سان فرانسيسكو في 5 أكتوبر /العُمانية/ أوضح تقرير إعلامي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يستقطب استثمارات مالية طائلة، إلى حد إثارة مخاوف من ظهور فقاعة جديدة، لكن معظم الخبراء يعتقدون أن هذه التكنولوجيا الجديدة ستؤتي ثمارها في نهاية المطاف، بالنسبة إلى بعض الشركات على الأقل.
ونقلا عن وكالة "فرانس برس" فإن قيمة "أوين إيه آي" - الشركة الناشئة في سان فرانسيسكو التي أطلقت طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي مع برنامجها "تشات جي بي تي" في نهاية عام 2022 - باتت تبلغ 157 مليار دولار، بعد جمع 6,6 مليارات دولار من التمويل.
وتعزز الشركة مكانتها كلاعب أساسي في قطاع التكنولوجيا، بالرغم من مغادرة عدد كبير من المديرين مناصبهم فيها أخيرا، وسلسلة إشكاليات صاحبتها، والمنافسة الشرسة مع شركات أخرى في القطاع، والأهم من ذلك كله غياب أي احتمال فوري لتحقيق الربحية.
ويؤكد دان آيفز وزملاؤه في شركة "ويدبوش" الاستشارية أن "الثورة الصناعية الرابعة ستصل إلى أشباه الموصلات والبرمجيات والبنية الأساسية والإنترنت والهواتف الذكية خلال 12 إلى 18 شهرا مقبلا".
ويضيف: "لقد أصبح "تشات جي بي تي" بالنسبة للذكاء الاصطناعي التوليدي كما كان "آي فون" بالنسبة للهواتف الذكية"، إذ "فتحت أوبن إيه آي المجال أمام نجاح الذكاء الاصطناعي واعتماده من جانب نفيديا ومايكروسوفت وغوغل وعالم التكنولوجيا بأكمله".
ويشير المحللون في تقديراتهم إلى أن جميع هذه الشركات ستنفق ألف مليار دولار على الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ويبقى أن هذه التكنولوجيا مكلفة للغاية؛ فإن إنتاج النصوص والصور والمحتويات الأخرى بناءً على استعلام بسيط باللغة اليومية يحتاج إلى نماذج للذكاء الاصطناعي مثل "جي بي تي 4" (GPT-4) لـ"تغذيتها" بكميات هائلة من البيانات.
وتتطلب نماذج التدريب والتشغيل بنية أساسية جديدة لتكنولوجيا المعلومات، والكثير من الطاقة، ومهندسين مؤهلين تأهيلا عاليا، وغيرها.
وقد ضخّت مايكروسوفت 13 مليار دولار في أوبن إيه آي، وأعلنت عن أكثر من 15 مليار دولار من الاستثمارات الخارجية في الذكاء الاصطناعي هذا العام، من ألمانيا إلى إندونيسيا.
وأفرجت غوغل عن أكثر من 13 مليار دولار على شكل "عقارات ومعدات" في الربع الثاني، أي ما يقرب من الضعف مقارنة بالمبالغ المرصودة قبل عام، وهي ميزانية تعكس احتياجاتها لمراكز البيانات الجديدة والرقائق المتطورة للغاية.
وبالرغم من هذا الإنفاق؛ فإنه "بالكاد حقق نتائج حتى الآن، باستثناء المكاسب على صعيد الكفاءة للمطورين"، وفق ما أفاد مصرف "غولدمان ساكس" في يونيو الماضي في تقرير له.
يقول المحلل المستقل روب إنديرلي: "نشهد حاليا فقاعة ينادي فيها جميع الموردين بضرورة نشر (الذكاء الاصطناعي التوليدي) في جميع الاتجاهات"، في حين أن العملاء "ليسوا مستعدين بعد".
وبحسب إنديرلي، فإن "أكثر من 80% من عمليات الطرح الأولى كانت فاشلة".
لكن كبار شركات التكنولوجيا لا تتطلع بعد إلى تحقيق الأرباح، كما توضح المحللة في "إي ماركتر" غريس هارمون.
يقول مدير معهد "سبسكرايبد إنستيتيوت" البحثي مايكل مانسارد "هل هناك تقييمات مرتفعة للغاية؟ نعم، ولكن هل هناك قيمة وراء ذلك؟ نعم".
وبحسب هذا الخبير في القطاع، فإن التحدي الذي يواجه الشركات يكمن في إيجاد نموذج اقتصادي يضمن بقاءها بعد انفجار محتمل للفقاعة.
ويوضح مانسارد "بالنسبة إلى شركة مصنعة للبرمجيات، فإن الحصول على 200 عميل بدلا من 100 لا يكلف ضعف التكلفة المرتبطة بتشغيل البنية الأساسية، ولكن بالنسبة لشركة مزودة للذكاء الاصطناعي التوليدي، هذا الأمر ممكن".
وعلى الرغم من نجاحها العالمي والاشتراكات المدفوعة للأفراد والشركات، فمن المتوقع أن تتكبد "أوبن إيه آي" خسائر بنحو خمسة مليارات دولار هذا العام، مقابل 3,7 مليارات دولار من الإيرادات، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
/العُمانية/
خميس الصلتي