الأخبار

سارة بنت حرمة.. "حياة أخرى" تروي معاناة أطفال القمر
سارة بنت حرمة..

الجزائر في 25 مارس /العُمانية/ اتّخذت الكاتبة الجزائريّة، سارة بنت حرمة، من فئة أطفال القمر، موضوعًا لقصّتها الطويلة التي صدرت عن دار بياض للنشر والتوزيع، بعنوان "حياةٌ أخرى.. أطفال القمر".

وقد قدّمت الكاتبة قصّتها بإهداء يحمل دلالة مهمّة حول معاناة فئة أطفال القمر، إذ كتبت تقول: "إلى الذين حياتهم كقطرة ندى ارتمت في حضن السّهر.. إلى من يتجرّعون كؤوس الصّبر.. إلى أطفال القمر".

وتدور أطوارُ هذه الحكاية حول الطفلة "حياة"، بطلة القصّة، وهي من أطفال القمر الذين يعانون من آثار مرض متلازمة جفاف الجلد المصطبغ، والحساسيّة المفرطة من الأشعة فوق البنفسجية، سواء القادمة من الشمس أو من أنواع معيّنة من الإضاءات، وعادة ما يولد هؤلاء بصحّة جيّدة، لكن بمجرّد تعريضهم لأشعّة الشمس في الأشهر الأولى تظهر عليهم أعراضٌ غير معتادة، مثل احمرار الجلد وعدم القدرة على النظر إلى الضوء.

وتؤكّد كاتبة القصّة في حديث لوكالة الأنباء العُمانية، بالقول: "هذه القصّة تحمل عنوان "حياة أخرى.. أطفال القمر"، تحدّثت فيها عن فئة تمّ تهميشها في المجتمع، ولم تجد أهميّة كبيرة كحالة خاصّة وجب الحرص عليها، والسعي لجعلها تندمج في المجتمع، ولهذا حاولتُ تسليط الضوء عليها في شكل قصّة فتاة من أطفال القمر ذكرت من خلالها تعريفا لهذا المرض الذي يجهله البعض، ومعاناة هؤلاء الأطفال مع المرض والحياة اليومية التي يعيشونها والعراقيل التي يواجهونها، في محاولة لتشجيع أطفال القمر، والتنبيه على ضرورة التعامل معهم، وتسهيل حياتهم كفئة اجتماعيّة هشّة، والتخفيف عنهم".

وقسّمت الكاتبة قصّتها إلى أجزاء عبر عناوين مختلفة هي: استثناء، وممنوع، وحياة مختلفة، وبعد الغروب، والمرآة، ورغم القيود، والتّجاوز، والحلم، وبقايا الماضي، وأمل.

وتُضيف صاحبة قصّة "أطفال القمر"، بأنّ فصول هذه الحكاية يتقاسمها مع "حياة"، البطلة الرئيسيّة، والدُها، ووالدتُها، فضلا عن صديقة "حياة" التي تشترك معها في الآلام والأحلام".

وتشير القاصّة إلى أنّ أحداث هذه الحكاية استلهمتها من وقائع حقيقيّة، إذ تقول: "ما وجدتُ أقوى من فئة أطفال القمر، من جهة لصغر سنّهم في الغالب، ومن جهة أخرى لطبيعة المرض الصّعب الذي يُلازمُهم طول الوقت، ويفرض عليهم انعزالهم وعدم خروجهم لممارسة حياتهم الطبيعية إلا في وقت محدّد وهو عند غروب الشمس".

وتضيف الكاتبة "هذا المرض تمّ اكتشافه لأوّل مرّة من طرف الطبيب المجري موريتز كابوسي (1837/1902)، وهو طبيبٌ وأخصائيٌّ في الأمراض الجلدية، ومنذ ذلك التاريخ حمل هذا المرض اسم "سرطان كابوزيس"، نسبة إلى اسم الطبيب كابوسي، وقد عاش هذا الطبيب في مدينة فيينا، وتنبّه إلى هذا المرض بعد ظهور بقع بُنيّة تشبه النمش على جلود أطفال تعرّضوا لأشعّة الشمس قبل أن تتطوّر هذه البقع خلال سنوات قليلة إلى تقرُّحات قاتلة".

يُشار إلى أنه صدر للكاتبة سابقا رواية "أضغاث حب"عن دار المعتز بالأردن.

/العُمانية /النشرة الثقافية /طلال المعمري

أخبار ذات صلة ..