الأخبار

النادي الثقافي يناقش تجليات الفكر السياسي
النادي الثقافي يناقش تجليات الفكر السياسي

مسقط في 15 يناير /العُمانية/ نظم النادي الثقافي اليوم أمسية فكرية بعنوان "تجليات الفكر السياسي في مؤلفات سالم بن ذكوان وأبو القاسم ابن إبراهيم البرادي، وأبو ساكن عامر بن علي الشماخى" قدمها الدكتور زهير تغلات من تونس.

الأمسية التي أدارها الباحث سيف بن عدي المسكري كشف من خلالها الباحث تغلات عن مراحل التعزيز والاهتمام بالفكر السّياسيّ لسالم بن ذكوان والبرادي والشّماخي، وهذا أمر يدركه الباحثون لهذه المسائل - بحسب تعبير الباحث ـ وعلاقتها بالفكر السياسي الحديث، والمتغيرات السياسية في المنطقة.

ووضّح أنّ كلّ من يريد إعادة كتابة التّاريخ الإسلامي المبكّر في القرن الأوّل الهجريّ لا بدّ من أن يعود إلى نصوصهم في إطار اهتمام الدّراسات التّاريخيّة، مشيرا إلى أن همّ الاستشراق الجديد البحث عن مصداقيّة الشّواهد الوثائقيّة، لإعادة قراءة التّاريخ الإسلاميّ قراءة إشكاليّة.

وأشار إلى أنّ رصيد التّراث الإباضيّ غزيرٌ - على غير ما قد يُظنّ به من الافتقار والضّمور - إن تمّ الالتفات إليه بالقدر المطلوب، وقد أسهم في تنوّع الفكر الإسلاميّ وثرائه.

وذهب في سياق الحديث ليعرف بالكلام السّياسيّ والمتمثل في الشّعارات والمقالات والأفكار والنّصوص التي أنتجتها الجماعات السّياسيّة، موضحًا أنّ الكلام السّياسيّ الأوّل كما وردت عيّنات واضحة منه في رسالة سالم بن ذكوان نشأ على اشتغال حادٍّ بالقضايا السّياسيّة والاجتماعيّة التي عرفها المجتمع الإسلاميّ في القرن الهجريّ الأوّل/ القرن السّابع الميلاديّ، وأنّ هذه القضايا عبارة عن أسئلة سياسيّة ومشاغل اجتماعيّة حيّة ذات تأثير حاسم في مجريات الحياة الاجتماعيّة تستقطبها جميعا نقطة واحدة تتمثّل في إشكاليّة السّلطة والحكم وتنظيم المجتمع.

وأكّد الباحث تغلات أنه لا بد من ترسيخ مفهوم المواطنة في مسار ديمقراطيّ يحقّق الحرّية والعدالة؛ ما من شأنه أن يسهم في تجاوز مفاهيم محمّلة بمعاني البغض والإقصاء والمفاضلة وتضييق الانتماء، نحو أفق أرحب يكفل المساواة لكافة أفراد المجتمع، ويسهم في تغلغل الرّوح الدّيمقراطيّة، مبينًا أنّ هذا الأفق يقتضي إيجاد فضاء عام ذي وظيفة استيعابية يكون منبرًا للحوار والاقتراحات البنّاءة والتّوافق يستجيب لمبدأ التعدّد ويعقد نقاشًا بين أفراد المجتمع حول مواضيع تكتسي طابع المصلحة العامّة، فيفضي إلى الاعتراف والتّقريب والتّعايش وفق قيم المواطنة.

الجدير بالذكر أن سالم بن ذكوان الهلالي هو أحد علماء عُمان، عاصر الإمام جابر بن زيد، وله رسالة مطوّلة بيّن فيها معالم المذهب الإباضي. أمّا أبو القاسم ابن إبراهيم البرادي الدمَّري فهو عالم من تونس وُلِد بجبل دمَّر في الجنوب التونسيِّ، المعروف حاليًّا بجبل الحواية. درس في مسقط رأسه، ثمَّ انتقل إلى جزيرة جربة حيث تلقَّى العلم عن شيوخها. والشيخ أبو ساكن عامر الشماخي هو عالم ليبي وقد وصف بالحلم والوقار، ومن مؤلفاته "واسطة العقد ومنتهى القصد".

/ العُمانية/

خميس الصلتي