الغذائي والسلام، بالإضافة لضرورة فهم الاحتياجات الأساسية للمزارعين وتمكينهم من زيادة الإنتاج الزراعي.

وفي سياق متصل، نشرت ذات الصحيفة مقالًا بعنوان: "الجوع هو التهديد الحقيقي الذي يجب حشد كل الجهود لإنهائه" بقلم الكاتبة "نجلاء شهوان" قالت فيه إنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جريئة لمعالجة الدوافع الرئيسة لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وأوجه عدم المساواة التي تؤثر على وصول الملايين إلى الغذاء، فلن يتم القضاء على الجوع بحلول عام 2030.

وتعتقد الكاتبة بأن العالم في مكان مختلف تمامًا مقارنة بما كان عليه قبل ست سنوات عندما التزم بهدف القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وجميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030.

ووضحت أنه في ذلك الوقت، كان الجميع متفائلا بأن نهج الإيجابية التحويلية ستضعنا على المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف، ولكن الحقائق على الأرض تكشف أن العالم لم يحرز تقدمًا في ضمان الحصول على طعام آمن وكافٍ لجميع الناس على مدار السنة أو القضاء على جميع أشكال سوء التغذية.

وأشارت إلى أن مع توقع وفاة شخص واحد من الجوع كل أربع ثوان، دعت 238 منظمة غير حكومية محلية ودولية أخيرا القادة المجتمعين في الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لاتخاذ إجراءات حاسمة لإنهاء أزمة الجوع العالمية المتصاعدة حيث وقعت منظمات من 75 دولة على خطاب مفتوح للتعبير عن غضبها من ارتفاع مستويات الجوع وأوصت باتخاذ إجراءات سريعة.

وبينت أن ما يقارب من 345 مليون شخص يعانون من الجوع الحاد، وهو رقم تضاعف منذ عام 2019. وعلى الرغم من وعود قادة العالم بعدم السماح بالمجاعة مرة أخرى في القرن الحادي والعشرين، إلا أنها باتت وشيكة مرة أخرى في العديد من الدول.

وتحدثت الكاتبة عن تقرير جديد للأمم المتحدة بعنوان"حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم" أشار إلى التزايد المستمر لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية منذ عام 2015.

وبحسب التقرير، فإن العوامل الثلاثة الرئيسة لزيادة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية هي الصراعات المستمرة والظواهر المناخية والصدامات الاقتصادية. وإلى جانب التفاوتات المتزايدة، فإن هذه الدوافع "تزداد شدتها وتكرارها، وغالبًا ما تكون مجتمعة"، وفقًا لأمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة التي حذرت من أن الآثار السلبية "تتفاقم وتسهم في تدهور استمرار مستويات عدم المساواة والفقر".

وأكدت الكاتبة على أنه ومع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير بسبب الحرب في أوكرانيا، أصبحت النظم الغذائية الصحية أيضًا لا يمكن تحملها بشكل متزايد حيث ارتفع عدد الأشخاص غير القادرين على تحمل تكلفة اتباع نظام غذائي صحي من 112 مليونًا إلى 3.1 مليار تقريبًا.

وقالت في ختام مقالها إن الوضع يختلف بين البلدان إذ يكشف عن عدم المساواة بسبب أنماط غير متكافئة من الانتعاش الاقتصادي وخسائر الدخل بين أولئك الأكثر تضرّرًا من جائحة كورونا، حيث تتحمل إفريقيا العبء الأكبر.

من جانب آخر، نشرت صحيفة "نيو ستريتز تايمز" الماليزية مقالًا بعنوان: "جائحة كورونا والحرب الروسية وتغير المناخ يعيثان فسادًا في الأمن الغذائي" بقلم الكاتب الدكتور "سيانج تان".

فقال الكاتب في بداية مقاله لا نحرز تقدمًا في آسيا وحول العالم، في الحد من الجوع وسوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي، متطرقًا لتقرير الأمم المتحدة عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2022 الذي بيّن أن عدد الأشخاص المتضررين من الجوع ارتفع العام الماضي في آسيا من 418 مليونًا إلى 425 مليونًا شخص وأن 8 بالمائة من سكان العالم (أو 670 مليون شخص) سيواجهون الجوع في نهاية هذا العقد.

ويعتقد الكاتب بأن هناك ثلاثة أسباب رئيسة لذلك وهي جائحة كورونا والصراع في أوكرانيا وتغير المناخ.

وقال حول هذه الأسباب: "تسببت الجائحة في تعطيل النظم الغذائية إذ كشفت القيود المفروضة على الحركة وعمليات الإغلاق هشاشة سلسلة الإمدادات الغذائية. وفي غضون الحرب في أوكرانيا، تعطلت تدفق المواد الغذائية الأساسية بما في ذلك إمدادات القمح والشعير وارتفعت أسعار المواد الغذائية العالمية بشكل كبير".

وأضاف: "بقدر ما كانت هذه العوامل المؤدية إلى انعدام الأمن الغذائي مدمرة فإن مسارها محدود، على عكس أزمة المناخ التي تعد مسألة أخرى".

وأشار إلى أنه في وقت سابق من هذا العام، أجرت كل من مؤسسة "أي أسيان" و مؤسسة "كورب لايف أسيا" مسحًا حول تأثير تغير المناخ على الزراعة في منطقة الآسيان حيث هدف إلى اكتساب فهم لكيفية تأثير تغير المناخ على النظم الغذائية الإقليمية.

وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف صانعي السياسات في المنطقة أشاروا إلى تغير المناخ باعتباره أكبر عقبة تواجه النظم الغذائية. وقالوا إن 60 بالمائة من مزارعي جنوب شرق آسيا هم الأكثر تضررًا من تأثير تغير المناخ على الإنتاجية الغذائية أو الأمن الغذائي.

ووضح الكاتب أن أنماط الطقس المتغيرة تؤدي إلى تعطيل مواسم الزراعة والحصاد وزيادة موجات الجفاف والفيضانات التي تحفز انتشار المزيد من الآفات والأعشاب الضارة والأمراض لمكافحتها وفقدان التنوع البيولوجي والضرر المباشر بجودة التربة بما في ذلك ارتفاع مستويات الملوحة وندرة المياه كلها عوامل تؤثر على غلات المزارعين وسبل عيشهم وفي نهاية المطاف على الأمن الغذائي.

وأكد الكاتب في ختام مقاله على أنه مع تزايد انعدام الأمن الغذائي في يوم الأغذية العالمي في أعقاب جائحة كورونا والصراع في أوكرانيا وتغير المناخ، فإن المخاطر أصبحت كبيرة.

وشدد على أهمية الشراكة والتعاون بين القطاع الخاص والحكومات والمجتمع المدني وسلسلة القيمة الغذائية الإقليمية لضمان حصول المزارعين على الأدوات والموارد اللازمة لزراعة أغذية أكثر أمانًا وبأسعار معقولة على نحو مستدام.

/العُمانية/

أحمد صوبان