الأخبار

فن التذهيب في تركيا: إرث عثماني يتجدد عبر الزمن
فن التذهيب في تركيا: إرث عثماني يتجدد عبر الزمن

إسطنبول في 24 فبراير /العمانية/ يُعد فن التذهيب من أبرز الفنون التقليدية في تركيا، حيث يُستخدم لتزيين المخطوطات خاصة المصاحف والكتب الأدبية والتاريخية بالإضافة إلى الوثائق الرسمية مثل عقود الزواج والمعاهدات.

ويتميز هذا الفن باستخدام أنماط زخرفية معقدة وألوان ذهبية تضفي جمالًا ورونقًا على الصفحات.

وتعود جذور فن التذهيب في تركيا إلى العهد العثماني، حيث شهد هذا الفن ازدهارًا كبيرًا بفضل رعاية السلاطين واهتمامهم بالفنون الإسلامية، وقد استُقدِم فنانون مهرة من مناطق مختلفة، مثل: بغداد وتركمانستان، للمساهمة في تطوير هذا الفن داخل البلاط العثماني.

وقد أُدرِج فن التذهيب في عام 2023 ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، مما يعكس أهميته التاريخية والثقافية.

وأوضحت المختصة في فن التذهيب "بديعة أيدن" في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية أن هذا الفن يعد من الفنون النادرة التي تهتم بإضافة اللمسة الجمالية على الأعمال الفنية من لوحات الخط أو الرسوم.

وأضافت: "هذا الفن بدأ في الدولة السلجوقية، ثم تطور بعد ذلك وتوسعت استخداماته في العصر العثماني، حيث استخدم في رسم المصحف الشريف؛ تعظيمًا للقرآن الكريم، وكانت الطفرة الحقيقية لفن التذهيب في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، والذي أصبح فيه اهتمام واسع بالتذهيب ولقي رواجا كبيرا، خاصة أنه تم تخصيص أموال طائلة لهذا الفن".

وفي العصر الحديث، يواصل الفنانون الأتراك الحفاظ على هذا التراث ونقله إلى الأجيال القادمة خاصة أن هذا الفن كان قريبا من الاندثار خلال فترة الجمهورية نتيجة التأثر بالفنون الأوروبية إلا أن جهود بعض الشخصيات أعادت له رونقه ومكانته.

وبدأ فن التذهيب في العودة من جديد خلال السنوات الماضية، خاصة مع التغيرات الكبيرة التي يشهدها المجتمع التركي ومظاهر العودة والحنين إلى الثقافة الإسلامية والحضارة الراقية.

/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..