عمّان، في الأول من يوليو/العُمانية/يوفّر معرض "حوارات حول الإنسانية" المقام بالمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، مساحة بصرية فنية للنقاش حول مفاهيم تتعلق بالإنسانية والكيفية التي تتغير بها هذه المفاهيم أو تتفاعل.
ويتضمن المعرض الذي افتُتح بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لاتفاقيات جنيف لعام 1949، صورًا فوتوغرافية لمشاهد تجسد الكوارث والحروب في العصر الحالي أدت إلى حرمان الملايين من البشر حول العالم من حقوقهم في الأمن والاستقرار.
ويركز المعرض على الموضوعات والمواقف التي يواجهها سكان العالم كل يوم، والتي تتصل بصورة مباشرة أو غير مباشرة بالمبادئ الإنسانية العالمية. وتهدف الصور إلى منح الزائر فهمًا أفضل ورؤية أعمق لأهمية هذه المبادئ.
وتتيح الصور التي التقطها العديد من الفنانين الفرصة للنظر إلى المبادئ الإنسانية من منظور جديد، وهي تعتمد على لغة بصرية قوية وعالمية تدفع للتفكير جديًّا في أهمية العمل الإنساني. ومعظم هذه الصور لا تقدم حلولًا مسبقة، لكنها تحفز على إنتاج أفكار جديدة وغير مطروقة من شأنها أن تبتكر الحلول المناسبة.
ويقدم المعرض بما ينطوي عليه من لقطات إنسانية مثيرة للمشاعر، موضوعات منها ما جاء مباشرًا كالذي يتعلق بالحروب مصوّرًا الانفجارات وسُحب الدخان والانهيارات، ومنها ما جاء رمزيًا مصوِّرًا آثار تلك الكوارث على الإنسان، كصورة الطفل الذي يجلس بقدم واحدة بينما تَظهر في خلفية الصورة أقدام اصطناعية تشير إلى فقدان هذا الطفل قدمه، ويتجلى الطفل هنا نموذجًا واحدًا للعديد من الأطفال الذين يعانون ما يعانيه. وفي صور أخرى تم تصوير امرأة تنام على حصيرة من القش مع إيحاءات في الخلفية إلى البؤس والجوع والتشريد، وفي صورة ثالثة تصور مجموعة من الناس يرتحلون عبر حافلة نقل بينما تظهر على وجوههم علامات التعب والإرهاق والمعاناة.
وتنطوي صور المعرض الذي يستمر حتى 7 يوليو، على فهم فلسفي عميق يمكن للمشاهد التقاطه عبر التأمل فيما تتضمنه الصور من أبعاد رمزية وما تحتويه من إشارات ودلالات ترتبط بجملة من الأفكار والمعاني، دون أن تغفل الجانب الجمالي.
وتتسم معظم الصور بالعفوية، وتراعي مفردات الظل والضوء واستخدامهما بما يُبرز العناصر الأساسية في الصورة، وبخاصة الجسد الإنساني، مع تضبيب الأشياء والمواد التي تقبع في خلفية الصورة كأن ثمة معنى تود الصورة إيصاله فتدعو المشاهدَ للاقتراب والتدقيق في الموتيفات البسيطة التي تغلفها سحب الضباب؛ على غرار بيت من قش، وسقف حافلة، وجرة طهي، وأعواد يابسة مشتعلة بالنار.
/العُمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري