الأخبار

معرضُ مسقط الدّولي للكتاب: مسرحُ الطفل وأبعاده التنويرية
معرضُ مسقط الدّولي للكتاب: مسرحُ الطفل وأبعاده التنويرية

مسقط في 24 فبراير/العُمانية/ نظمت الجمعية العُمانية للمسرح وبالتعاون مع اللجنة الثقافية لمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 28 اليوم، ندوة حول مسرح الطفل وأبعاده التنويرية بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة مجموعة من المسرحيين في سلطنة عُمان، وهم الدكتورة كاملة بنت الوليد الهنائية ويوسف بن محمد البلوشي والدكتور عماد بن محسن الشنفري والدكتورة رحيمة بنت مبارك الجابرية.

تناولت الندوة مصطلح مسرح الطفل والمفهومات المرتبطة به، والخصائص التي تميز بها مسرح الطفل عن غيره من الأشكال المسرحية، والوعي بحقيقة هذا المسرح وأهميته في حياة الأطفال، مع الإشارة إلى أهمية تناوله أكاديميًّا في عدد من المؤسسات التعليمية على المستوى المحلي لصقل الطاقات الإبداعية والمسرحية الكامنة لدى الطلبة المنتمين لتك المؤسسات بصفته ميلا أو موهبة في الكتابة للمسرح أو التمثيل على سبيل المثال لا الحصر.

وتطرق المشاركون في السياق ذاته إلى أن تطور المسرح في سلطنة عُمان مقرون بالتعليم وتدريس مناهجه ومن بينها مسرح الطفل، فالمسرح في عمومه علم عميق وفلسفة حياة، ومرتبط بعلوم أخرى كعلم النفس وعلم التربية وعلم الاجتماع، وأشار المشاركون إلى أن هناك الكثير من الجامعات العريقة حول العالم في أوروبا وفي العالم العربي لديها كليات خاصة في العلوم الإنسانية، وتضم أقسامًا لتدريس علوم المسرح، وقد تخرج من تلك الجامعات والمعاهد العديد من رواد المسرح العربي والمسرح العُماني.

ووضح المشاركون في الندوة أن تعليم المسرح يبدأ من المدارس، ولا يقتصر فقط على طلبة الجامعات والمعاهد، ومن الجيد أن يتم إدراج مقرر يدرس المسرح ضمن المنهج الدراسي لتأسيس أجيال ملمة بالثقافة المسرحية لأهمية المسرح المدرسي والأنشطة المسرحية وما تحققه من أهداف تنمي شخصية الطالب وتصقلها وتحقق أهدافًا تعليميّة وتربويّة.

وبيّن المشاركون أن واقع مسرح الطفل بسلطنة عُمان في تطور كمّي ونوعيّ وفي خطّ تطور متصاعد، وحقق خطوات وإنجازات مهمة وتجربة متراكمة. ولكن لايزال يواجه العديد من الصعوبات والتحديات التي يمكن الالتفات إليها لتطويره مستقبلًا، ومن بينها ازدياد عدد النصوص والعروض المسرحية المقدمة لمسرح الطفل بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.

وبرز المؤلف والمخرج العُماني الذي يُؤلّف ويُخرج لمسرح الطفل، وهذا ما يؤكد على أن الكُتّاب العُمانيين بدأوا بالالتفات إلى قضايا معاصرة تلامس الطفل بعد أن كان التركيز فقط على قضايا ذات منحى تربوي وتعليمي مباشر، تمثلت تلك القضايا في كونها ذات بعد اقتصادي وأخرى لها علاقة مباشرة بقضاء الأطفال ساعات طويلة أمام شاشات الحاسوب والأجهزة اللوحية مرورًا بتناول الخيال والسفر عبر الأزمنة والتنقل بين عالم الواقع والخيال، وتوظيف الشخصيات التجريدية، وقضايا أخرى ذات طابع أو بعد نفسي، يجسد فيها الكاتب المعاناة النفسية والصراع النفسي لدى الطفل وقضايا الأطفال من ذوي الإعاقة والتحديات التي تواجههم، كل ذلك في حاجة ماسة للتطوير، نظرا لأن تجربة كتابة مسرح الطفل لها خصوصيتها وحساسيتها.

كما تطرق المشاركون في الندوة إلى أن الفرق المسرحية والأفراد المؤمنين بأهمية مسرح الطفل عملوا على تحقيق الكثير من النتائج الإيجابية في هذا الإطار لأن الأطفال في سلطنة عُمان يشكلون ثقلًا سكانيًّا وشريحة مهمة، ولابد من الاهتمام بتفعيل قطاع ثقافة الطفل ومسرحه.

وخرجت الندوة بجملة من التوصيات من بينها إعادة النظر في التبني والتمويل والتخطيط لمسرح الطفل في سلطنة عُمان.

/العُمانية/

خميس الصلتي