الأخبار

3 إصدارات علمية تسعى إلى تبسيط الأفكار والسياقات العلمية
3 إصدارات علمية تسعى إلى تبسيط الأفكار والسياقات العلمية

مسقط في 6 يناير /العُمانية/ إن تبسيط العلوم الإنسانية ومناهجها، غاية كل مؤلف يسعى لأن يصل نتاجه الفكري للقارئ بصور أكثر واقعية في ظل وجود العديد من الإصدارات في المكتبة العربية التي لا تتوافق مع ما يطمح إليه القارئ والباحث عن المعرفة والحقائق العلمية بشتى فروعها، ولأجل هذا يقوم عدد من الباحثين في المجال العلمي للعمل على تبسيط نتاجهم في سياق إصدارات متعددة، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما قام به أ.د حيدر بن أحمد اللواتي في إصداراته الثلاثة وهي "عجائب العلوم"، و"زوايا غير مألوفة" و"الكون والحياة".

إن المتابع للإصدارات الثقافية في الوطن العربي يلحظ وبصورة جلية ندرة الإصدارات العلمية، إذ تكاد تخلو منها الساحة الثقافية، مع إيمان الجميع بأهمية هذه الثقافة ودورها في تطور المجتمعات وأنها تقوم بدور محوري في البناء الحضاري في هذا العصر.

وسعى المؤلف "اللواتي" إلى نشر ثقافة تبسيط الأفكار والسياقات العلمية التي تأتي ضمن وظائف الأكاديمي بحيث لا تقتصر على نشر المعرفة العلمية داخل المؤسسة التي يعمل بها بل السعي في نشرها في المجتمع الذي يعيش فيه، وما يتوفر من وسائط معرفية رقمية بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب المؤلف أ.د حيدر اللواتي فإنه يشير إلى أنه لاحظ إقبالا على الموضوعات العلمية، إلا أن هناك تحديات وصعوبات تواجه الراغب في التزود من المعرفة العلمية، وتكمن الصعوبات في أن المادة العلمية عادة ما تكون جافة، خاصة وأن العلوم الطبيعية ترتبط في مخيلة الكثيرين بالمناهج الأكاديمية التي عادة ما تسعى إلى طرح المفاهيم العلمية المجردة، كما أن المادة العلمية عادة ما تكون صعبة الفهم والاستيعاب، أضف إلى ذلك عدم وضوح المنهج العلمي الصحيح في تناول المادة العلمية، فالقارئ يجد صعوبة بالغة مثلا في التفريق بين العلوم الحقيقية والزائفة التي لا تقوم على مناهج علمية واقعية، كما أن الكثيرين لا يفرّقون بين النتائج العلمية المنبثقة من التجارب العلمية وبين الآراء التي قد يتبنّاها عالم الطبيعة والتي قد لا تكون لها صلة بالبحث العلمي والمنهج العلمي.

من بين الإصدارات التي سعى المؤلف اللواتي إلى تبسيط العلوم فيها كتاب "عجائب العلوم"، وعنه يقول: حاولنا في هذا الكتاب تبسيط المادة العلمية، وجعلها جاذبة للقارئ الكريم وذلك بإثارة ذهن القارئ من خلال الأسئلة التي رافقت البشرية ربما منذ وجودها، فلقد غاص الإنسان في أعماق المادة وهو يحاول أن يكشف سرها وحقق إنجازات كبيرة يحق لنا أن نفخر بها ولكنه في الوقت نفسه أثارت هذه الإنجازات أسئلة كبيرة وأكثر تعقيدًا من سابقتها، كما يتطرّق الكتاب إلى حيثيات تتعلق بغزو الفضاء وبداية تجوّل المركبات الفضائية في الكون بصور مبسّطة مرورًا بالبحث في بدء الخليقة وما دفع الإنسان من فضول للتعرف على سر الحياة، فما الفرق بين كائن حي والمادة التي لا حياة فيها، وبداية البحث عن إجابة لهذا السؤال.

وحاول المؤلف في كتاب "زوايا غير مألوفة" إلى تبسيط العديد من الرؤى العلمية والأفكار الواقعية حيث المحاولة في إعادة النظر إلى الأشياء من زوايا علمية مختلفة لم يعتد المتلقي عليها، مع إضافة بعد معرفي وسلوكي وتغيير كبير للنظر بمنظورنا لمجريات بعض الأمور في الحياة.

ويشير اللواتي إلى أن هذا الكتاب يوضح للقارئ روعة النظر إلى الأمور من زوايا غير معتادة، فعلى سبيل المثال لا الحصر يتعرض إلى "النار" من حيث طبيعتها وتاريخها وكيف يتحدث العلم عن دورها المفصلي. كما يتطرق الكتاب إلى الماء وكيف يمكنه أن يوجَد في حالة غريبة فلا يكون سائلاً ولا صلباً ولا غازاً!، وكيف يمكن له أن يتبخر في درجات حرارة منخفضة تصل إلى حوالي ٧٠ درجة مئوية.

وفي شأن العمل على إيصال العلوم بطرق مبسّطة للقارئ عمل المؤلف على الإصدار الثالث بعنوان "الكون والحياة"، ويتناول هذا الكتاب موضوع نشأة الكون وتطوره بمنهج إسلامي يتوافق مع ثقافة المجتمعات الإسلامية، ولكنه في الوقت نفسه يطرح الموضوع والمعلومات المتوفرة بدقة عالية.

ومن خلال رؤية الكتاب، يشير المؤلف إلى أن المنهج الإسلامي لدراسة علوم الطبيعة لا يختلف عن المنهج المادي في أدوات ومنهاج البحث المستخدمة في علوم الطبيعة، مع الإيمان بأن التجربة والملاحظة هما أساسا علوم الطبيعة والمنهج الصحيح للكشف عن أسرار الطبيعة، إنما يختلف المنهج الإسلامي عن المنهج المادي في بعض الأهداف من دراسة هذه العلوم والغوص بها.

/العُمانية/ النشرة الثقافية

خميس الصلتي