مسقط في 28 فبراير /العُمانية/ أقيمت اليوم جلسة حوارية حول دور الباحث الغربي المستعرب في دراسة ونقل النصوص العربية إلى لغات أجنبية وسلطته على اللغة التي يترجم لها النص، نظمتها اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدولي للكتاب، ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض في دورته الـ28.
وتحدث المترجم البروفيسور بييار لارشيه عن تجربته في ترجمة عددٍ من الأعمال الأدبية العربية وخاصة الشعر العربي القديم، قائلا: إن الترجمة عمل صعب سواء كنتَ تُترجم لأسباب اجتماعية أو ثقافية، فهو تحدٍّ بالدرجة الأولى ومن التحديات التي يواجهها أثناء الترجمة أيضًا إيجاد الكلمات المناسبة في اللغة الفرنسية التي يمكن أن تعبر عن النص؛ ففي كثير من الأحيان لا تتضمن اللغة الفرنسية كلمات مشابهة في اللغة العربية؛ ما يجعل المترجم يلجأ إلى إعادة صياغة الكلمات العربية.
وأوضح أنه في ترجمته للعديد من الأعمال الشعرية وتحديدا الشعر الجاهلي فإنه يحاول أن يحافظ على شعرية النصوص رغم ممارسته سلطته على النص خلال الترجمة؛ فهو يحدث عليها تغيرات في القافية أو الوزن أحيانا.
وأشار إلى أن صعوبة ترجمة الشعر العربي القديم خاصة تكمن في أنه يمتلك الكثير من المفردات عن البيئة والصحراء والجمل، ويستعين المترجمون في كثير من الأحيان بترجمات أخرى لنصوص عربية ويضيفون شروحاتهم الهامشية الخاصة.
من جانبه قال المترجم ستيفان ويندر إنه يسعى دائما لنقل النص العربي المترجم كما هو ويركز على المصطلحات بشكل كبير بسبب وجود اختلاف في الترجمات ما بين ترجمة الشعر أو الرواية أو غيره، مع ضرورة مراعاة وجوب نقل الثقافة بدون تغيير بسبب نقلها لمجتمع ولثقافة جديدة كليا.
وأشار إلى أنه يجب أيضًا مراعاة الوقت والفترة الزمنية التي نترجم لها؛ فكل جيل يحتاج إلى إعادة ترجمة للأعمال الأدبية؛ فالبعد الزمني والثقافي يقوم بدور حين تخاطب جمهورا جديدا بأعمال قديمة، مشيرا إلى حاجة المترجم لمساعدة المعاجم القديمة والحديثة حتى يكون لديه إلمام بالمفردات دون المساس بمعناها الأصلي .
وأوضح أن المترجم يسيطر على النص ولو لم يكن يريد ذلك؛ فالنص صامت ومكتوب وعلى المترجم استخراج لغته التي يترجم إليها؛ فبعض الكلمات غير موجودة في قاموس اللغة المترجم إليها لكن تبقى علاقة المترجم بالنص علاقة أخلاقية معقدة، ولكن هناك ضرورة لإعطاء النص الأصلي حريته دون المساس بها في الوقت نفسه، محاولا إيجاد لغة جديدة وهو ما يقصد به الإبداع في اللغة.
وأكد على أن المترجمين نجحوا في نقل الثقافة العربية الحديثة والمعاصرة إلى ثقافات أخرى، فإنه لا توجد ترجمات قديمة للأدب العربي للغات أجنبية ولكن اليوم هناك أكثر من 500 عمل أدبي عربي مترجم إلى اللغة الألمانية.
/العُمانية/
شيخة الشحية