الجزائر في 9 سبتمبر/ العُمانية/ دعّم المجمع الجزائري للُّغة العربية المكتبتين، الجزائرية والعربية، بإصدارين جديدين، أوّلهُما بعنوان "الجملة العربيّة بين التجريد والتنجيز"، وهو عبارة عن مقاربة وظيفيّة للأنموذج النحويّ الواصف، وهو من تأليف د. صلاح الدين ملاوي.
ويؤكّد المؤلّف في تقديم هذا الإصدار بالقول: "تسعى هذه الدراسة إلى تقليب النظر في الوحدة اللّسانية المحورية في النظرية النحوية العربيّة، ألا وهي الجملة، وقد انكبّت الدراسة على البنية الدلاليّة لها، سواء أكانت بنية دلاليّة ساكنة مُنحدرة إلى التجريد، أم بنية دلالية مُتغيّرة متّجهة صوب المنجز اللّفظي. كما حاولت الدراسة أيضا، اقتراح معالم كبرى لمنهج دراسيّ قادر على تفتيق طاقات الجملة الدلاليّة الاحتمالية والإنجازية معا، في آن واحد، زيادة على ما انتهت إليه في النماذج النحوية العربيّة الواصفة".
ويستفرغ المؤلف في هذا العمل العميق والمضني، في الوقت نفسه، جهده في سبيل تقويم التراث النحوي العربي وإثرائه من خلال معالجة لسانيّة جديدة للجملة العربيّة.
حريٌ بالذكر أنَّ د. صلاح الدين ملاوي يشتغل أستاذًا للتعليم العالي بجامعة بسكرة (جنوب الجزائر)، وهو عضوٌ دائم في المجمع الجزائري للُّغة العربيّة، وعضوٌ مؤسّسٌ لمخابر وفرق بحث، ومُحكّم في مجلّات وطنية ودولية، وخبير في هيئات علميّة جزائرية وعربية، وقد أنجز بحوثًا علميّة محكمة متخصّصة في علم النحو وأصوله وفي اللّسانيات الوظيفية، وأشرف على كثير من الأطروحات والرسائل الجامعية، وشارك في إعداد مشاريع التكوين في مرحلة (ما بعد التدرج وتأطيرها).
أمّا الإصدار الثاني، فجاء تحت عنوان "مُعجَم الصّواب الّلغوي"، وهو من تأليف د. محمد خان، ويتناول قضيّة الفصيح في اللّغة العربيّة، ومسألة الصّحيح فيها، ويدعو إلى تصويب بعض التراكيب والعبارات التي شاعت أخطاؤها في الأوساط الثقافية، ودرجت على أقلام الطلبة والكُتّاب والباحثين؛ فنشأت عند السّلف، واستساغها الخلف، وانتقلت من هذا إلى ذاك، ورسخت بالممارسة والتكرار، إلى درجة أنّها أخذت الصّبغة الرسميّة من الطباعة، وظنّ الناس أَنّها من سُنن التّطوُّر.
يُذكر أنّ د. محمد خان، باحثٌ في علوم اللّسان العربي، وسبق أن شغل منصب عميد لكلية الآداب بجامعة محمد خيضر ببسكرة (جنوب الجزائر)، وهو حاليًّا مدير مخبر اللّسانيات واللُّغة العربيّة، وعضوٌ بالمجلس الأعلى للُّغة العربيّة. وقد صدر له العديد من الكتب والدراسات، أبرزُها: "القراءات القرآنيّة واللّهجات العربيّة" (دار الفجر/ القاهرة/ 2002)، و"لغة القرآن الكريم.. دراسة لسانيّة للجملة في سورة البقرة" (الجزائر/ 2004)، و"الدارجة وصلتها بالفصحى" (الجزائر/ 2005)، و"أصول النحو العربي" (الجزائر/ 2012).
/العُمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري