تعاونية "أماروج" بالعيون، تعاونية نسائية رائدة في مجال تثمين المنتجات البحرية
الرباط في 2 أغسطس /العُمانية/ (فانا)/ تعد تعاونية "أماروج" بالعيون والمتخصصة في تثمين المنتجات البحرية، إحدى التعاونيات النسائية الرائدة في هذا المجال والتي استطاعت إبراز مكانتها كتعاونية نموذجية تستطيع تحقيق تنمية مستدامة وفتح آفاق للمرأة بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وتمكينها اجتماعيًّا واقتصاديًّا.
وتمكنت هذه التعاونية، التي رأت النور سنة 2019 بمدينة العيون، إيجاد فرص العمل وإدماج المرأة في مجال الصيد البحري، وتثمين المنتجات البحرية وتسويقها، وتربية وإنتاج الأحياء البحرية، وتجفيف وتجميد الرخويات وتحويلها، وتجفيف وتعليب الأسماك، وإنتاج مخلل المحار والرخويات، وتسويق وتجميد أحياء البحر.
وتطرقت العالية امغربلها، رئيسة تعاونية "أماروج"، إلى تأسيس هذه التعاونية وبداياتها الأولى، وأهدافها وكيفية دخولها عالم الصيد البحري وتثمين المنتجات البحرية.
وفي هذا الإطار، أكدت في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن جهة "العيون الساقية الحمراء" شهدت في الآونة الأخيرة تأسيس عدة تعاونيات نسائية تشتغل في مجال تثمين المنتجات البحرية.
وقالت: إن البدايات الأولى لتعاونية "أماروج" كانت صعبة، وهذا أمر طبيعي لأن أي مجال لا يخلو من الصعوبات والمعوقات فدخول سوق الأسماك بميناء مدينة المرسى، على سبيل المثال، لم يكن بالأمر الهين.
وأشارت إلى أن التعاونية بدأت العمل في إطار مجموعة من النساء ينتمين للمنطقة، وذلك بكل جد واجتهاد، حيث استفدن من عدة تكوينات أتاحت لهن فرصة اكتساب مهارات في مجال الصيد البحري وتثمين المنتجات البحرية.
وأضافت أن التعاونية شاركت أيضًا في عدة معارض شكلت فرصة لعرض مجموعة من أطباق السمك والتعريف بطرق الطهي وصنع التوابل، وهي مبادرة لاقت تجاوبًا وشكلت حافزًا حقيقيًّا لتقديم طلب عروض للمشروعات التي أطلقها قطاع الصيد البحري، وهو ما تكلل بالنجاح بفضل النسب المخصصة للتعاونيات النسائية حيث شاركت هذه التعاونية بهذا المشروع في معرض "ألوتيس" السنة الماضية بأكادير والمخصص لقطاع الصيد البحرين وذلك من خلال عرض منتجات متميزة لاقت استحسان الزوار على المستويين الوطني والدولي.
وخلصت رئيسة تعاونية "أماروج" إلى أن تعاونيتها تسعى إلى إبراز مكانتها في هذا المجال على الصعيد الجهوي والوطني والعالمي خاصة وأنها اكتسبت تجربة وخبرات متعددة سواء على مستوى السوق أو تثمين المنتجات البحرية وإعداد أطباق من مختلف أنواع الأسماك، داعية النساء الراغبات في دخول هذا الميدان إلى التحلي بالعزيمة والإرادة لأنه مجال عمل وإبداع.
وتشكل التعاونيات النسوية بجهة العيون الساقية الحمراء آلية اقتصادية واجتماعية مواتية للتمكين الاقتصادي للمرأة، ومدخلًا أساسيًّا لإرساء المساواة بين النساء والرجال.
وأسهم تأسيس تعاونيات نسوية في مختلف المجالات والقطاعات في توفير فرص عمل والقضاء على العمل غير المنظم، وتعزيز مشاركة النساء في الحياة الاقتصادية، وإبراز نماذج نسائية واعدة، كما أصبحت المرأة في الصحراء، اليوم، تعتمد على إمكاناتها وكفاءتها لتوفير منتجات في إطار تنظيم مهني أو ذاتي، يمكنها من تحقيق استقرار اجتماعي واقتصادي ملائم.
وبحسب معطيات للمديرية المختصة لمكتب تنمية التعاون بالعيون، فإن عدد التعاونيات على مستوى الجهة، يبلغ 2685 تعاونية منها 528 تعاونية نسوية، والتي تضم في عضويتها 16.781 عضو وعضوة 64% منهم نساء.
وتتوزع هذه التعاونيات التي تتشكل من 32 اتحادًا يمثلون 206 تعاونيات، على قطاعات الصناعة التقليدية والفلاحة والخدمات والصيد البحري. وتبقى التعاونيات الملاذ الآمن للمرأة لتحقيق استقلالها المالي وتمكينها اقتصاديًّا، والإسهام في إنجاز مشروعات اجتماعية، وتحسين ظروفها المعيشية.
/العُمانية/
محمد السيفي
