مسقط في 22 يوليو /العمانية / تشكلُ القلاعُ والحصونُ شواهدَ حضاريةً بارزة في تاريخ عُمان العريق، وتُعدّ من أهمّ المعالم الأثرية التي تُزيّن جبالها وسواحلها. بنيت هذه القلاع على مر العصور، لتكون بمثابة حصون دفاعية تحمي البلاد من الغزاة، ولتُصبح مراكز ثقافية وتجارية نابضة بالحياة. و تُعدّ محافظة مسقط حاضنةً لعددٍ من القلاع والحصون التاريخية التي تُشكّل إرثاً حضارياً غنياً، وتُضفي على المدينة سحرًا خاصًا.
و من هذه القلاع قلعة الجلالي و الميراني و قلعة الراوية و قلعة مطرح و بيت الفلج و حصن قريات و بيت المقحم و سور ماجد .
تقع قلعة الجلالي (الكوت الشرقي) على الصخور الشرقية المنعزلة بمسقط القديمة على ارتفاع (٤٥) من سطح البحر حيث تطل على بحر عمان، اكتمل تشييدها عام (٩٩٧هـ / ١٥٨٨م) وهي مبنية من الحجر الرملي في مكان تحصيني قديم، ويتألف مبنى القلعة من برحين حصينين يصل بينهما سور به ثماني فتحات مقوسة لإطلاق المدافع وبالقلعة مجموعة أخرى من الأبراج المختلفة الارتفاع، والبناء معزول تماماً ولا يمكن الوصول إليه من الواجهة الصخرية إلا عن طريق جسر صغير وسلم محفور في الصخر من (۸۰) درجة ينتهي عند أحد المعاقل، وقد استخدمت القلعة كموقع دفاعي، وتم ترميمها عبر العصور المختلفة وآخرها في عام (١٩٨٠م).
أما قلعة الميراني (الكوت الغربي) فتقع على الصخور الغربية بمسقط القديمة على ارتفاع (٤٥) من سطح البحر، حيث تطل على بحر عمان من موقع استراتيجي يصعب الوصول إليه، وتم الانتهاء من تشييدها عام (٩٩٦ هـ / ١٥٨٧م). يتكون هذا البناء الضخم من عدد من الأبراج التي يصل بينها سور يحتوي على فتحات لإطلاق المدافع، ويقع باب المثاعيب عند القاعدة ويمتد منه سور مسقط، وقد استخدمت القلعة لأغراض دفاعية، وتم ترميمها في عام (١٩٧٥م).
و هناك أيضا قلعة الراوية وهي تقع بالقرب من الوادي الكبير على بعد حوالي نصف كيلومتر جنوب غرب منطقة مسقط المسورة، وقد قام ببنائها السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي، حيث تم الانتهاء من تشييدها في عام (١٢١٤ هـ /١٧٩٩م)، وهي بناء حصين مستطيل الشكل بطول (١٣,٥م) وعرض (١٢٨مي وارتفاع (٢٨)، يتوسط مدخل القلعة السور الشرقي المواجه لمسقط بطول (٢٨م) وعرض (١٨م) حتى قمة القنطرة ذات القوسين المعكوسين التي تخفي كوة لإطلاق النار، والمبنى مكون من طابق واحد به أربع غرف وله فتحات عالية وضيقة مثلثة الشكل للتهوية رممت القلعة في خلال الفترة (۱۹۸۰ - ۱۹۸۲م).
أما قلعة مطرح التي تم بناؤها في عام (٩٨٧هـ / ١٥٧٩م) فتقع على قمة جبل. وقد أطلق عليها قديما كوت مطرح، وهي مطلة على بحر عمان، وتحيط أسوارها بمنطقة مثلثة الشكل. و تنحدر بشكل حاد تبعا لانحدار التلة، وتحتوي القلعة على ثلاثة أبراج مستديرة الشكل، وقد تم بناؤها بالحجارة والصاروج واستخدمت لأغراض دفاعية بحتة، و قد تم ترميمها خلال الفترة (۱۹۸۰م - ۱۹۸۲م).
و ليس ببعيد عن مطرح هناك بيت الفلج الذي بُني في أواخر القرن (١٢هـ / ١٨م) وأوائل القرن ( ١٣ هـ / ١٩م)، وهو عبارة عن مبنى مربع الشكل يتكون من طابقين بطول (٢٥م) للواجهة الواحدة ويضم برجين بقطر (۷م) يقعان في ركنين متقابلين هما الركن الشمالي الغربي والجنوبي الشرقي، يقع المدخل الرئيس في منتصف الواجهة الشمالية، حيث يبلغ عرض الباب (٢١م) وارتفاعه (٢٦) ويحيط به إطار كثيف النقوش، تبلغ مساحة الغناء المركزي (١٠,٥م)، استخدم البيت كمقر للقيادة العسكرية حتى السبعينيات من القرن العشرين و تم ترميم بيت الفلج في ديسمبر (۱۹۸۸م). ويستخدم حاليا كمتحف لقوات السلطان المسلحة.
و من الحصون في محافظة مسقط حصن قريات الذي بناه السيد حمد بن سعيد البوسعيدي في القرن (٣) هـ / ١٩م) في وسط السوق بولاية قريات في عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وهو عبارة عن بيت محصن من طابق واحد يوجد به (۱۲) غرفة، باستثناء برج الحصن الدائري المكون من طابقين، وهناك آثار تدل على وجود سور سابق بمساحة (٢٠م).
و من البيوت الأثرية في المحافظة بيت المقحم و يطلق عليه أيضا اسم "البيت الكبير" ويعد أكبر بيت في حارة الفلح بولاية بوشر كما يُسمى بيت السيدة ثريا بنت محمد بن عزان التي عاشت في القرن (١٢هـ ١٨م). ويتألف بيت المقحم من عدة مداخل وأروقة وهو مكون من ثلاثة طوابق، وقد تم تصميمه على شكل قلعة منيعة. رقم البيت في الفترة (۱۹۹۰م - ۱۹۹۳م).
/العمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري