الرباط، في 24 فبراير/ العُمانية /تتحدث قصائد ديوان "الملائكة لا تحيا طويلًا" للشاعرة المغربية الراحلة هند البكاي لهبيل عن الحب والحرب، وتدعو إلى التفاؤل رغم الألم الذي عاشته الشاعرة على إثر مرض عضال أصيبت به وتسبب بوفاتها عام 2015.
وصدّرت الباحثة والإعلامية هدى البكاي لهبيل، شقيقة الشاعرة الراحلة، هذا الديوان بقولها: "لم أكن أدرك أن الكتابة تصير مستعصية إلى هذا الحد عندما يتعلَّق الأمر بمن نحبُّهم وباغتنا الموت وسرقهم سريعًا".
وتضيف: "كتبت كثيرًا -بحكم اشتغالي كإعلامية بالإذاعة الوطنية- عن شخصيّات من مجالات متنوعة غادرتنا إلى دار البقاء وتمكَّنتُ من إنجاز بورتريهات إذاعية عديدة عن مسار تلك الشخصيات، لكنني كنتُ كلما رفعت القلم لأكتب عنها تتراءى لي قسمات وجهها البسَّام كإشراقة صبح بهيّ وجميل، فأتوقَّف عن الكتابة".
وتتابع هدى لهبيل التي جمعت القصائد وأعدّتها للنشر: "هذا الفعل لم تفارقه هند لحظة واحدة إلى حين رحيلها في مارس 2015، بل ظلَّ يلازمها ويسكنها حتى وهي تتلقى العلاج في مستشفى سان لويس بباريس. واصلت حربها ضد السرطان بمواصلتها كتابة الشعر الذي أدمنته منذ طفولتها، فكتبت للوطن وللإنسان والعدالة، ومن أجل الحب على هذه الأرض".
تقول الشاعرة في قصيدة بعنوان "طفل الحجارة":
"قل لهم:
سأعود إلى حيفا
إلى يافا
إلى التل
فبلادي
من النهر إلى البحر
إمَّا أن أكسر عنها القيد
أو أذهب إلى القبر
يا طفل الحجارة
يا أمل الضائعين
يا أمل المُبعثَرين".
ومن قصيدتها "وصية لسكان العراء" التي ترثي فيها لحال أولئك المشردين الذين فقدوا بيوتهم ولم يعد لهم من مأوى يريحون فيه أجسادهم، تقول:
"يا إخوتي يا سكان العراء
نحن اخترعنا الأبجدية
ليغتالها القادمون من الشمال
فلا السين سين سلام
ولا راء الشرق راء
يا سكَّان العراء
هذي وصيَّتي الأخيرة
يا قاتلي أمهلني من
الوقت القليل
كي أتذكَّر وجه أمي
وملامح المدينة
صوتها
صمتها
أحلام الأزقَّة
أحزان الدروب
ضجَّة أطفال يطارِدون
طائرة ورقية
طائرة وهمية".
وتختتم الشاعرة ديوانها بقصيدة أشبه بالكوميديا السوداء، في حالة من السخرية والخذلان في آن، إذ باغتها بطل القصيدة برحيل مباغت بعد أن منحها الأمان، تقول في قصيدة "قال لها":
"قال لها.. أنت ستّ النساء
أنت كُلُّ النساء
تحملين الشمس في عينيك..
وزهر الياسمين..
أنت ما تبقَّى من عمري
أنت الحاضر..
أنت الماضي.. وكل الذي سيأتي..
أنت أملٌ أمسك به.. وسط التائهين
أنت.. آه منك أنت..
أنت.. آه.. يا أنت..".
/العُمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري