الأخبار

حوار مع رئيس المجمع الجزائري للُّغة العربيّة
 حوار مع رئيس المجمع الجزائري للُّغة العربيّة

الجزائر في 23 سبتمبر /العُمانية/ بعد إكماله 38 سنة على تأسيسه، يواصلُ المجمع الجزائري للُّغة العربيّة، مسيرته في خدمة لغة الضّاد، في ظلّ التحدّيات التي صارت تفرضُها المستجدّات التكنولوجيّة والتقنيّة على مختلف اللُّغات الحيّة، وأجبرتها على مواكبتها والتكيُّف معها، حتّى لا تتّسع الهوّة بينها وبين مسيرة العلم والتكنولوجيا التي تتسارع يومًا بعد يوم.

وأمام هذه التحدّيات الكبيرة، وجد رئيس المجمع الجزائري للُّغة العربيّة د. الشريف مريبعي، منذ تنصيبه في العام الماضي على رأس هذه الهيئة العلميّة والبحثيّة، نفسه مضطرةً لرفع الكثير من الرّهانات لتحقيق جملة من الأهداف التي سطّرها أمام المجمع للنهوض باللُّغة العربيّة في الجزائر.

وغداة تنصيبه، أكّد د. الشريف مريبعي، التزامه بالعمل على تحقيق هذه الأهداف بأسلوب عقلاني وعلمي ووفق خطط مرحليّة، وأشار يومئذ إلى ضرورة التواصل مع المؤسّسات التي تخدم اللُّغة العربيّة، داخل الوطن وخارجه؛ للتنسيق والتعاون.

وفي لقاء مع "وكالة الأنباء العُمانية"، أكّد د. الشريف مريبعي، أنّ المجمع الجزائري للُّغة العربيّة يضمُّ في عضويته 30 عضوًا من خيرة أساتذة الجامعات الجزائرية، وباحثين مشهود لهم بالكفاءة، وهم يتوزّعون على 5 لجان، تقوم كلُّ واحدة من هذه اللّجان الخمسة بتسطير برنامج عمل سنويّ، وتُشرفُ على تنفيذه وتجسيده.

ويؤكّد، د. الشريف مريبعي، بالقول: "من أهمّ هذه اللّجان لجنة النهوض باللُّغة العربيّة نحو مجتمع المعرفة؛ وتهتمُّ بالعمل على مواكبة اللُّغة العربيّة للوسائل التكنولوجيّة، والمحتوى الرقمي على الأنترنت".

وفي هذا السياق، أشار رئيس المجمع الجزائري للُّغة العربيّة إلى أنّ المحتوى الرقمي للُّغة العربيّة على الأنترنت، لا يتجاوز نسبة 2 بالمائة من إجمالي المحتوى الرقمي العام، وهذا ما يُبيّنُ الهوّة الشاسعة بين العربيّة وغيرها من اللُّغات التي تستحوذ على الحصّة الأسدّ في العالم الافتراضي.

ويوضح د. الشريف مريبعي، أنّ من أكثر المشاريع التي تحظى بالأهميّة القصوى لدى المجمع الجزائري للُّغة العربيّة، مشروع "معجم الجزائر للُّغة العربيّة المعاصرة"، إذ يقول: "هو عملٌ ضخمٌ يضمُّ كلّ ما هو مستعمل من مصطلحات اللُّغة حديثًا، ويتكوّن أساسًا من المصطلحات العلميّة والتقنيّة الحديثة، على أن يكون مطعّمًا بأسماء الأعلام والتعريف بها، مع التركيز على الأعلام الجزائريين، وهو عملٌ موسوعيٌّ، نتوقّعُ أن ينتهي العمل عليه سنة 2032".

من جهة أخرى، يؤكّد د. الشريف مريبعي، بالقول: "نعتمد لإنجاز هذا المشروع الضّخم على الوسائل التكنولوجية، ولدينا أداة تُسمّى "المعجميّ"؛ وهي أداةٌ نعتمد عليها في استخراج جذور الكلمات من النصوص المحفوظة في ذاكرة الحاسوب، كما تقوم هذه الأداة باستخراج مختلف السياقات التي وردت فيها هذه الكلمة أو تلك. ونعتمد في برمجتها على مدوّنة تشتمل على الجرائد التي يتمُّ انتقاؤُها تبعًا لفترة زمنيّة محدّدة، فضلا عن مدوّنة الرواية العربيّة، والمعاجم العربيّة الحديثة، وأهمُّها معجم لسان العرب، وبعض معاجم المصطلحات العربيّة المترجمة".

ويُشيرُ د. الشريف مريبعي، إلى أنّ لجنة مشروع "معجم الجزائر للُّغة العربيّة المعاصرة"، تتشكّل من 11 عضوًا، ويمكن أن يرتفع عددُ أعضائها؛ كلّما دعت الضرورة إلى ذلك، على أن يتمّ نشرُ هذا المعجم ورقيًّا وإلكترونيًّا، كلّما فرغت اللّجنة من إتمام جزء من أجزاء المعجم والتأكُّد من صحّته ودقّة مضمونه.

ويضيفُ رئيس المجمع الجزائري للُّغة العربيّة، بالقول: "بالنظر إلى الأهداف المتنوّعة التي تحكم عمل المجمع، والتي أهمُّها إثراء اللُّغة العربيّة وتطويرُها، والمحافظة على سلامتها والسّهر على مواكبتها العصر، باعتبارها لغة اختراع علميّ وتكنولوجي، والمساهمة أيضا في إشعاعها باعتبارها أداة إبداع في الآداب والفنون والعلوم، فإنّنا سنقوم بتنظيم ملتقى افتراضي دولي حول الترجمة يوم 30 سبتمبر الجاري، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للترجمة، كما سننظّم ملتقى دوليًّا يكون حضوريًّا هذه المرّة، وذلك خلال شهر ديسمبر المقبل، حول موضوع "اللُّغة العربيّة والتنمية". كما أنّ إسهامات المجمع الجزائري للُّغة العربيّة، لا تتوقّف عند هذا الحدّ؛ فنحن نقوم أيضا بالمساهمة في تأطير الملتقيات العلميّة التي تنظّمُها الجامعات عبر الوطن، والتي يُشارك فيها نخبة الباحثين المنتمين إلى هيئات المجمع. كما نقوم أيضا بتقديم آرائنا الاستشارية إلى رئيس الجمهورية في شكل تقارير دوريّة حول واقع اللُّغة العربيّة، مع اقتراح الحلول الممكنة لكلّ ما يعترضُ استعمال اللُّغة العربيّة من مشاكل ميدانيّة".

/العمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري