مسقط في 12 مايو /العُمانية/ بدأت اليوم بمسقط، اجتماعات الطاولة المستديرة الـ 13 للصين حول الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، تحت شعار: "النهوض بالاقتصادات العربية: من الانضمام الاستراتيجي إلى التكامل التجاري العالمي" التي تستضيفها سلطنة عُمان بالتعاون مع منظمة التجارة العالمية وحكومة جمهورية الصين الشعبية وتستمر 3 أيام.
وأوضح سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة أن الاستضافة تعكس اهتمام سلطنة عُمان في دعم الحوار البنّاء وتعزيز التعاون في إطار النظام التجاري المتعدد الأطراف، كما أن تنظيم جلسات الطاولة المستديرة جاء نتيجةً للتعاون المثمر مع منظمة التجارة العالمية وجمهورية الصين الشعبية، مما يتيح المجال لمناقشة قضايا الانضمام إلى المنظمة وتبادل التجارب والخبرات بين الدول الأعضاء.
وأكد سعادته أن سلطنة عُمان تواصل دورها المسؤول في دعم الدول النامية في مساعيها للانضمام إلى المنظمة، حيث أسهمت بفعالية في دعم انضمام كل من جمهورية سيشل وجزر القمر لمنظمة التجارة العالمية، وذلك من خلال تقديم الدعم الفني والمالي وقيادة مجموعات العمل المعنية، الأمر الذي يعكس التزام سلطنة عُمان بمبادئ التعاون الدولي والتنمية المشتركة.
وبيّن سعادته أن سلطنة عُمان تتطلع إلى أن تسهم أعمال جلسات الطاولة المستديرة في فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري، وتعزيز مسيرة الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية بما يخدم مصالح الدول الأعضاء والدول الطامحة للانضمام، ويدعم نظامًا تجاريًّا عالميًّا أكثر عدالة وشمولًا.
من جانبه أكد سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية على أن عقد هذه الاجتماعات للمرة الثانية في دولة عربية، بعد انعقاد الدورة الـ 12 في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2024م، يعكس الدور المتنامي للمنطقة العربية في دعم التعاون التجاري متعدد الأطراف، وتعزيز جهود الانضمام.
وأضاف سعادته أن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية يمثل محطة استراتيجية للدول الساعية إلى الاندماج في الاقتصاد العالمي، حيث يفتح آفاقًا واسعة للنمو والاستثمار ويعزز القدرة التنافسية، معربًا عن أمله أن تشكّل هذه الاجتماعات منصة فاعلة لتعزيز الحوار البنّاء وتبادل الرؤى والتجارب بين الدول الساعية للانضمام إلى المنظمة.
من جانبه، أوضح سعادة السفير شيانغتشن جانع، نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية أن تجربة سلطنة عُمان في انضمامها لمنظمة التجارة العالمية منذ عام 2000 أسهمت في جهود التنويع الاقتصادي والإصلاحات الاقتصادية المنفتحة على العالم.
وأشار سعادته في كلمة مسجلة إلى أن حصة دول المنطقة من التجارة العالمية للسلع (باستثناء النفط) أقل من 2 بالمائة، بينما بلغت التجارة البينية العربية أقل من 10 بالمائة في عام 2022، مما تشير إلى وجود إمكانات يمكن استغلالها عبر الانضمام إلى المنظمة والذي سيسهم في ترسيخ الإصلاحات الاقتصادية المحلية وجذب الاستثمارات وتعزيز التكامل الإقليمي.
من جهته، أوضح سعادة يان دونغ، نائب وزير التجارة بجمهورية الصين الشعبية أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، قدّم النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد، والذي تُعد منظمة التجارة العالمية محوره، إسهامات كبيرة في تسهيل التجارة والاستثمار العالميين.
ويتضمن برنامج الطاولة المستديرة خمس جلسات رئيسة، تستعرض عدة مواضيع أبرزها الرؤى الاقتصادية لدول مجلس التعاون الخليجي ودور التجارة في تحقيق استراتيجيات التنويع والتكامل الاقتصادي العالمي، والدبلوماسية الاقتصادية العُمانية ودورها في الازدهار الإقليمي، ومنح القطاع الخاص -ولأول مرة- منصة مخصصة تمكّن الأعمال من المساهمة في زيادة النمو وتنفيذ الرؤى.
وسيتم خلال اجتماعات الطاولة المستديرة، الإعلان عن إطلاق دراسة عربية مشتركة حول أفضل الممارسات في الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، والتي تتناول تجارب الدول العربية المنضمة حديثاً وتلك التي في طور الانضمام.
ومن المؤمل أن تسهم هذه الاجتماعات في تعميق التعاون العربي والدولي ضمن إطار منظمة التجارة العالمية، إلى جانب تعزيز مكانة سلطنة عُمان كوجهة رئيسة للحوار الاقتصادي والدبلوماسية التجارية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
يذكر أن اجتماعات الطاولة المستديرة تُعد منصة سنوية رفيعة المستوى تجمع ممثلي حكومات الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية والدول في طور الانضمام؛ بهدف مناقشة سبل اندماج الأعضاء الجدد في النظام التجاري متعدد الأطراف القائم على القواعد، ومنذ انطلاقها لأول مرة في بكين عام 2012، وعُقدت 12 طاولة مستديرة في مواقع مختلفة حول العالم، بما في ذلك على هامش المؤتمرات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية، كما أن أول اجتماع يُعقد في المنطقة العربية كان في أبو ظبي عام 2024 خلال المؤتمر الوزاري الـ 13.
حضر افتتاح اجتماعات الطاولة المستديرة معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وعدد من أصحاب السعادة سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعدد من المسؤولين بالدول الأعضاء.
/العُمانية/
يونس الخاطري /أنس البلوشي