باريس في 5 أكتوبر /العُمانية/ توصلت دراسة فرنسية إلى جعل العلاج الكيميائي لمرضى السرطان أكثر بساطة باعتماد الحقن تحت الجلد بدلًا من الحقن الوريدي المتبع في الوقت الراهن، وذلك في حال ثبتت فاعليته لدى البشر بعد أن تم اختباره على الحيوانات.
وأوضح مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية جوليان نيكولا في تصريح صحفي أن للعلاج الكيميائي متطلبات لوجستية كثيرة، من ضمنها توفير موظفين مؤهلين ودخول المستشفى وتكلفة عالية، مشددًا على أن "الفائدة الرئيسة لهذا النهج الجديد تكمن في تسهيل العلاج الكيميائي وتعزيز راحة المرضى الذين قد يصبحون قادرين على تلقي العلاج في منازلهم".
ويقوم علاج السرطان في الغالب على إعطاء العلاج الكيميائي عن طريق الوريد، مما يولّد الكثير من التبعات الصحية ويستلزم مكوث المريض في المستشفى، إلا أن هذه الدراسة التي أجريت على الحيوانات ونشرتها مجلة "أميركان كيميكل سوسايتي" أعطت الأمل بجعل الإجراء مبسطًا أكثر.
وتوصل العلماء إلى نهج جديد يهدف إلى تفادي ركود العلاج في الأنسجة تحت الجلد، من خلال إرفاق المكون النشط القليل القابلية للذوبان "باكليتاكسيل" المستخدم على نطاق واسع في العلاج الكيميائي بسائل يتّسم بتَواؤمه القوي مع الماء، وأتاح ذلك التوصل إلى دواء مضاد للسرطان قابل للذوبان، وبالتالي يمكن أن يمر بسرعة من النسيج تحت الجلد إلى مجرى الدم من دون التسبب بسمّيّة في الموقع الذي يحقن فيه.
وتوصل العلماء خلال التجارب ما قبل السريرية لهذا العلاج الكيميائي الجديد إلى فاعلية أفضل من الصيغة التجارية للمكون النشط (تاكسول) الذي يتم إعطاؤه من طريق الوريد.
ومع أن هذا البحث أسفر عن نتائج واعدة على نموذج حيواني، إلا أنه لم يثبت بعدُ فاعليته على البشر، وهو ما دفع العلماء إلى تأسيس شركة "إميسيا" الناشئة، ويأملون في بدء إجراء تجارب سريرية سنة 2024.
/العُمانية/
عبدالناصر العبري