واشنطن في 26 أكتوبر /العمانية/ رصدت الأداة إميت (EMIT) في مهمتها الفضائية عشرات المواقع المسؤولة عن انبعاثات فائقة من الميثان، في إنجاز يأمل العلماء أن يسهم في الحد من انبعاثات هذا الغاز الذي يؤدي بدرجة كبيرة إلى الاحترار المناخي.
وترتبط هذه "الباعثات الفائقة" بشكل عام بمواقع لإنتاج الوقود الأحفوري أو معالجة النفايات أو حتى بقطاعات الزراعة.
وقد أُطلقت مهمة إميت (EMIT) الفضائية في يوليو الماضي وتم تثبيتها على محطة الفضاء الدولية، وكانت تهدف في البداية إلى مراقبة كيفية تأثير حركة الغبار المعدني على المناخ.
وأثبتت هذه الأداة أيضًا فائدتها في مهمة حاسمة أخرى، إذ رصدت أكثر من 50 موقعًا يُصدر مستويات انبعاثات فائقة في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب غرب الولايات المتحدة، على ما ذكرت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" .
وقال رئيس وكالة ناسا بيل نيلسون إن هذه القدرة "لن تساعد العلماء في تحديد مصدر تسرب الميثان بشكل أفضل فحسب، لكنّها تساعد أيضًا في فهم كيفية معالجة ذلك وبسرعة".
وأوضح أندرو ثورب من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، في بيان أن بعض سحب الانبعاثات التي تم اكتشافها كانت "من الأكبر من نوعها على الإطلاق". وأضاف "ما وجدناه في مثل هذا الوقت القصير تخطى كل ما يمكن تخيله".
وحددت الأداة في تركمانستان 12 سحابة انبعاثات مصدرها منشآت للبنية الأساسية النفطية والغازية في شرق مدينة هزار الساحلية. ويمتد بعض هذه السحب التي تنتشر في اتجاه الغرب على مسافة 32 كيلومترًا.
وفي ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، اكتُشفت سحابة انبعاثات أخرى بطول يقرب من 3,3 كيلومتر في أحد أكبر حقول النفط في العالم.
ولوحظت سحابة لا يقل طولها عن 4,8 كيلومتر، جنوب طهران، ومصدرها مجمع لمعالجة النفايات. ويمكن للمطامر أن تشكّل مصدرًا رئيسًا للميثان الذي ينتج عن تحلل النفايات.
وتشير تقديرات العلماء إلى أن هذه المواقع الثلاثة تطلق على التوالي 50400 و18300 و8500 كيلوغرام من الميثان في الساعة.
وأشارت وكالة ناسا إلى أن إيميت (EMIT) هي "الأولى من فئة جديدة من أجهزة التصوير الطيفي الرامية إلى مراقبة الأرض"، رغم أن طرق الكشف عن تسرب الميثان عبر الأقمار الصناعية تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وتُنسب إلى الميثان المسؤولية عن حوالي 30 بالمائة من الاحترار المناخي. ورغم أنه يبقى في الغلاف الجوي لفترة أقصر بكثير من ثاني أكسيد الكربون، إلا أنّ قدرته على التسبب بالاحترار أعلى بثمانين مرة مقارنة مع ثاني أكسيد الكربون خلال عشرين عامًا؛ لذلك يشكل الحد من انبعاثات الميثان أهمية بالغة لبلوغ أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
/العمانية/
أسماء الفزارية