الأخبار

صدور المجموعة الشِعرية "بنكهة البرزخ" ليونس البوسعيدي
صدور المجموعة الشِعرية

مسقط في 8 يوليو /العُمانية/ صدر عن دار "الآن ناشرون وموزّعون" المجموعة الشِعرية السابعة "بنكهة البرزخ" للشاعر يونس البوسعيدي، التي احتوتْ على أربعةٍ وأربعين نصًّا شعريًّا.

ببسترةٍ بارعةٍ للجُمل يختار الشاعر البوسعيدي عنوانًا لمجموعته الشعرية الجديدة (بنكهة البرزخ) بعد أنْ اعتدنا منه عناوين شعرية مشعرة بالخيال مكوّنة من ثلاث كلمات "قريبٌ كأنه الحُب" و"هاجس الماء والمرايا" و"كاللبان محترقًا أغنّي" و"رُوحُهُ البحرُ والريح" و"مايسترو الوردة والبرق" و"كطائرٍ يحلمُ بالمطر". وتظهر كلمة "نكهة " في المجموعة الجديدة في عنوان نصّ واحد، وهو "نكهة الحريّة" في نصٍّ كانت عتبتُهُ عنوانًا ملغزًا آخر وهي "كترجّل طارق بن زياد" القائد الأندلسي الشهير، وهذا يعيدنا لمجموعة الشاعر الموسومة بـ "مايسترو الوردةِ والبرق" التي غرف فيها الشاعرُ كثيرًا من الإرث الأندلسي، وهذا يتسق مع ما يُعرف عن الشاعر يونس البوسعيدي واتكائه على التاريخ في نصوصه الشعرية.

كما يظهرُ البرزخُ في مجموعته الجديدة بصريح الذِكر في عناوين ثلاثة نصوص، وهي: "هيولى برزخية" و"برزخيّ" و"برزخٌ مخمليّ" والقارئ لهذه النصوص يعرفُ أنّ البرزخ الذي تقصّده الشاعرُ ليس هو البرزخُ الذي وردت دلالته في النصوص القرآنية الكريمة، كما أن كلمة البرزخ تتناثر بماهيّاتٍ أخرى في المجموعة الشعرية بانفتاحٍ على رؤًى وإشاراتٍ ذات حمولاتٍ يضعُ منها الشاعرُ مفهومًا آخر لماهيّة البرزخ، الذي وردَ أيضًا في مجموعاته الشعرية السابقة، فمثلا ورَدَ عنوان "كبرزخ" في مجموعته "كطائرٍ يحلمُ بالمطر" وكذلك "على برزخ الغياب" و"من برزخٍ مخمليّ" في "مايسترو الوردةِ والبرق"، وهذا يدفع للتساؤل: هل يكرر الشاعرُ يونس البوسعيدي تدوير معجمه كمكعّباتٍ يعيد تشكيلها؟ أم ثمّة رؤى جديدة رسمها الشاعر للنكهة والبرزخ في مجموعته الشعرية الجديدة بنكهة البرزخ.

المتابع لتجربة الشاعر البوسعيدي سيجدُ أن في هذا الديوان لم يجترح شكل القصيدة النثرية، وهو الذي ظهر فيها بارعًا في مجموعته السابقة، بل عاد لمضاربه الأولى (القصيدة العمودية الحديثة، وقصيدة التفعيلة). وذهب للتفاصيل الدقيقة في الحياة اليومية، وهو ما بدأ يظهر في مسار تجربته خصوصا منذ مجموعته "مايسترو الوردة والبرق" ثم ظهر ذلك جليًّا في مجموعته الشعرية التي فازت بالجائزة التشجيعية للجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء "كطائرٍ يحلمُ بالمطر" الذي اتضحت فيه تفاصيل أنسنة الأشياء وميل الشاعر للعلاقات الإنسانية مع الآخر الغريب، وكان ذلك، كما اتضحَ وصرّح، إثر سفره للملكة المتحدة للدراسة. الأثر الذي ربما بقيَ شيءٌ منه في "بنكهة البرزخ". ولكن ما يميّز هذه المجموعة أيضا، مع تفاصيلها الإنسانية، هي التفاصيل الإنسانية العُمانية الممتدة من مجموعاته السابقة، ما يعني أنّ حركة النصّ الشعري لدى الشاعر البوسعيدي في مجموعته الجديدة "بنكهة البرزخ" تتحركُ من وفي حركة الحياة، وأنه نصٌّ عفويٌّ لا يقتفي إلّا أثر التفاعل بين الموجودات اليومية والشاعر، أيّ أن النص الشعريّ يؤدي مهامه الحياتية ووظائفه المعرفية.

/العُمانية/ النشرة الثقافية / خميس الصلتي

أخبار ذات صلة ..