الأخبار

معرضُ مسقط الدّولي للكتاب: مجلةُ نزوى.. ثلاثون عامًا من الإنجاز الثقافي
معرضُ مسقط الدّولي للكتاب: مجلةُ نزوى.. ثلاثون عامًا من الإنجاز الثقافي

مسقط في 23 فبراير/العُمانية/ نظمت وزارةُ الإعلام بالتعاون مع اللجنة الثقافية بمعرض مسقط الدّولي للكتاب اليوم، جلستين نقاشيتين حول الإنجاز الثقافي لمجلة نزوى 1994 -2023" بمشاركة عدد من المثقفين في سلطنة عُمان والدول العربية.

شارك في الجلسة الأولى المعنونة بـ"مجلة نزوى وكتاب الاستشراق، التأثير والتلقي" وأدارتها المكرمة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية عضو مجلس الدولة، كلٌّ من الشاعر اليمني المقيم في فرنسا الدكتور حبيب عبدالرب سروري والروائي والمفكر الجزائري الدكتور أمين الزاوي والكاتبة والمترجمة الإماراتية ظبية خميس الأنثروبولوجي الفرنسي والدكتور فرانك مراميه، والمختص في شؤون المكتبات الأمريكي الدكتور ديفيد هيرش.

تناولت الجلسة جملة من المحاور من بينها، محور مجلة نزوى، التراكم والانفتاح والتنوع، ومجلة نزوى والفلسفة، علاقة التفكير والتأثير، واللغة وأثرها على تلقي الثقافات، ومحور الترجمات والأدب في مجلة نزوى، وجهة نظر من حيث التنوع والفكر. ومحور الدراسات التاريخية وجهة نظر في التأثير والتلقي، ومحور مجلة نزوى المستقبل والمأمول.

وتحدث المشاركون ضمن حوار مفتوح عن الدور المحوري الذي تقدمه مجلة نزوى خلال مسيرتها الحافلة طيلة السنوات الماضية في خدمة الدراسات الأدبية والتاريخية والثقافية، مع التأكيد على أن تجربة المجلة تعد استثنائية ومن النادر تكرارها في الوطن العربي في الوقت الراهن، حيث وصفت بالاستغراب نقيض الاستشراق كونها ذهبت للبحث عن المستغرب في الدول الأوروبية، مرورا بالترحال والبحث عن الذات الغربية.

وأكد المشاركون في الجلسة على أن مجلة نزوى فتحت أبوابا من الأسئلة في الفلسفة والتواصل البشري، مع الاندماج مع الثقافات العربية وغير العربية بكل سهولة ويسر.

كما تطرقت الجلسة إلى رؤية المستشرقين وانطباعهم عن مجلة نزوى لما تتميز به من رؤية حضارية وفكرية متقدمة أثر ذلك على سياقات التلقي التي يراها المستشرقون والجمهور من غير الدول العربية. ووصف المشاركون بأن مجلة نزوى أوجدت أجيالا من الوعي وخاصة في المغرب العربي، واهتمامها بالجيل الجديد، وتوافقها التام مع الحداثة وانفتاحها على النصوص غير الكلاسيكية بشكل كبير.

أما الجلسة الثانية التي أدارتها الكاتبة والروائية العُمانية هدى بنت حمد الجهورية مديرة تحرير مجلة نزوى فجاءت بعنوان "المجلات الثقافية ودورها الحضاري" شارك فيها كل من الشاعر والصحفي اللبناني عبده وزان والشاعرة والكاتبة البحرينية الدكتورة بروين حبيب والروائي اليمني أحمد زين والكاتبة المصرية منصورة عز الدين والمخرج والكاتب السعودي بدر الحمود بالإضافة إلى مداخلات من الكاتبة الإماراتية ريم الكمالية والكاتبة اللبنانية لوركا أحمد سيبتي.

وتطرقت الجلسة الحوارية الثانية إلى المجلات الثقافية ودورها الحضاري والمهمة الثقافية التنويرية والمعرفية في المنطقة العربية، كما لم تغفل الجلسة ما تمر به المجلات الثقافية في الوطن العربي من أحداث وتوجهات شتى، بما فيها الخاصة والرسمية، وكيفية تعاملها مع الأزمات التي عصف بالثقافة والمثقف في آن واحد.

وناقشت الجلسة دور المجلات الثقافية بوصفها فكرا بشريًّا حاول التصدي للكثير من الأفكار والتحولات في المجتمع العربي، فمشروعها التنويري أهّلها بأن تواكب كل المراحل والتطورات التي يمر بها الشارع العربي وسياقاته المختلفة، بدءًا من الحياة اليومية والتفكير الجمعي لبعض القضايا ومناقشاتها معضلات التراجع الذي يظهر على السطح بين حين وآخر.

وناقش المشاركون أثر وسائل التواصل الاجتماعي في إيجاد جيل مختلف عن الجيل السابق مع التأكيد على إيجاد مسار حقيقي للتعامل معه بالطرق التي توجد تواصلا حقيقيًّا بين الأجيال وفي زمان مختلف ومغاير، يختلف كليًّا عما كان عليه المثقف والقارئ في سنوات سابقة، ولم تغفل الجلسة الحوارية تراجع المجلات الثقافية وتدخل الرأي الرسمي في بعض الأحيان في الوقوف أمامها مرورا بالوضع المادي المتراجع الذي يعصف بها والاقتصادي بسبب هيمنة مفردات التقنية، أو تراجع فعل القراءة عموما، بالإضافة إلى الحاجة إليها كونها مرتبطة بديمومة حاجتنا للتفكير والسجال والكتابة، وأكد المشاركون على أن ازدهار المجلات الثقافية يعود إلى الوعي التام بأهميتها من قبل المشتغلين عليها أو أصحاب القرار على وجه الخصوص، وحاولت الجلسة مناقشة عدم صمود أغلب المجلات العربية، وطرحت جملة من الأسئلة من بينها إمكانية إيجاد استراتيجيات وتشريعات جديدة تخرج الثقافة من طابعها المهمش إلى الصدارة مجدّدا وفق اشتراطات العصر الراهن الذي تأثر بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي وما سيلحق ذلك من تقنيات في قادم الوقت.

/العُمانية/

خميس الصلتي