مسقط في أول مارس /العُمانية/ نظّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة بدائرة التعريف بالإسلام والتبادل الثقافي بمكتب الإفتاء اليوم ندوة بعنوان "أثر الإيمان في مواجهة التحديات الفكرية"، بمشاركة الدكتور إبراهيم بن ناصر الصوافي والدكتور ناصر بن علي الندابي؛ ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ28 بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض.
تناولت الندوة عدة محاور، من بينها: المحور الإيماني العقدي والمحور التاريخي التي عرجت على التحديات الفكرية التي مرت على الحضارات الإنسانية ودور الإيمان والعقيدة في مواجهة التحديات الفكرية وأبرز التيارات الفكرية التي ظهرت في العصور الإسلامية وردة فعل العلماء اتجاهها والسبل الكفيلة لمواجهة التلوث الفكري، والتيارات الفكرية في التاريخ الحديث والمعاصر وسبب خروجها على الساحة ومدى تأثيرها على الشباب.
وتطرق المتحدثون في الندوة إلى جملة من القضايا المعاصرة الشائكة التي تواجه الجيل الحالي ومن أبرزها ما هو متصل بالجانب الإيماني من خلال التواصل مع العديد من الموضوعات على مستويات ملموسة، والكيفية التي من الممكن إيجاد تواصل حضاري في التفاعل معها، بدءا من استقبال مفاهيمها وتناول أفكارها، مرورًا بإيجاد حلول ناجعة لتجاوز الوقائع وخاصة السلبي منها، أو تلك التي لا تتوافق مع طبيعة الشريعة الإسلامية السمحة.
وتناولت الندوة التيارات الفكرية في التاريخ، بما فيها التي نشأت في العصور والحضارات القديمة التي كانت مناهضة الديانات، مع تناول بعض الأفكار والشرائع في الحضارات الفرعونية والإغريقية والهندية، كما تطرقت الندوة إلى التيارات الفكرية في العصور الإسلامية بدءا من العصر الجاهلي الذي سبق بداية دعوة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أو التي تزامنت مع بعثته، كما تم التطرق إلى التيارات الفكرية التي ظهرت في العصر ما بعد الخلافة الراشدة والعصر الأموي والعصر العباسي وأسباب ظهور هذه التيارات، والتي أثرت بشكل أو بآخر في طبيعة التفكير البشري للإنسان المسلم، بالإضافة إلى نشوء تيارات أخرى لاحقة ومدى تأثيرها في المجتمع الإسلامي.
وحاولت الندوة مناقشة الحلول التي يمكن أن تكون عونا للناشئة وللجيل الحالي وهو يواجه التحديات المختلفة؛ وعلى رأسها الفكرية؛ ليكون جيلًا قادرًا في شتى المجالات أن يمضي قدما وبرسوخ مبادئه في تجاوز المشكلات والأفكار التي قد تواجهه، ليوجد منها جسرًا ليعبر به بسلام؛ بعيدًا عن غبش ووهم التصورات التي لا تمتُّ له ولأرضه بصلة، وليكون قدوة بين الناس؛ ويسهم مع غيره في النهوض بمجتمعه بكل ما من شأنه إصلاح وخير للإنسانية.
/العُمانية/
خميس الصلتي