واغادوغو في 5 فبراير/العُمانية/ أصدرت الكوميدية البوركينابية /أوغيستا بالانفو/ قطعة مسرحية بعنوان "لا تزال هناك حياة جديدة ممكنة" تعالج من خلالها إشكالية التعايش بين الأشخاص المهجرين والمجتمعات التي تحتضنهم. وتلقي هذه المسرحية الضوء على محنة بعض المهجرين ضحايا الاعتداءات والمضايقات في المدن والقرى التي يلجئون إليها.
ويبدأ العرض بفتاة مراهقة تدعى /بالقيسا/ مصابة باضطرابات عقلية وتحاول الحديث عن واقعها المعاش وما الذي حدث لها لتصبح على هذه الحالة المثيرة للشفقة؛ ويمثل الجواب على هذا السؤال السلك الناظم للعرض. فالفتاة اليتيمة الأب نجت بأعجوبة من هجوم إرهابي راحت ضحيته أمها وأختها ووجدت نفسها في مخيم للمهجرين.
وكان على /بالقيسا/ أن تزاول بعض الأعمال لكي تكسب قوتها اليومي. وتقول المخرجة إن مسرحيتها المقسمة إلى عدة مشاهد تدور أساسا حول هذه الفتاة التي تجتاز فترات قاسية وينتهي بها المطاف إلى التيه العقلي والجنون.
وتعمل المسكينة أولا كعاملة منزلية لدى إحدى العائلات الميسورة، ولكنها لا تلبث أن تطرد بسبب تعاطفها مع المتسولين من المهجرين الآخرين الذين يطلبون الطعام عند أبواب المنازل. ثم تعمل بعد ذلك في متجر لمنتجات التجميل لتطرد منه أيضا بعد ستة أشهر على إثر اتهامها المفتعل بالخيانة ودون أن تتقاضى أي أجرة.
أما التجربة الثالثة – وهي القاضية – لـ /بالقيسا/ فهي بيع الفطائر في الشارع، متجولة في أنحاء كثيرة من المدينة. وخلال هذا التجوال، تعرضت الفتاة لاعتداء كان بمثابة رصاصة الرحمة بالنسبة لها، حيث تدهورت حالتها النفسية وأصيبت بالجنون.
وبحسب /أوغيستا بالانفو/، فإن هذه القطعة المسرحية تمثل حقنة تذكير بالويلات والمعاناة التي يتعرض لها المهاجرون، بالإضافة إلى كونها نداء للتضامن والتعاطف من لدن الخيرين وأصحاب الضمائر الإنسانية.
/العُمانية/ النشرة الثقافية /طلال المعمري
