مسقط في 27 فبراير /العُمانية/ استضاف المتحف الوطني اليوم أعمال "الندوة الوطنية لتوثيق الموروث الفلكي العُماني" التي تنظمها الجمعية العُمانية للفلك والفضاء، تحت رعاية معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، بحضور نخبة من الباحثين والمهتمين بالموروث الفلكي.
هدفت الندوة إلى جمع المهتمين بالموروث الفلكي العُماني من مختلف التخصصات العلمية، وتوفير منصة لتبادل المعارف والخبرات حول كيفية حفظ وتوثيق هذا الموروث الفلكي الذي يمثل جزءًا أساسيًّا من التراث العُماني العريق، إضافة إلى زيادة الوعي بأهمية هذا الموروث في حياة العُمانيين، وتعريف الأجيال القادمة بجوانبه العميقة والمتنوعة، والتي تشمل التطبيقات الفلكية في الزراعة، والصيد، والملاحة، والطقس.
وقال الدكتور إسحاق بن يحيى الشعيلي رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء في كلمته إن هذه الندوة الوطنية تسلط الضوء على الموروث الفلكي العُماني أحد الجوانب المهمة من التاريخ العُماني العريق الذي يعكس عمق معرفة الأجداد بعلم الفلك، ودوره في تنظيم حياتهم اليومية، سواء في الملاحة أو الزراعة وتقسيم مياه الأفلاج وغيرها.
وأضاف الشعيلي أن الحفاظ على هذا الإرث العلمي والثقافي ليس مجرد توثيق للماضي، بل هو خطوة أساسية نحو تعزيز الهوية الوطنية، والاستفادة من معارف الأجداد في تطوير الدراسات الفلكية الحديثة، تماشيًا مع تطلعات "رؤية عُمان 2040" التي تؤكد على أهمية الهوية والتراث والثقافة كعناصر رئيسة في بناء المستقبل، وتعزيز البحث العلمي والابتكار ليكون ركيزة أساسية لتنمية المجتمع.
وأعلن رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء عن إطلاق المبادرة الوطنية لتوثيق الموروث الفلكي العُماني التي تهدف إلى جمع وتوثيق المعارف الفلكية التقليدية، وإبراز إسهامات العُمانيين في هذا المجال.
وأشار إلى أن هذه المبادرة ليست فقط للحفاظ على التراث، بل هي أيضًا فرصة لربط الماضي بالحاضر والمستقبل وتدارك ما يمكن تداركه من موروث تبدو مصادره شحيحة مع وصول رواته والعارفين به من الكبر.
تضمنت الندوة ثلاث جلسات علمية، تناولت مواضيع فلكية متنوعة ترتبط بالموروث الفلكي العُماني، وركزت على أهمية الحفاظ على هذا التراث الفلكي في إطار "رؤية عُمان 2040" التي تضع من أولوياتها "المحافظة على التراث وتوثيقه ونشره عالميًا"، مما يعزز من مكانة سلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمي والدولي، إضافة إلى تسليط الضوء على الجهود البحثية التي قام بها العلماء العُمانيون في هذا المجال وتوثيقها، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجه بعض جوانب هذا الموروث من الاندثار.
وشارك في الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور خالد بن محمد الرحبي كلًّا من الدكتور عبدالله بن سيف الغافري أستاذ كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى بورقة عمل عنوانها "توزيع مياه الأفلاج بواسطة النجوم" والشيخ حمود بن حمد الغيلاني باحث في الموروث العُماني بورقة عمل بعنوان "البروج والمنازل والنجوم عند النواخذة العمانيين".
وتناول الدكتور عبدالله بن سيف الغافري أستاذ كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى في الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور ناصر بن سيف السعدي توزيع مياه الأفلاج بواسطة اللمد "الساعة الشمسية"، وقدم الدكتور إسحاق بن يحي الشعيلي رئيس مجلس إدارة الجمعية العُمانية للفلك والفضاء ورقة عمل بعنوان "النجوم ومواسم الصيد وضربات البحر عند العمانيين" .
كما قدم علي بن سيف هبيس من وزارة التربية والتعليم ورقة عمل بعنوان "الموروث الفلكي الزراعي: دراسة أنثروبولوجية للموروث الفلكي للجماعات الناطقة بلغة الهوبيوت في محافظة ظفار قرية صرفيت"، فيما تناول الدكتور حبيب بن مرهون الهادي من وزارة التربية والتعليم وحارث بن حمد السيفي من الكلية الدولية للهندسة والإدارة عبر ورقة عملهما المشتركة علم الفلك وعلاقته بالطقس والمناخ في سلطنة عُمان.
من جانبها قدمت الدكتورة خلود بنت حمدان بن سعيد الخاطرية أكاديمية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقة فرع محافظة مسندم في الجلسة الثالثة التي أدارتها حواء بنت محمد البلوشية ورقة عمل بعنوان " الوعي الفلكي عند العُمانيين: كتاب الشيخ عُمر بن مسعود المنذري، ورسالة الحجري أنموذجًا" فيما قدم الباحث حمد بن عبدالله السكيتي ورقة عمل بعنوان "السنة النجمية وحسبة الدور" فيما تناولت صبحا بنت سليمان الهيملية من وزارة التربية والتعليم في ورقة عملها علم الفلك والتكتيك العسكري عند العُمانيين.
وخرجت الندوة في ختام أعمالها بمجموعة من التوصيات منها التأكيد على أهمية المبادرة الوطنية لتوثيق الموروث الفلكي العماني، ونشر البحوث المتعلقة به على أوسع نطاق، بالإضافة إلى تضمين الموروث الفلكي العُماني في المناهج الدراسية لتعزيز الوعي الفلكي لدى الأجيال القادمة.
الجدير بالذكر أن الجمعية العُمانية للفلك والفضاء تهتم بعلوم الفلك والفضاء وجمع المهتمين بهذه العلوم في سلطنة عُمان بغرض تبادل المعارف وتنميتها، ورصد ومتابعة الأحداث الفلكية ذات الأهمية وتعريف الجمهور بها، إلى جانب تشجيع الاهتمام بعلوم الفلك والفضاء في المؤسسات التعليمية وتأصيل علوم الفلك والفضاء في المجتمع.
/العُمانية/
عُمر الخروصي