محمية "مانوفو-غوندا سان فلوريس" في إفريقيا الوسطى تأوي أكبر تجمع من فرس البحر في العالم.. النشرة الدولية
بانجي في 12 نوفمبر /العُمانية / تكتسي محمية "مانوفو-غوندا سان فلوريس" في جمهورية إفريقيا الوسطى أهمية بالغة من حيث ضخامة وتنوع ثروتها الحيوانية والنباتية. وتعدّ واحدا من الأماكن الأكثر تنوعا للطبيعة في إفريقيا، لكنها مصنفة منذ 24 سنة ضمن التراث المهدد.
أنشئت هذه المحمية الواقعة على مساحة تزيد على 17 مليون هكتار سنة 1974؛ وتقع في الشمال الشرقي من جمهورية إفريقيا الوسطى، على حدود دولة تشاد وعلى بعد 800 كيلومتر من العاصمة بانجي. ويمثل الموقع وجهة سياحية مؤكدة نظرا لروعة تضاريسه.
فعلى صعيد الحياة البرية، تأوي "مانوفو-غوندا سان فلوريس" أنواعا كثيرة من الثدييات يصل عددها إلى قرابة 60 نوعا ويعتقد أنها من بين الأغنى في القارة الإفريقية، وعلى رأسها وحيد القرن الأسود والفيل. لكن الكثير من هذه الثدييات باتت تتناقص أعدادها حتى أصبح ينظر إليها على أنها حيوانات نادرة مثل النمر والأسد والزرافة والكلب البري والغزال ذي الوجه الأحمر والفهد، ناهيك عن تجمعات معتبرة من آكلات العشب.
أما أنواع الثدييات الأكثر تواجدا فتضم الجاموس الإفريقي وفرس النهر الذي يوجد منه في المحمية أكبر تجمع على وجه الأرض، خاصة في بركة "غاتا" الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي حيث تعيش مئات الأفراد من هذا الحيوان الضخم. وتحتوي المحمية على تجمعات تتفاوت أعدادها من قرد البابون والقرد الأخضر والضبع والخنزير البري والظبي والثعبان..
وبحسب تقرير مشترك لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة، فإن آخر إحصاء جوي للثدييات الكبيرة في "مانوفو-غوندا سان فلوريس" يظهر تراجعا لأعدادها بنسبة 75% خلال السنوات الـ 15 الأخيرة.
وتوفر المحمية التي تعتبر الأكبر من بين محميات السافانا في إفريقيا الوسطى ملاذا آمنا لتجمعات ضخمة ومتنوعة من الطيور، خاصة منها الطيور المائية المستوطنة للبرك في سهول الشمال التي تغمرها المياه وهي سهول تتخللها جبال صغيرة من الجرانيت مع كتلة صخرية وعرة في الجنوب.
وتشمل هذه التجمعات التي يقدر عددها بـ 320 نوعا أجناسا كثيرة من البط وطائر أبي منجل والبجع الأبيض ومالك الحزين وأبي قير، إلى جانب 25 نوعا من الطيور الجارحة. وتشمل تجمعات الطيور في المحمية النعام والنسور وآكلات النحل والدجاج الغيني وغيرها، وتعج البحيرات والبرك بالتماسيح التي تتقاسمها في تعايش سلمي نسبيا مع تجمعات فرس النهر رغم أن هذه الأخيرة أكثر عددا بكثير.
وينظر علماء البيئة إلى محمية "مانوفو-غوندا سان فلوريس" المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ 1988 على أنها مكان لقاء بين أنواع حيوانات سافانا إفريقيا الشرقية والغربية ونظيراتها في غابات الجنوب. وهو ما جعل الموقع يمثل حقلا ثمينا لدراسة التغييرات البيئية التي تحصل في مجموع المناطق الساحلية والسودانية تحت الضغط المزدوج للجفاف من جهة والرعي المفرط من جهة ثانية.
كما تمثل هذه المحمية مثالا فريدا على هذا النوع من النظام البيئي الذي يحتضن مجموعات حيوانية ونباتية متنوعة ونموذجية لهذا الجزء من القارة السمراء وأخرى قادمة من إفريقيا الشرقية والغربية.
وكغيره من المواقع المحمية في العالم، وخاصة في إفريقيا، يتهدد هذا الموقع العديد من المخاطر وفي طليعتها الصيد الذي يستهدف وحيد القرن والفيل والزرافة بشكل رئيس. كما يشكل الرعي المفرط هو الآخر تحديا للتوازن الطبيعي داخل المحمية، حيث يُقَدرُ أن المنتمين الرحل يُدخِلون إليها ما لا يقل عن 30 إلى أربعين ألف رأس من الماشية كل فصل شتاء. وموازاة مع التنمية الحيوانية، هناك نشاط زراعي مشتت جغرافيا ومقصور على محيط الموقع.
أضف إلى ذلك التهديدات الناجمة عن الحرائق والنشاط المعدني، خاصة منه المتعلق باستخراج الماس. ويقول التقرير المشترك لليونسكو والاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة إن القوائم المعدة على أساس المسح الجوي في 2017 تظهر أن محمية "مانوفو-غوندا سان فلوريس" قد خسرت قيمتها العالمية الاستثنائية، لكنها تظل رصيدا لتجدد الحيوانات انطلاقا من الجيوب المتبقية للتنوع البيولوجي والتبادلات مع المناطق المحاذية لها.
/العُمانية /
س ع
.. انتهت النشرة..