مسقط في 12 نوفمبر /العُمانية/ تحمل الشاعرة العُمانية الدكتورة هاشمية الموسوية قُرّاء مجموعتها الأخيرة "أبجديات عشق" إلى عالمها الخاص الذي ينبني على ملمحين رئيسين: ملمح وطني يجسّده انتماؤها الوطني، وملمح وجداني يطوف بما يطرأ على الذات الشاعرة من مشاعر وخلجات.
وجاءت المشاعر الوطنية عند الموسوي في كتابها الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن، فياضة بمشاعر الانتماء، فاحتلّ الوطن صدارة المشهد منذ اللحظة الأولى، وتفنّنت الشاعرة في نقل مشاعرها تجاهه تاريخًا وأرضًا وقيادة وشعبًا، غير أنّ هذه المشاعر تكشّفت عن جانب آخر عميق وثيق الصلة بالبعد القوميّ؛ إذ حضرت دول شقيقة، مثل الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة، فخاطبتها الشاعرة بمحبة أكدت هذا الجانب المهم في تكوينها الوجداني. وتجلّى هذا الانتماء كذلك بحضور القدس وفلسطين في المجموعة حضورًا وسّع الأفق الوطني الذي تنطلق منه الشاعرة.
وتقول الدكتورة هاشمية الموسوية في إحدى القصائد بمجموعتها التي تنوعت فيها الرؤى بلغة شفافة رشيقة تصل إلى غايتها بمنتهى اليسر:
"المجد يُشرقُ في ربا أوطاني
وعليه تيجانٌ من العرفانِ
هي (رؤيةٌ) حَطَّتْ ركابَ رحالِها
لتضوعَ مسكًا فاح بالرَّيحانِ
بوَّابةٌ فيها المزايا جَمَّةٌ
هبةُ السماءِ وروعةُ البنيانِ
فيها الشبابُ عمادُ كلِّ حضارةٍ
عَبقُ المساءِ وهمّةُ الشجعانِ
أرسى دعائمَ نهضةٍ جبّارةٍ
سلطانُنا نبعُ الوفاءِ الحاني".
أما الجانب الوجداني فتعدّدت قضاياه، ما بين الحنين إلى الطفولة والشوق للأحبة الراحلين وخطاب الذات خطابًا مفعمًا بالقوة وبالرغبة في بلوغ المثال.
وكانت الدكتورة هاشمية الموسوية قد وقّعت المجموعة أخيرًا بمقرّ الجمعية العُمانية للأدباء والكتّاب، وقدّم الشاعر عبدالرزاق الربيعي مداخلة خلال الفعالية قال فيها إن الموسوية أبقت الشعرَ هَمًّا مركزيًا في حياتها، وظلت مخلصة لقصيدتها.
وأضاف الربيعي: "غلبَ نظام الشطرين على نصوص المجموعة التي بدأتها الموسوي بأبجديات عشق الوطن وقيادته، وهذا المنحى يشغل جلّ نتاجها الشعري منذ بداياتها، وربما ساعد على توجهها هذا عملُها في التعليم وانخراطها في الأنشطة الطلابية؛ فجعلها تجتهد في وضع الكثير من النصوص ذات المنحى الوطني التي تُغنّى في الاحتفالات والمناسبات الوطنية.
يُذكر أن هاشمية الموسوية حصلت على شهادة الدكتوراة في "التربية الاجتماعية في ضوء القرآن الكريم" من الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية في لندن، ونالت جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم عام 1987، صدر لها في الشعر" "إليك أنت" (1993)، "وللروح هوية" (2000)، "ثورة الزمرد" (2002)، "أوراق منهزمة" (2009)، "عطر المشاعر" (2021)، وصدرت عنها دراسة بعنوان: "عُمان وقضايا الإنسان في أدب هاشمية الموسوي" عام 2020.
/العُمانية/
عُمر الخروصي