ستوكهولم في 3 أبريل/العُمانية/ ركزت دراسة أُجريت في كلية الطب بجامعة "ستوكهولم" بالسويد على انتشار مرض الجلوكوما وطبيعته الخفية بين كبار السن.
ويضرب مرض "الجلوكوما" (المياه الزرقاء) سارق نظر العيون بصمت، وغالبًا دون أن يلحظ المريض الضرر الكبير الذي لحق به، حيث تؤثر "الجلوكوما" بشكل أساس على العصب البصري، وإذا ما تركت دون رادع، يمكن أن تؤدي إلى عمى لا رجعة فيه.
وركزت الدراسة، وهي جزء من مشروع "إتش 70" الشامل، المعني بمتابعة صحة كبار السن لمدة نصف قرن، على صحة عيون 560 فردا تصل أعمارهم إلى 70 عاما، وكانت النتائج مذهلة، حيث تم تشخيص ما يقرب من 5% منهم بالمياه الزرقاء، وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو حقيقة أن نصف هذه التشخيصات لم تكن معروفة للأفراد حتى مشاركتهم في الدراسة، مما يركز على فجوة حرجة في الاكتشاف المبكر للإصابة بالمرض.
وأكدت الدكتورة "هافستام جوهانسون"، أستاذ أمراض العيون في كلية الطب بجامعة "ستوكهولم" على أهمية الاكتشاف المبكر في منع المزيد من الضرر فغالبًا ما يمكن إدارة الجلوكوما بفعاليّة من خلال علاجات بسيطة مثل قطرات العين اليومية التي تعمل عن طريق تقليل الضغط الداخلي للعين وإبطاء تلف العصب البصري.
ووضحت أن أحد الأسباب التي تجعل الجلوكوما يمر دون أن يلحظه أحد هو ظهوره الخبيث، ففي المراحل المبكرة، تكون الحالة خالية من الأعراض تقريبا، وتعوض العين غير المصابة عن نظيرتها، وتخفي أي خسارة في الرؤية.
وكشفت الدراسة أيضا أن جزءا كبيرا من الأفراد الذين تم تشخيصهم حديثا لديهم ضغط طبيعي للعين، مما يتحدى الاعتماد التقليدي على هذا المقياس وحده للتشخيص.
كما توصل الباحثون إلى أن الاستعداد الوراثي للإصابة بـ"الجلوكوما"، يؤكد على زيادة الخطر بين الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي للحالة.. ومن المثير للاهتمام، اكتشاف أن نوعية الحياة لأولئك الذين يعانون من الجلوكوما لم تختلف اختلافا جذريًّا عن أولئك الذين لا يعانون منها.
/ العُمانية /
هيثم الربيعي