الرباط، في 17 يونيو/ العمانية/ يسعى الأكاديمي المغربي د.محمد أبو العلا في كتابه "هجنة المتخيل السردي والمسرحي"، إلى الاقتراب من الأسئلة المتعلقة بما آل إليه المتخيل السردي، سواء "في علاقته بما يدوَّن قسراً على عتباته من تجنيس مفرط في تصنيفاته البرانية، أو ما يتصل بهذا التجنيس من تنظير".

ويتجاوز انشغال الكتاب المنهجي الاشتغالَ على موضوع "المابينية" في المسرح والسرد، إذ ينصرف الباحث في مباحث عدة من الفصل النظري، نحو تجليات دراسات نقاد مغاربة انشغلت بالتباسات "التنافذ" في نصوص تنتمي لسياقات أجناسية متعددة.

يقع الكتاب الصادر مؤخراً ضمن منشورات مؤسسة الموجة الثقافية، في 138 صفحة، وقدم له الناقد محمد بوعزة في استقصاء لسؤال "المابين: نحو جماليات عابرة للحدود".

ويضم الكتاب مبحثين، نظري وتطبيقي، يطرحان إشكالية التجنيس "في ظل ما تواتر من إبدالات طالت البناء الداخلي للمتخيل السردي والدرامي"، ويرى المؤلف أن "النقد المحايث" أصبح على المحك أيضاً بفعل "قصورِ عُدّتِه الإجرائية في الإحاطة بما يتخلق من أمشاج خارج النص، نتاج تفاعل النص الحاضن بآخر متحدر من جنس آخر، نظير تهجين المسرح بالسرد أو السرد بالمسرح".

ويقترح أبو العلا مساراً ثالثاً، يدرجه ضمن "النقد المغاير"، محتفياً بقراءات تحاول مواكبة التحولات التي مسّت البنى الداخلية في المتخيل السردي والمسرحي، ومن خلال الارتكاز على مفاهيم ومقولات جديدة نتاج مساءلة تطور النص، وحواريته مع نصوص داخل حدوده الأجناسية وخارجها.

ويستقرئ الباحث في الفصل التطبيقي نصوص السرد والمسرح والمحكي التراثي، عبر مقترح إجرائي يسعى إلى تهجين القراءة (سردية/ دراماتورجية) انسجاماً مع تهجين متخيَّل ومحفل شخوص قصصية وروائية ومسرحية.

ويتناول أبو العلا في هذا المجال نصوصاً وتجارب من بينها: "في انتظار مارلين مونرو" لمحمد امنصور، "احتمال ممكن جداً" لحسام الدين نوالي، "حين يتجشأ البحر الأحذية" لإبراهيم الهنائي، "على باب الوزير" لعبدالكريم برشيد، "زنوبيا في موكب الفينيق" لعبدالرحمان بنزيدان، كما يقتفي نوادر "البخلاء" للجاحظ، ويتوقف عند مسرح الطيب الصديقي.

العمانية/النشرة الثقافية /طلال المعمري