الأخبار

التطريز الإيراني: قصة إبداع تتوارثها الأجيال
التطريز الإيراني: قصة إبداع تتوارثها الأجيال

طهران في 17 فبراير /العُمانية/ فنُّ التطريز في إيران يعد من أقدم وأغنى الحرف اليدوية التي تعكس التراث الثقافي والفني لهذا البلد، حيث يرتبط هذا الفن بالأزياء الفاخرة والملابس التقليدية وتتنوع أنماطه وأشكاله.

يعود تاريخ التطريز الإيراني إلى آلاف السنين، ويشمل تقنيات عديدة ومتنوعة، كما يعكس التطريز الإيراني تاريخًا طويلًا من الإبداع والجمال، إلى جانب المكانة الخاصة له في الحياة اليومية للشعب الإيراني.

ويعتمد فن التطريز في إيران على تفاصيل دقيقة ومعقدة وقد أضافت كل منطقة في إيران طابعًا خاصًا لتطوير هذا الفن.

وفي حوار مع وكالة الأنباء العُمانية قالت الفنانة الإيرانية المتخصصة في فن التطريز فائزة شيرازي: إن فن التطريز في إيران يمكن تصنيفه إلى عدة أنماط رئيسة وكل نمط يمثّل جزءًا من التراث الثقافي للمناطق المختلفة في البلاد.

وأضافت أن التطريز يعد جزءًا أساسيًّا من الاحتفالات التقليدية حيث يتم تزيين الملابس الخاصة بالمناسبات الخاصة بالزخارف الجميلة وكذلك يُستخدم هذا الفن في تزيين الخيام والمفروشات والستائر والوسائد؛ مما يضفي عليها طابعًا فنيًّا يعكس الذوق التقليدي.

وأوضحت شيرازي أن من أشهر أنماط التطريز في إيران والذي يشمل استخدام الخيوط الذهبية أو الفضية لتزيين الأقمشة هو نمط "زري" الذي يتميز باستخدام المواد الثمينة والزخارف الفاخرة ويُستخدم هذا النمط في تزيين الألبسة الرسمية، كما يعود أصل هذا النمط إلى الحقب الزمنية القديمة عندما كانت الخيوط الذهبية تستخدم في تصاميم الملابس الملكية.

وأوضحت الفنانة الإيرانية أن من أبرز أنماط التطريز أيضًا هو نمط "ترمة" الذي يشمل تطريز الأقمشة الفاخرة باستخدام خيوط ملونة وبظلال متنوعة حيث يمكن العثور على هذا النمط من فن التطريز في العديد من الأزياء التقليدية مثل الأوشحة والستائر.

وبيّنت فائزة شيرازي أن النمط الآخر المستخدم في فن التطريز هو نمط "سوماك" الذي يتميز بفنون التلاعب بالخيوط لتكوين أنماط هندسية وزخرفية على الأقمشة وقد تم استخدام هذا النوع من التطريز في العديد من الملابس والاكسسوارات الإيرانية التقليدية.

وأشارت الفنانة الإيرانية إلى أنه بالإضافة إلى أنواع الأقمشة يُستخدم الجلد أيضًا كقاعدة للتطريز وتضاف عليه نقوش جميلة باستخدام الخيوط الملونة أو المعدنية.

وعبّرت شيرازي عن اعتقادها بأنه مع تطوّر التكنولوجيا والآلات الصناعية أصبح فن التطريز في بعض الأحيان عرضة للتحديات من حيث الحفاظ على تقاليده لكن يسعى العديد من الحرفيين الإيرانيين إلى الحفاظ على هذا الفن الأصيل من خلال تحديث تقنيات العمل اليدوي واستخدام الخيوط الحديثة والمواد المتنوعة ولا يزال التطريز اليدوي الإيراني يحتفظ بجماله وخصائصه الفنية الفريدة.

وختمت فائزة شيرازي قائلة: "تعد النساء الإيرانيات من أبرز فناني فن التطريز في إيران حيث يعد هذا الفن جزءًا من التعليم التقليدي في بعض المناطق الريفية، كما يعد هذا العمل اليدوي رمزًا للهوية النسائية ويعكس الصبر والدقة التي تتميز بها النساء في أعمالهن".

/العمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..