عمّان في 8 يوليو /العُمانية/ يستكشف الفنان العراقي باقر حسن في معرضه "كش مات" المقام على جاليري الأورفلي، أبعاداً جديدة للتشكيل التجريدي، عبر تقنيات لونية تجريبية، تدور جميعها إما في فلك الأبيض والأسود وظلالهما، وإما في فلك الألوان الحارة والقوية.
تبتعد خطوط الفنان عن الحدة أو التشكيل الهندسي، منتصرةً للحرية في بناء التشكيلات اللونية فوق سطح اللوحة، وهذا ما جعل أعماله بوابة لقراءة الأفكار، واستكشاف المشاعر، واستثارة الذكريات.
يسعى الفنان إلى أن يشاركه المتلقي تجاربه الخاصة، وهذا ما قاده إلى المراوحة في التجريد، فلوحاته ليست لوحات لونية خالصة، والتشكيلات فيها غير واضحة دائماً، لذا يمكن رؤية شكل للحصان؛ غير أن هذا الشكل يسبح في دوامة لونية، أو يمكن رؤية أجساد لا تظهر منها غير الرؤوس التي تغيب ملامحها بالكامل، أو أشجار تشبه الجبال، أو أنهار عبّر عنها الفنان من خلال تَرْك بُقَع لونية كبيرة تتوسط السطح.
يوظف باقر حسن تلك العناصر ويبثها كمفردات داخل اللوحة، بهدف تكوين نوع من التفاعل مع المكان وإيجاد مسحة من الواقعية الانطباعية داخل اللوحة، فالحصان الذي هو العنصر الأكثر تكراراً في اللوحات، يشير إلى العديد من الدلالات؛ كالقوة، والإقدام، والنهوض، والمقاومة، والأمل، أما وضعيات الأجساد فتبدو كما لو أنها تسبح في فضاء حر، وتتطلع لأفق بعيد.
يتخذ الفنان الذي يحمل شهادة البكالوريوس بالفنون الجميلة، من اللون وسيلة للتعبير عن مخزونه الذاتي وأفكاره وأحلامه وهواجسه وتجاربه؛ إذ تبدو أعماله متدفقة بالمشاعر، وذلك عبر الليونة في التشكيل، والاختزال في اللون، والاقتراب من تخوم الواقعية، واستخدام الرموز والعلامات، والتوزيع المدروس للكتل ومراعاة التمازج اللوني بينها، وبخاصة في اللوحات ذات الحجوم الكبيرة.
/العمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري