الأخبار

"العاميّة في الرواية الجزائريّة" كتابٌ للباحث د. عبد الجليل مرتاض

الجزائر في 19 فبراير /العُمانية/ يُقدّم د. عبد الجليل مرتاض في كتابه "العاميّة في الرواية الجزائرية" ، الصادر عن دار ومضة للنشر، دراسة لسانيّة أدبيّة فنيّة، وفق نظرة علميّة أكاديميّة.

ويُؤكّد مؤلّف الكتاب، في تقديم هذا الإصدار، بالقول "أيًّا كان الأمر، فإنّ الروائيّ الذي يكتبُ روايته بالعربيّة، واجبُ هذه اللُّغة عليه أن يُهذّب ويُشذّب، ما استطاع إلى ذلك سبيلا، الأشكال، والجمل السانتكسيّة، خاصّة في المستوى السّردي ليُقرّبها من بنيتها الأصليّة الأمّ التي انبثقت يومًا ما منها عبر لسانيّات كلاميّة لا لسانيات لغويّة".

ويُضيف "إنّ تهذيب المستويات التركيبيّة صوتيًّا، ومورفولوجيًّا، وسانتكسيًّا، يُثري العاميّة نفسها أكثر ممّا يُثري فصحاها ويُضفي عليها حظوة من التعميم والانتشار بين المتكلّمين، ممّا يُقلّص الهوّة المفتعلة أو اللاإرادية بين الفصحى من جهة، وعامياتها، في أيّ بلد عربيّ، من جهة أخرى. إضافة إلى ذلك، فإنّ ما يخطرُ في بالنا أنّ العاميّة العربيّة ليست لهجة، فضلا عن أن تكون لهجة فردية؛ فالعاميّاتُ العربيّة على كثرتها وتشعُّبها ماهي إلا مستويات لغويّة فسدت في محاصيلها الصّوتيّة والصّرفيّة، والنحويّة، لكنّها في البداية والنهاية ليست بدعًا من الفصحى ولا غريبة عنها".

ويُشير الباحثُ، في تقديم الكتاب، بالقول "بدلًا من تشنُّجنا من العاميّة، وهي أمرٌ واقعيٌّ يعيشُنا ونعيشه، عفويًّا مجرّدًا من أيّ أدلجة ومغالطة، فإنّه من باب أولى أن نتعامل معها بصفتها وضعًا عاديًّا نعمل على تهذيب ما أمكن تهذيبُه وتبليغه للمتكلّمين تبليغًا غير مباشر عبر الكتابة، والإعلام، وخطاب التعليم، وندعُ الأمور تتحرّك في مظانّها بين متكلّميها دون أمر ولا نهي مسبقين أو لاحقيْن، لنمرّ في النهاية إلى لغة فصيحة يفهمُها المثقّف مثلما يفهمُها المتعلّم البسيط، وحتّى الأميّ، باعتبار العاميّة العربيّة تكتنزُ في أحشائها عناصر لسانيّة تثري الفصحى نفسها".

وقسّم د. عبد الجليل مرتاض كتابه إلى مجموعة مباحث، أوّلُها بعنوان "المنطوق العربي الخلفي منطوقٌ لسانيّ"، وفيه ناقش المؤلّف العديد من النقاط أبرزُها القرآن الكريم لم يُشر إلى منطوق عاميّ، ولغاتٌ أم لهجات أم لسان؟، وما العاميّات إلا تشوُّهات لسانيّة؟، والاكتساب اللُّغويّ للطفل العربي، والعاميّة ممارسات لغويّة معيشة.

وفي المبحث الثاني "توظيف الشذرات العاميّة في الرواية" تطرّق د. مرتاض لعدد من النقاط، أهمُّها ما الرواية إلا خليطٌ محكيٌّ لدى باحثين، والجاحظ أسبق منبّه، ولغةٌ مشخِّصة وأخرى مشخَّصة، والعاميّة أكثر حرية من الفصحى، والعاميّة مبنى ومعنى في آن واحد.

أمّا في المبحث الثالث "توظيف العاميّة في رواية (نوار اللّوز) لواسيني الأعرج"، قدّم الباحثُ دراسة وتحليلا لكيفيّة استخدام واسيني للعاميّة في هذه الرواية.

كما أبرز مؤلّف الكتاب خصوصية استخدام العاميّة لدى عدد من الروائيّين الجزائريّين، على غرار عبد المالك مرتاض، وعبد الحميد بن هدوقة، والطاهر وطار، ومحمد عرعار، مع إجراء مقارنة بين ملامح استخدام العاميّة لدى كلّ من واسيني الأعرج وعبد الحميد بن هدوقة.

وتناول د. عبد الجليل مرتاض بالدراسة أيضا توظيف العاميّة في روايات "أعوذ بالله" للروائي سعيد بوطاجين، و"السّعير" (محمد ساري)، و"الأسود يليق بك" (أحلام مستغانمي)، وأشار في هذا الصّدد إلى عزوف الكتابة النسوية عن العاميّة، مُعتبرا أنّ رواية "الأسود يليق بك" تعدُّ مدوّنة مثاليّة للعاميّات العربيّة.

/العُمانية/النشرة الثقافية/عُمر الخروصي

أخبار ذات صلة ..